وفق المصادر-1733

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

إعداد: ناصر ناصر

21-2-2023


هل تنتقم "إسرائيل" من نفسها؟

ما علاقة قطاع غزة بالشرخ الاجتماعي في "إسرائيل"؟

1- خبير ومحلل شؤون الأحزاب الدينية لشبكة كان، يائير دينغر، في يديعوت أحرونوت:

الجمهور الديني القومي يعيش حالة ما بعد الصدمة والشرخ الاجتماعي الحالي، الذي يراه البعض بأنه الخطر الأكبر في تاريخ الدولة، هو شرخ له علاقة وثيقة بأزمات سابقة وعلى رأسها الانفصال أو الانسحاب من قطاع غزة.  

دينغر في يديعوت أحرنوت: الانسحاب من قطاع غزة وبناءً على مفاهيم سياسية ونفسية، هو الأرضية التي يدور عليها الصدام أو المواجهة الحالية بين الأطراف في "إسرائيل".

يمكن للانسحاب من قطاع غزة، أن يعلمنا شيئا مهما حول سلوك قادة الإئتلاف الحكومي من تيار الصهيونية الدينية، وأن يعطينا صورة السياق العام للاحتجاجات المعارضة، والتي تضم هي أيضاً عناصر مؤيدة للتيار الصهيوني الديني، من الصعب أن نفهم الأزمة الحالية دون فهم ما جرى في العام 2005 عن الانفصال من غزة.

إعادة مصطلحات أو كلمات مثل "انفصال"، "اقتلاع"، "طرد" "يني مازوز/ وهو المستشار القضائي للحكومة سابقا"، قبل 18 عاما لتلاحقنا في وسائل التواصل الاجتماعي.  

دينغر في يديعوت أحرنوت: تيار الصهيونية الدينية شعر بالعجز والإذلال بعد الانسحاب من قطاع غزة، وليس فقط أمام المحكمة العليا أو منظومة الإعلام وحكومة شارون، بل أمام الدولة وفكرة أرض "إسرائيل"، والأشد من ذلك هو هزيمته أمام شعب "إسرائيل".  

يديعوت أحرونوت: التقلبات التاريخية وتبادل النخب الحاكمة، قد يؤدي لزرع مصير مشابه لكل الجماهير التي تتظاهر ضد الإصلاحات القضائية هذه الأيام، لأن السيادة هي للصهيونية الدينية.  

يشار إلى أن سيموتريتش وبني غفير وسيمحا روتمان، كلهم كانوا في غوش قطيف، أي من جيل الانسحاب من قطاع غزة.

يديعوت: ما يجري في "إسرائيل" حاليا ليس مجرد انتقام فحسب، كما أنه ليس رؤية موضوعية منظمة ونقية تماما، وفي الوسط يوجد موقف نفسي جديد تجاه جمهور اليسار، موقف ساخر مغلق تماما، حتى لو لم تعترف الصهيونية الدينية بهذا الأمر.  

يديعوت: الصهيونية الدينية تلقت دعم للاستمرار بالإصلاحات القضائية من رسالة الحاخامات، ومنهم شموئيل إلياهو ويعقوب شابيرا.  


ناصر ناصر: الانتقام هو من أهم أسباب أزمة دولة الاحتلال، وهو انتقام التيار القومي والديني من معسكر وسط يسار، وتحديداً بسبب قرار الانسحاب من قطاع غزة تحت ضربات المقاومة الفلسطينية، التي قادتها الضفة الغربية في الانتفاضة الثانية، المقاومة الفلسطينية إذن بإمكانها التأثير في هذا المجال، وهناك أسباب أخرى أيضا للأزمة الحالية.  


2- راديو أمواج "إسرائيل"، وهو راديو ذو توجهات يمينية صارخة:  

الملازم آفي جاد جادوت ملازم سابق في الجيش، ومن مجموعة (علم القتال) يقول: الإصلاحات القضائية ستوقف تعفن مضى عليه سنوات في المنظومة القضائية في "إسرائيل" وفي كافة المستويات.

النظام القضائي كان يقيد أيدي الجيش في محاربة "الإرهاب"، واليسار الإسرائيلي يسيطر على الجيش وعلى المنظومة القضائية.

آفي جاد غادوت في راديو أمواج "إسرائيل": لا يمكن أن تتم حروب وحملات عسكرية مؤثرة ضد المحكمة العليا في "إسرائيل".  

القاضي السابق أهارون باراك، قاد الفوضى القضائية وتدخل في عمل الجيش، وكان يسمح لمنظمات حقوقية كعدالة لرفع قضايا ضد الجيش.

أهارون باراك يتحمل مسؤولية دماء بعض الإسرائيليين الذين قتلوا في أعمال "إرهاب"، ينبغي على الجيش أن ينقذ نفسه من سيطرة على المحكمة العليا.  


3- مسؤولة حزب العمل ميراف ميخائيلي، لشبكة كان:  

ستستمر المظاهرات حتى يوقفوا هجمتهم على الديموقراطية، فالثورة القضائية خطرٌ على "إسرائيل"، وقد أكد ذلك محافظ بنك "إسرائيل" واقتصاديون كُثر، واثني عشر رئيساً سابقاً لمجلس الأمن القومي، ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية أيضا.  

ميخائيلي لشبكة كان: خطة أو برنامج الإصلاح والتفاوض ليس واقعيا حاليا، بعد القراءة الأولى والاحتجاجات ستستمر، وأغلبية الشعب ضد الإجراءات القضائية، حتى أن جزءاً ممن انتخبوا نتنياهو يعارضها، صحيح أنني أقلية برلمانية ولكنني أغلبية شعبية ووطنية.  


4- رام بن باراك نائب رئيس الموساد سابقا، وعضو حزب هناك مستقبل حاليا، لشبكة كان:  

إن موقف كل رؤساء الأحزاب والمعارضة وهم لبيد وغانتس وليبرمان  هو رفض الدخول إلى حوار مع نتنياهو، حتى يتم وقف التشريعات وما يجري يقودنا إلى خراب الهيكل الثالث.  

رام بن باراك في شبكة كان: الصهيونية الدينية تسعى لتطبيق أحلامها بأرض "إسرائيل" الكبرى، والحريديين أحلامهم تدور حول موضوع التجنيد والسبت وغيره، وكل اتجاه في الحكومة له أحلامه الخاصة.  

رام بن باراك في شبكة كان: الاستعدادات والمظاهرات ستتضاعف، فهذا ما سيجبرهم على التراجع.

ناصر ناصر: خراب دولة "إسرائيل" أو ما يسمى بخراب الهيكل الثالث، هي مصطلحات تتزايد في النقاش الإسرائيلي العام والداخلي، مما يدل على عمق الأزمة وخطورتها، رغم أن اليمين ونتنياهو يسعون للتخفيف من هذه الآثار والتداعيات، وكأنهم يسيطرون على الأمور، وكأن ما يفعلونه هو إصلاحات طبيعية في أي دولة ديمقراطية، وحقيقةً أنهم يسخرون وينتقمون من المعسكر الآخر.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023