أعلن محافظ جنين، أن الرئيس، محمود عباس، سيصل جنين بعد الساعة الـ12 ظهر اليوم الأربعاء، وسيتوجه لزيارة المخيم ومقبرة الشهداء، ولأسباب خاصة تم إلغاء لقائه مع ممثلي الفعاليات الرسمية والشعبية في مخيم ومدينة ومحافظة جنين.
زيارة أبو مازن لمخيم جنين تطرح تساؤلات جدية حول دوافع الرئيس للقيام بها في ظل التجربة التاريخية معه في موضوع التواصل مع الجماهير؛ نظراً لطبيعته المختلفة كلياً عن الرئيس الراحل أبو عمار، وعلى ضوء موقفه الرافض؛ بل المعادي للمقاومة المسلحة في جنين، فهل هي زيارة تنم عن عمق المسؤولية التي يتحلى بها أي رئيس أمام شعبه؟
أم أنها محاولة لإثبات وإظهار الوجود في المنطقة التي فقدت أجهزة أمن السلطة الكثير من تأثيرها عليها منذ مدة طويلة وفقاً لتقارير فلسطينية وغربية وإسرائيلية وغيرها، وذلك في إطار توجهات إسرائيلية وإقليمية بضرورة تقوية السلطة وإضعاف ظاهرة المقاومة في مخيم جنين.
وهذا يطرح تساؤلاً آخر، هل تستطيع أجهزة أمن السلطة وحدها وعلى رأسها الرئيس أبو مازن فرض تاثير السلطة من جديد بوسائل الحوار الوطني الجدي الذي تميز بالغياب في عهد الرئيس؟ أم ستكون هناك وسائل أمنية عسكرية خشنة أو ناعمة، ولست مع الرأي القائل أنها نوع من المؤامرة تقتضي استدراج المقاومة بطريقة أو باخرى لمواجهة أليمة مع أجهزة السلطة.
أمّا المؤكد فإن الزيارة لا تستهدف دعم نموذج المقاومة في جنين؛ بل العمل على إضعافه بأكبر قدر ممكن وبوسائل كثيرة، وكل ما نأمله هو أن لا تؤدي هذه الوسائل للمزيد من معاناة أهلنا وشعبنا وتحديداً في جنين، والأهم من ذلك أن لا تنجح هذه المساعي في إضعاف المقاومة.
أما شعار دعم صمود جنين بالإعمار فهو أمر متفق عليه، وعلمتنا التجربة أن لا نثق بنهج التنسيق الأمني المدعوم من الإقليم والاحتلال.