يسرائيل هيوم
سريت أفيتان كوهن
شعرت "إسرائيل" مؤخراً بتزايد الدوافع الإيرانية لمحاولات الهجوم المباشر داخل الـ"أراضي الإسرائيلية"/الفلسطينية المحتلة، وخاصة في الضفة الغربية.
وفي المناقشات الأمنية التي جرت في الأسابيع الأخيرة، تبين أن الدافع الإيراني تجلى في إدخال ذخائر عالية الجودة إلى "إسرائيل" (أسلحة وعبوات ناسفة)، ومحاولات توجيه العمليات.
وقال مصدر أمني لـ"يسرائيل هيوم" إنه في "إسرائيل" "نشهد زيادة في محاولات الهجوم من إيران"، خاصة في النشاط داخل الضفة الغربية، ولكن أيضًا في غزة.
وفي "إسرائيل" يقولون إن هذا نشاط إيراني ينبع من "الإحباط" في مواجهة الهجمات المنسوبة إلى "إسرائيل" في سوريا، فضلاً عن محاولة الإضرار بجهود التطبيع الإسرائيلية في الشرق الأوسط، مع التركيز على المملكة العربية السعودية.
وعلى خلفية تزايد حالة التأهب لهجمات معادية، وخلال موسم الأعياد على وجه الخصوص، جرت صباح أمس (الأحد) مناقشة حول خفض الوضع الأمني بمشاركة وزير الجيش غالانت، ورئيس الأركان وجنرالات الجيش الإسرائيلي في مكتب رئيس الوزراء، حول ما يجري في ثلاثة قطاعات: الضفة الغربية وغزة ولبنان.
وأضاف في حديث لـ"إسرائيل اليوم" أن "هناك عاملاً واحداً يربط كل القطاعات وهو التدخل الإيراني الذي يقود حرب الاستنزاف هنا"، وحقيقة أن تلك المحاولات لم تصل إلى العناوين الرئيسية هي نتيجة لإجراءات مضادة واسعة النطاق تؤتي ثمارها يوميًا.
المعضلة: هل يجب الرد وكيف؟!
أكدت مصادر أخرى حقيقة التورط المتزايد للنشاط الإيراني في "إسرائيل"، ومن بين أمور أخرى، قالت مصادر مطلعة على المناقشات الأمنية حول موضوع إيران إن "هناك تورطاً كبيراً للغاية لإيران، مما يثير معضلة أبدية حول ما إذا كان سيتم الرد عليها وبأي عمق".
وتشير التقديرات في "إسرائيل "إلى أن 80% من تمويل حماس يأتي من طهران، بينما أسلوب العمل في الضفة الغربية هو توزيع الأموال والأسلحة بطريقة "مجانية" وغير مستهدفة، تُنسب أحداث تهريب الأسلحة عبر الأردن إلى إيران.
إن الدافع المتزايد، إذا تركز في نافذة الفرصة المتاحة أمام السعودية، يهدف إلى تخريب الجهود الإسرائيلية، لكن كبار المسؤولين يزعمون أنهم لا يعترفون بوجود تهديد حقيقي في هذا الشأن.
وعلى الرغم من التحديد المؤكد للتورط الإيراني في تنفيذ العمليات داخل "إسرائيل"، إلا أن "إسرائيل" لم تتحرك بشكل مباشر ضد طهران حتى الآن؛ ولهذا السبب فإن كلمات رئيس الموساد، ديدي بارنيع، الشهر الماضي، حيث أشار بإصبع الاتهام إلى إيران وطرح لأول مرة على الطاولة إمكانية الرد في قلب إيران.
"حتى الآن لم نصل إلا إلى الناشطين والقادة المسؤولين عن تنفيذ الأنشطة"، أقول من هذه المرحلة إن إيذاء إسرائيلي أو يهودي بأي شكل من الأشكال، وأؤكد -بأي شكل من الأشكال- سيؤدي إلى نشاط ضد الإيرانيين الذين يرسلون المقاومون وأيضاً أصحاب القرار من المستوى الموجه للعمليات والمنفذين، وأعني ذلك، هذه الأثمان ستُدفع بدقة كبيرة في أعماق إيران، في قلب طهران، وسيناقش غالانت هذه القضية في الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، علم الليلة الماضية أن وزير الجيش سيجتمع مع وزير الدفاع الأمريكي خلال شهر أكتوبر المقبل في إطار زيارة رسمية لواشنطن.
ومن المتوقع أن يناقش الاثنان في اجتماعهما النشاط الإيراني المتزايد في "إسرائيل" وكذلك احتمالات التطبيع مع السعودية، وأضاف أنهما "سيناقشان تحديات السياسة والفرص في الشرق الأوسط".
