تحدثت وسائل إعلام عبرية، الخميس 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عن أن جيش الاحتلال سيواجه أيام "أكثر صعوبة" في معاركه البرية مع مقاتلي "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، في قطاع غزة.
الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال، تامير هايمان، قال في مقال نشره موقع "القناة 12" الصهيونية: "ما نزال بعيدين عن كسر (حركة) حماس، وستكون هناك أيام أكثر صعوبة".
هايمان أضاف: "للأسف، مثل الأيام الأخيرة التي عشناها، والتي فقدنا فيها بعضاً من أفضل أبناء هذا البلد"، في إشارة إلى مقتل 19 جندياً صهيونياً منذ بدء المواجهات البرية مع مقاتلي "القسام" قبل يومين.
وبحسب شهادات الجنود، يستخدم المقاتلون في قطاع غزة " الصواريخ المضادة للدروع في الهجوم على الآليات العسكرية، لإعاقة التقدم البري للجيش الإسرائيلي في شمال القطاع".
وأضافوا أن قوات الاحتلال تستخدم بدورها "جرافات ضخمة لإزالة العبوات الناسفة والألغام، التي زرعها مقاومون فلسطينيون لمنع تقدم القوات البرية للاحتلال والدبابات"، وفق المصدر ذاته.
وتحدث الجنود عن اشتباكات مع مقاومين فلسطينيين "يتوارون عن الأنظار في مبانٍ تعرضت للقصف من قبل الطيران الحربي للاحتلال" منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحسب المصدر ذاته
كما أشارت القناة 12 الصهيونية إلى أنه "كلما دخلت قوات الاحتلال إلى الداخل، اشتد الصدام".
وتابعت: "تحاول حماس مهاجمة القوات العسكرية في أي لحظة، ومنذ بدء المناورة البرية، سقط 19 جندياً في المعركة".
ويتضح من تقرير بثته القناة أن جيش الاحتلال "يعمل على تضييق الخناق على مدينة غزة، حيث يعتقد أنه توجد قيادة حماس".
مقاتل فلسطيني من كتائب القسام يستخدم صاروخ الكورنيت
وفي السياق، كشف موقع "واللا" الإخباري الصهيوني، الخميس، أن جيش الاحتلال "بدأ بعملية إزالة الألغام والعبوات الناسفة، وتدمير فوهات الأنفاق".
وقال إن القوات الهندسية التابعة لجيش الاحتلال "توظف أنواعاً مختلفة من الروبوتات (إنسان آلي) لتدمير فوهات الأنفاق والأنفاق نفسها، وتفجير العبوات الناسفة التي تنتظر الجيش".
وذكر الموقع: "مع بداية الحرب في غزة، تقرر تجنيد سائقي الجرافات ذوي الخبرة من جنود الاحتياط في سلاح الهندسة، لقيادة الجرافات الكبيرة التي تعزز الجنود في المعارك البرية".
وحول آلية عمل جيش الاحتلال في الميدان، أوضح الموقع: "تتقدم الجرافات وتمهد محاور جديدة للجنود، وتزيل العبوات الناسفة والألغام من الطريق، وتقيم سواتر ترابية لحماية الجنود".
وأشار إلى أن هذه الجرافات "تدمر أيضاً مباني يتوارى فيها مقاومون، وتدمر فوهات الأنفاق، وأثناء تبادل إطلاق النار تكون بمثابة حماية للجنود".
وتابع: "بعد أن أعطى قائد القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال يارون فينكلمان الأمر بالدخول البري إلى قطاع غزة، كانت أطقم الجرافات أول من تحرك على رأس الرتل، فيما قامت بتمهيد الطرق باستخدام جرافات ثقيلة".
وفي هذا الصدد، نقل "واللا" عن ضابط احتياط بارز – لم تسمه- قوله: "كل سائق جرافة يعلم أنه ومن معه الهدف الأول لفرق حماس المضادة للدبابات، فهم أول من يواجهون الكمائن، ونيران الأسلحة الخفيفة أو العبوات أو الألغام".
وأكد الضابط الصهيوني أنه خلال العملية البرية "تم إطلاق عشرات الصواريخ المضادة للدبابات على الجرافات، إضافة إلى إطلاق نار من قبل المقومين الفلسطينيين".
لكنه في المقابل، شدد على أن سائقي الجرافات في جيش الاحتلال "يعلمون أن لديهم قوة نارية تقف إلى جانبهم في كل لحظة، من الجو ومن الأرض، تحميهم".
والثلاثاء، قالت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، إن الآليات العسكرية للاحتلال "عمقت توغلها" داخل شمال ووسط القطاع.
وكانت اشتباكات مباشرة بين جيش الاحتلال ومقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، تصاعدت منذ فجر الثلاثاء، في مناطق عدة في شمال غزة، وعند معبر إيرز (بيت حانون).
ولليوم الـ27 يشن جيش الاحتلال حرباً مدمرة على غزة، وقتل إجمالاً 9061 فلسطينياً، بينهم 3760 طفلاً، وأصاب 32000، كما قتل 133 فلسطينياً واعتقل نحو 1900 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
فيما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1538 صهيونياً وأصابت 5431، وفقاً لمصادر صهيونية رسمية. كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.