أولاً : الموقف :
في صفحة العدو القتالية ؛ لا يزال العدو منذ بدئ مناورته البرية في ي : 27/ 10/ 2023 الساعة: 22:00 يحاول قضم مساحات جغرافية في منطقة الجهد الرئيسي للعمليات من خلال العمل على أربعة محاور جهد رئيسية :
ففي المحور الشمالي الغربي ـ محور الجهد الرئيسي في منطقة العمليات الشمالية ـ : حقق العدو على هذا المحور خرقاً عن طرق اندفاعه عبر شارع التوام بالتجاه الجنوب وصولاً إلى شارع البحر ، وعن الطريق الساحلي حيث وصلت طلائع قواته إلى مسجد الخالدي على الساحل ، ثم اندفعت شرقاً عبر شارع عمر بن الخطاب إلى محطة البهلول ، ثم عادت وانكفأت إلى مسجد الخالدي مرة ثانية .
أما في المحور الشمالي الشرقيـ محور جهد ثانوي في منطقة العمليات الشمالية ـ : فما زال العدو يتعرض على المنطقة من ثلاثة محاور فرعية :
أما في المحور الشرقي ـ محور جهد ثانوي في منطقة العمليات الشمالية ـ : " مفساليم " المقبرة الريس الكاشف جباليا ؛ فلا زال موقف العدو في هذه المحور لم يتغير حتى كتابة هذا الموقف ، فقد استخدم منطقة المقبرة كنقطة ارتكاز وقاعدة عمليات متقدمة ، ولا زال يشتبك مع الجهاز الدفاعي للمقاومة في هذه المنطقة بنار المدفعية والطيران ، الحربي والمروحي ، ولم تندفع قواته حتى الأن للسيطرة على الهيئات الأرضية الحاكمة ـ الريس ، الكاشف ، تل الزعتر ـ في بقعة العمليات هذه .
أما في المحور الجنوبي الشرقي ـ محور جهد رئيسي في منطقة العمليات الشمالية ـ : كارني صلاح الدين الزيتون تل الإسلام جنوب الشيخ عجلين ؛ فما زال العدو يثبّت رأس جسر في هذه المنطقة بعمق 2.5 حيث تتمركز قواته في محررة "نتساريم" وتتخذ منها قاعدة عمليات ، كما يقوم بالتعرض على شارعي 10 و 8 انطلاقاً من مدينة النور جنوب شارع 10 ، حيث وصلت طلائع قواته إلى مشارف مستشفى القدس عبر المناطق المفتوحة في الجنوب الشرق لمنطقة الشيخ عجلين ، مستقرةً على مسافة 200 متر شرق شارع الرشيد ، حيث قطعته بالنار ومنعت المواطنين من التنقل عليه .
أما في محور الساحل البحري : لمنطقة عمليات مدينة غزة ؛ فلا زال العدو يستخدم قواعد ناره البحرية في عمليات إسناد وحماية قواته المتوغلة في المناطق الحضرية في الشمال الغربي لمدينة غزة ، كما تستخدم هذه القوات في محاولة تأمين الغطاء للقوات التي تحاول الإبراز على شارع الرشيد الممتد من أقصى الشمال الغربي حتى أقصى الجنوب الغربي لقطاع غزة . حيث لم يسجل حتى كتابة هذا الموقف تحقيق أي عملية إبرار ناجحة على هذا المحور . مع ما يقوم به العدو من عمليات قصف طالت أكثر من مكان على الساحل ومنها ميناء الصيداين غرب مستشفى الشفاء .
أما في محاور الجهد الثانوي : حيث مناطق المحافظات الوسطى والجنوبية الواقعة جنوب وادي غزة ؛ فلا زال العدو يحتك ، بالنار والمناورة ، مع تشكيلات المقاومة المنتشرة على الحافة الأمامية للمناطق السكنية في هذه المناطق في جهود يبدو إلى الآن أنها جهود إشغال وتثبيت ومنع لهذه المناطق من توفير التعزيزات والاسناد لتشكيلات المقاومة العاملة في منطقة الجهد الرئيسي الواقعة شمال وادي غزة .
هذا ولم يتوقف قصف العدو من مختلف وسائطه النارية على كامل مدن ومخيمات قطاع غزة ، من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب ، ومن الشرق حتى الغرب ، مركزاً العدو جهوده النارية على منطقة جهده الرئيسة المحصورة بين الحد الشمالي لقطاع غزة وصولاً إلى وادي غزة جنوباً ، وبين الحد الشرقي والبحر غرباً .
كما قصف العدو على الجبهة الشمالية لفلسطين قواعد إطلاق النار التي استهدفته، وما يقع في محيطها من قرى وبلدات لبنانية . هذا وقد أفاد العدو عن مقتل 24 جندي منذ بدء عمليته البرية وحتى كتابة هذا الموقف ، فضلاً عن عدد من الجرحى الذين وصفت جراحهم بالخطيرة ، كما دُمِر للعدو عدد من الآليات المدرعة ، و آليات الجهد الهندسي المرافقة لعميات توغله في منطقة العمليات في قطاع غزة .
وفي صفحة موقف المقاومة ؛ فما تزال تتصدى للعدو على جميع محاور الجهد الرئيسي في منطقة شمال قطاع غزة ، وتتعرض عليه بعمليات التسلل والغارات ، مستخدمة عبوات "العمل الفدائي " ـ عبوات يقوم المجاهدون بلصقها من مسافة صفر على بدن الآلية ثم تُشغّل لتنفجر بعد ابتعاد المجاهد عن الجسم المستهدف بأمتار ـ ؛ كما تصدت له على محور بيت لاهيا ، ومتفرعاته في التوام والعطاطرة وأبراج الكرامة ، ومسجد الخالدي ، ومنطقة المدرسة الأمريكية شمال غرب بيت لاهيا ، وعلى المحاور الثلاثة التي يحاول من خلالها التقدم لاحتلال بيت حانون في الشمال الشرقي لقطاع غزة ، ملحقة بالعدو خسائر في الأرواح والآليات . هذا وقد منعت المقاومة العدو حتى الآن من التقدم على محور المقبرة الكاشف .
وفي المحور الجنوبي الشرقي / حي الزيتون تل الإسلام الشيخ عجلين ؛ لا زالت المقاومة في هذه المنطقة بالإضافة إلى تشكيلات المقاومة المنتشرة في منطقة المغراقة شمال وادي غزة ، تتصدى لقوات العدو وتتعرض عليه بالنار وبغارات المشاة وأسلحة م . د من نوع الياسين .
كما بقيت المقاومة تصد محاولات تقدم العدو باتجاه المراكز الرئيسية في المحافظات الوسطى الجنوبية : دير البلح ، البريج ، خان يونس ، رفح.
كما واصلت المقاومة في غزة قصفها بالصواريخ والمدفعية مدننا المحتلة في الداخل الفلسطيني ، ومواقع العدو على غلاف غزة ؛ حيث مناطق حشده وتجمعه ،. كما استهدفت المقاومة العراقية ، التي أعلنت في بيان لها أنها " ستبدأ الأسبوع المقبل مرحلة جديدة في مواجهة الأعداء وستكون أشد وأوسع على قواعده في المنطقة " ، استهدفت هذه المقاومة قواعد العدو الأمريكي في أربيل / العراق و البحر الميت / الأردن والشدادي / جنوب الحسكة السورية بالصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية. أما في جبهة الجنوب اللبناني ؛ فقد اشتبكت المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله " بالنار مع 19 هدفاً معادياً في نفس الوقت ، مستخدمة ولأول مرة مسيرتين انتحاريتين قصفت بهما موقع " زبدين " العسكري في مزارع شبعا ، كما قصفت كتائب القسام / لبنان مغتصبة " كريات شمونا " بوابل من الصواريخ ، ملحقة بها خسائر مادية وبشرية .
وفي الضفة الغربية ؛ بقي العدو يبادر بعمليات الاقتحام والمداهمة ، واعتقال النشطاء ، ومنع المشاركة الحقيقية والفعلية التي من شأنها أن تخفف عن أهلنا في قطاع غزة ، حيث تسللت ليل أمس قوة خاصة إلى محيط مخيم " جنين " فتمت محاصرتها ، مما دفع العدو للاستعانة بالطيران المسير وبقوات إضافية وصلت من حاجز " دوتان " جنوب المدنية لنجدة القوة الصهيونية المحاصرة . وفي السياق ؛ فقد وقع في مواجهات الضفة الغربية بالأمس 8 شهداء . هذا وقد اقتحم العدو "مخيم قلنديا / شمال القدس " و " الفوار / جنوب الخليل " و "كفر راعي / جنين " و "رامين / طولكرم " و " جبل الطويل / البيرة " و " مخيم عسكر / نابلس " .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة ، ودفاعاً عن أهلنا في غزة ؛ فقد بقيت المظاهرات والوقفات تُسجل في كثير من العواصم والمدن ، بدءاً من رام الله في الضفة الغربية ، وانتهاء بواشنطن عاصمة قرار هذه الحرب .
وفي الجهود السياسية ؛ ينصب الحديث على عقد هُدن يتحدث عنها العدو الأمريكي الذي وصل وزير خارجيته " انتوني بلنكن " إلى المنطقة بالأمس ، على أن يحضر لقاء مجلس الحرب الصهيوني هذا اليوم للاطلاع على آخر تطورات الحرب الدائرة في غزة ، ولحث ـ كما زعم ـ العدو على قبول هدنة مؤقتة لتهيئة الظروف المناسبة لإطلاق سراح بعض (ضيوف) المقاومة في غزة . كما ينتظر كل أطراف هذه الأزمة ما سيقوله اليوم الأمين العام لــ " حزب الله " السيد حسن نصر الله ، وما سيسجله من مواقف في خطابه الأول منذ بدء معركة " طوفان الأقصى " في السابع من أكتوبر الماضي .
ثانيا : التقدير والتحليل :
لا يزال العدو يحاول تسجيل إنجاز حقيقي في هذه المعركة يمكنه استثماره في المفاوضات السياسية ، وبالنظر إلى خريطة الموقف العسكري ، والأماكن التي وصل لها العدو ، فإننا يمكن أن نقول أن العدو قد (حاصر ) مدينة غزة من جهاتها الأربعة ، ففي الشمال الغربي ما زالت قواته متوغلة وتعمل على محور دوغيت بيت لاهيا العطاطرة ، وفي الشمال والشمال الغربي ؛ ما زالت قواته مشتبكة مع الجهاز الدفاعي للمقاومة في منطقة بيت حانون ، وفي الشرق ؛ بقيت قوات العدو مسيطرة بنار مدفعيتها على الحافة الأمامية للمناطق السكنية ، أما في الجنوب ، فإن العدو ثبت رأس جسره في منطقة " نتساريم " وجعل من هذه المنطقة ومحيطها نقطة ارتكاز عمليات متقدمة ، يدير منها صولاته للضغط على دفاعات المقاومة في جنوب حي الشجاعة وحي الزيتون وتل الإسلام (الهوا) و الشيخ عجلين ، قاطعاً بالنار طريق الرشيد في جنوب الشيخ عجلين .
أما في الغرب فإن القطع البحرية للعدو تسيطر على كامل شارع الرشيد ، من أقصى الشمال الغربي لمدينة غزة ، وحتى جنوب الشيخ عجلين كآخر نقطة في الجنوب الغربي لمدينة غزة ، وصولاً إلى أقصى الجنوب الغربي للقطاع في مدينة رفح .
إن ملاحظة نار ومناورة العدو في مسرح عمليات قطاع غزة تمكننا من القول أن العدو :
إلا أن ملاحظة الاتجاه العام لنار ومناور العدو ، تشي بأنه يسابق الوقت للوصل إلى بعض الأماكن في وسط قطاع غزة للأهمية التي ذكرنها سابقاً ، الأمر الذي يجعل من المحور البحري وما يملكه من معابر موصلة باتجاه هذه الأهداف ؛ يجعل منه محوراً خطيراً يجب الانتباه له ، فما يملكه العدو من قطع بحرية يمكن أن ينشرها قبالة سواحل مدنية غزة خصوصاً ، والقطاع عموماً ، ولطبيعة هذه السواحل وقربها من أهداف حيوية في عمق مدينة غزة ، تجعل من عمليات الإبرار والإنزال في هذه المناطق من السهولة بمكان بحيث تغري العدو ، وتحت نار الاسناد والتثبيت ، البري والبحري والجوي ، تغري العدو بمحاولة استخدام هذا المحور وما فيه من معابر موصلة حتى عمق دفاعات المقاومة ، الأمر الذي يتطلب من المقاومة :
وعليه وأمام هذا المعطيات فإننا نقدر أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
عبد الله أمين
03 11 2023