تعرّض أوفير غندلمان، الدبلوماسي الإسرائيلي والمتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى انتقادات واتهامات بالأكاذيب، بعدما حاول تمرير لقطات من كواليس فيلم لبناني قصير على أنها دليل على "تزييف" الفلسطينيين للإصابات التي لحقت بهم نتيجة غارات الاحتلال على القطاع.
حيث نشر غندلمان، المقطع المُضلِّل على الشبكات الاجتماعية ظهر الخميس 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وظل على الإنترنت دون تعديل بحلول الساعة 10 مساءً بالتوقيت المحلي، على الرغم من ملاحظات من مجتمع تويتر، ومئات المُعلِّقين، وتقرير BBC، ومخرج الفيلم الذي أكد أنَّ المنشور مضلل، بحسب موقع The Daily Beast الأمريكي.
في المنشور، شارك غندلمان مقطع فيديو يُفترَض أنه يثبت أنَّ الفلسطينيين كانوا يتظاهرون بالإصابات والموت والدمار أمام الكاميرا لحشد الدعم الدولي.
وكما فعل في منشورات سابقة، فقد أدرج كلمة Pallywood (فليوود) وهي مركبة من فلسطين وهوليوود- لوصف ما أشار إليه ضمنياً بأنها إصابات وعمليات إخلاء مُفبرَكة لجعل إسرائيل تبدو سيئة.
وكتب على منصة "إكس": "الفلسطينيون يخدعون وسائل الإعلام الدولية والرأي العام. لا تقعوا في الفخ. شاهدوا بأنفسكم كيف يتظاهرون بالإصابات وبإجلاء المدنيين الجرحى أمام الكاميرات.. فليوود تُفضَح مرة أخرى".
وفي الواقع، كان الفيديو عبارة عن مقطع من خلف الكواليس لفيلم قصير صُوِّر في لبنان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأُنتِج تكريماً لنضال مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين انتُزِعَت منهم حياتهم بالكامل، على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة، حسبما شارك المخرج السينمائي محمود رمزي في قصص حسابه على إنستغرام، الخميس 9 نوفمبر/تشرين الثاني.
بحلول منتصف اليوم الجمعة، كان منشور غندلمان قد تلقى أكثر من 10000 إعجاب، وهو رقم ضئيل مقارنة بـ54000 إعجاب تلقاها التعليق الرئيسي الذي قال بصراحة: "هذا المقطع من فيلم لبناني قصير يا الحثالة".
ولم يرُد غندلمان على الفور على طلب عبر البريد الإلكتروني للتعليق، وفق الموقع ذاته.
ويمتلك غندلمان سجل إدانات ممتلئاً عندما يتعلق الأمر بترويج معلومات مُضلِّلة عن الفلسطينيين، ففي نهاية الأسبوع الماضي، شارك ما وصفه بأنه مقطع فيديو "يستحق المشاهدة" لكلاب الجيش الإسرائيلي وهي تطارد حماس في الأنفاق تحت غزة – وهو تصريح سرعان ما دحضه صحفي إسرائيلي، قال إنَّ الفيديو جاء من جلسة تدريب للجيش الإسرائيلي سبق الحرب الأخيرة مع حماس.
وفي عام 2021، تحققت وسائل الإعلام الدولية من صحة مشاركات لغندلمان، عندما نشر مقطع فيديو قائلاً إنه يصور فلسطينيين يطلقون صواريخ من منطقة مدنية في غزة، وتبيّن كذب ادعاءاته، حيث ذكرت رويترز أنَّ هذا الفيديو سُجِّل في الحقيقة في سوريا عام 2018.
وأظهر مقطع الفيديو الذي نشره غندلمان، الخميس، فتاة عربية صغيرة تضع دماء مزيفة ومكياجاً آخر في موقع تصوير، وفي لحظة ما، يبتسم الطفل ويلوح بعلامة السلام أمام الكاميرا، فيما يحاول ممثلون يرتدون زي عمال الطوارئ إسعاف الفتاة التي يبدو أنها تنزف في الشارع بعد غارة جوية.
كان شايان ساردار زاده، وهو صحفي في BBC يكتب تقارير عن المعلومات المضللة، من أوائل الأشخاص الذين فضحوا ادعاء غندلمان، وغرّد قائلاً: "إنَّ الادعاء الذي نشره السيد غندلمان وآخرون على نطاق واسع بأنَّ هذا الفيديو هو دليل على تزوير الفلسطينيين للإصابات هو ادعاء كاذب تماماً".
وأفاد ساردار زاده بأنَّ الطفلة الممثلة التي ظهرت في المقطع، وهي رامي جردلي، نشرت أيضاً على انستغرام للرد على ادعاءات غندلمان.