أولاً : الموقف :
وفي ختام اليوم الـ 48 للحرب ؛ وبعد أن أفضت المفاوضات السياسية بوساطة قطرية ، إلى موافقة العدو (الأمريصهيوني ) على هدنة مؤقتة لمدة 4 أيام ، تبدأ في يوم: 24/ 11/ 2023 س : 07:00 ؛ يسابق العدو الوقت لتحقيق إنجازات ميدانية تمنح قواته المتموضعة في مسرح عمليات قطاع غزة مستواً مقبولاً من الأمن أثناء فترة الهدنة ، و تُحسّن من موقفه القتالي المستقبلي ، في حال لم يتم تمديد الهدنة ، واستئناف العمليات القتالية لاحقاً .
حيث بقي الموقف الميداني في صفحاته المختلفة على النحوي الآتي :
ففي صفحة العدو القتالية؛ بقي العدو مستمراً في عملياته داخل مدينة غزة ، محاولاً فصل أحيائها الداخلية عن بعضها البعض ، كما لم تسلم باقي مدن ومخيمات القطاع من عمليات القصف البري والجوي والبحري المعادي ، هذا وقد كانت السمة العامة لأعمال العدو القتالية في مسرح عمليات قطاع غزة على النحوي الآتي :
كما بقي العدو يمارس ضغطه بالنار والمناورة ، على الحاضنة الشعبية للمقاومة في مختلف مدن ومخيمات قطاع غزة ، مستهدفاً ما تبقى من المشافي ومراكز النزوح ، خاصة في أحياء شمال مدينة غزة ، حيث أفيد عن اقتحام العدو المشفى الإندونيسي فجر هذا اليوم ، كما بدأ بتخصيص مزيداً من النار لمدينة خان يونس وضواحيها ، حيث يعتقد العدو أن قيادة المقاومة متواجدة فيها .
وفي سياق متصل ؛ بقي العدو يرد مختلف صنوف النار على مواقع وقواعد اطلاق النار التابعة للمقاومة الإسلامية " حزب الله " في جنوب لبنان .
أما في صفحة المقاومة ؛ فقد اشتبكت المقاومة الفلسطينية مع العدو في بيت حانون ، وجباليا / الفاخورة الشيخ زايد ، وفي جحر الديك ، ومشروع بيت لاهيا بالقرب من بنك فلسطين . كما قصفت قواته على محور تقدم " نتساريم " وفي " نير عوز " على غلاف غزة ، و " صوفا " و " المغراقة " ، و " نير عام " .
كما ذكر الناطق باسم كتائب " عز الدين القسام " في بيان متلفز بالأمس أن تشكيلات المقاومة قامت بسلسلة من العمليات في الـ 72 ساعة الماضية كان من أبرزها : كمين لقوة معادة في منطقة التوام ، مهاجمة قوة من 8 جنود للعدو شرق مستشفى الرنتيسي في منطقة الشيخ رضوان ، كما فجرت عبوة من نوع "رعد " في قوة معادية من 6 جنود في بيت حانون ، وعبوة أخرى في عين نفق في منطقة "تلة قليبو" شمال جباليا ، كانت مجموعة هندسة معادية تَهُم بتفجيره ، كما أعطبت برجاً لدبابة في حي الزيتون . وفي سياق متصل أطلقت المقاومة رشقات من نار المدفعية والصواريخ على العمق الفلسطيني المحتل .
هذا وقد ذكر الناطق باسم الكتائب أن حصيلة ما دمرته تشكيلات المقاومة للعدو من آليات قتالية وهندسية منذ بدء عمليته البرية في ي : 27 10 2023 بلغ ما يقارب من 335 آلية ؛ منها 33 آلية في 72 ساعة التي سبقت خطابه . كما أشار الناطق الرسمي باسم كتائب " عز الدين القسام " في خطابه أن ما وافق عليه العدو من شروط للهدنة؛ هو ما كان معروضاً عليه قبل بدء المناورة البرية . وفي السياق ؛ فقد بلغ عدد شهداء شعبنا حتى كتابة هذا الموقف ما يقارب الـ 14500 شهيداً ، و 35000 جريحاً و7000 من المفقودين .
أما في الجبهات الخارجية / لبنان ، سوريا ، العراق ، اليمن :
بقيت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " مشتبكة مع العدو على كامل خط الجبهة بمختلف صنوف النار ، وتكتيكات العمل ، حيث استخدمت بالأمس صواريخ بركان ، والأسلحة الموجهة في استهداف قواعد وثكنات العدو في كل من : متات ، الراهب ، تل شعر ، المنارة ، المالكية ، روسيات العلم ، راميا ، جل العلّام ، المرج ، زرعيت ، شلومي . كما قصفت المقاومة العراقية قواعد العدو في عين الأسد في الأنبار ، والحرير في أربيل ، وحقل كونكو النفطي في سوريا .
وفي الضفة الغربية ؛ ما زال العدو يقوم بعمليات الاقتحام اليومية ، وبنفس طرق العمل والتكتيكات الميدانية ، لمدن وقرى الضفة الغربية في عمليات أمن جاري ساخن ، يُحيّد فيه مقاومين ، ويدمر بناً تحتية وخدمية ، ويُثّبتُ قدرات للمقاومة ، يمكن أن تساعد في اشغاله ، وتشتيت جهوده ، وتجميد جزء من قدراته ، أو تعيق تحركه السلسل باتجاه جبهات قتاله في الشمال أو الجنوب . هذا وقد اقتحمت قوات العدو كلاً من المناطق التالية : رمانة / جنين ، نابلس ، المزرعة الغربية وترقوميا / الخليل .
وعلى صلة فقد بلغ عدد شهداء الضفة الغربية منذ بدء معركة " طوفان الأقصى " حتى كتابة هذا الموقف ما يقارب 227 شهيداً .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل :
وفي الجهود السياسية ؛ أفضت المفاوضات القطرية مع العدو ( الأمريصهوني ) إلى التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة لمدة 4 أيام قابلة للتمديد ، يتم فيها تبادل الأسرى ، وإدخال المعونات الإنسانية ومشتقات الطاقة إلى مدن ومخيمات قطاع غزة ، يبدأ سريانها في ي : 24 11 2023 س : 0700 ، حيث دخلت حيز التنفيذ أثناء كاتبة هذا الموقف .
ثانيا : التحليل والتقدير :
أفضت المفاوضات السياسية بين العدو (الأمريصهيوني) وبين المقاومة بوسطة قطرية إلى الوصول إلى هدنة مؤقتة ، الأمر الذي سيمنح كافة الأطراف المشاركة في هذه الحرب ، إن في داخل فلسطين المحتلة أو خارجها ، سيمنحهم فرصة لتقييم ما تم تحقيقه على مدار الأيام الماضية ، كما أنها ـ الهدنة ـ ستساعد في التخفيف عن أهلنا وشعبنا في قطاع غزة ، عبر توفير أجواء أكثر أمناً لتفقد ممتلكاتهم ، وتأمين بعضاً من حاجاتهم ومتطلباتهم ، أما في الشق العسكري ؛ فإن هذه الهدنة سوف تمنح المقاومين فرصة لإعادة تنظيم تشكيلاتهم ، وحصر خسائرهم ، وترميم ما يمكن من قدراتهم البشرية والمادية ، والتحضر والتحضير لاستئناف القتال حال عدم تمديد هذه الهدنة .
أما في صفحة العدو ؛ فإنه سيستغل هذه الهدنة بالإضافة إلى إعادة تنظيم قواته ؛ في عمليات الاستطلاع وجمع المعلومات بمختلف وسائط الجمع العسكري والأمني ، بحثاً عن رؤوس خيوط يمكن أن تُستثمر ويستفاد منها للتتبع المقاومين ، والتعرف على مقارهم ، وخطوط حركتهم ، ليستفيد مما جمع وسجل من معلومات ، حال تجدد عمليات القتال ؛ إذا لم يتم تمديد هذه الهدنة .
وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
24/ 11/ 2023