أبرزها مزاعم قطع رؤوس الأطفال.. “هآرتس” تفند “أكاذيب” روج لها الصهاينة عن هجوم 7 أكتوبر
عربي بوست

نشرت صحيفة هآرتس( Haaretz )العبرية، الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2023، تقريراً مفصلاً خلصت فيه إلى أن الكثير من الأخبار غير الدقيقة، والروايات غير الموثوقة، تم تداولها عن الهجوم الذي شنته فصائل المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من أبرزها المزاعم حول مقتل عشرات الأطفال.



الصحيفة أشارت إلى أن القصص المزعومة بشأن "الفظائع المُرتكبة"، استند بعضها إلى تفاصيل أدلى بها مسؤولون إسرائيليون، وجنود في جيش الاحتلال، ومتطوعون في فرق البحث والإنقاذ.



كشفت الصحيفة أن بعض هذه الادعاءات قد تبيَّن أنه لا أساس لها من الصحة، كما أقر جيش الاحتلال بأن إحدى هذه القصص المكذوبة، انتشرت بناء على مزاعم أدلى بها جندي إسرائيلي واحد على الأقل.



منظمة "زاكا" الإسرائيلية غير الحكومية، والتي تعمل في مجال الإغاثة والإنقاذ، وتطوعت بالعمل في مواقع الهجمات، قالت إن بعض المنتسبين إليها "ربما أخطأوا فهم" ما رأوه لأنهم ليسوا متخصصين في الطب الشرعي، وتُشير الصحيفة إلى أن عاملين في المنظمة أدلوا بشهادات لوسائل الإعلام. 



تُشير الصحيفة إلى أن من أبرز القصص التي تداولها الناس في الأحداث بناء على شهادات غير موثوقة ومعلومات مضللة، هي قصة مقتل بعض الأطفال والرضع الإسرائيليين.



أشارت "هآرتس" إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تصدر حتى الآن قائمة رسمية بأسماء القتلى الإسرائيليين في الأحداث، ومن ثم فقد أصدرت الصحيفة قائمة مؤقتة بالقتلى الذين تأكد مقتلهم، وضمت هذه القائمة أكثر من 30 طفلاً، إلا أنها ليست كاملة، إذ إن أعمال الطب الشرعي لا تزال مستمرة.



 لفتت الصحيفة إلى تقرير نشرته قناة "i24" الإخبارية الإسرائيلية بعد بضعة أيام من الهجوم، وزعم أن المهاجمين قطعوا رؤوس 30 طفلاً، وسرعان ما تصدر هذا الخبر المزعوم عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم.



تضيف الصحيفة أنه "على الرغم من تزايد الشكوك بشأن صحة هذه القصة، بدأت تظهر شهادات أخرى غير موثوقة عن فظائع مزعومة ارتُكبت بحق الأطفال والرضع، وكان من أبرزها شهادة أدلى بها العقيد (احتياط) جولان فاخ، رئيس وحدة البحث والإنقاذ العسكرية الإسرائيلية، الذي ادعى أنه رأى جثثاً لرضعٍ محروقين".



عقب ذلك، نشر مراسل إسرائيلي الأسبوع الماضي، مقابلة مع جندي ادَّعى أنه رأى مجموعة من "الأطفال والرضع المشنوقين على حبل غسيل"، وفقاً لما أورده موقع ميدل إيست آي البريطاني.



أكدت "هآرتس" أن هذه الادعاءات كاذبة، وكشفت المعلومات التي جمعها "معهد التأمين الوطني الإسرائيلي" وتحقيقات الشرطة وقادة الكيبوتسات، أن هذه الهيئات تكاد تنتهي من أعمال تحديد هوية القتلى الإسرائيليين في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ومع ذلك فإنها لم تحدد إلا رضيعاً واحداً بين القتلى حتى الآن.



توضح الصحيفة أن "الأطفال الذين قُتلوا في ذلك اليوم، كان منهم طفل يبلغ من العمر 4 سنوات، وطفلان في السادسة من العمر، وطفلان في الخامسة من العمر، وتتراوح أعمار غالبية الأطفال الذين قتلوا بين 12 و17 عاماً، وبعضهم قُتل بفعلِ الصواريخ".



كذلك نقلت "هآرتس" عن متحدث عسكري إسرائيلي – لم تذكر اسمه – قوله، إن الجندي الذي زعم أنه رأى "أطفالاً مشنوقين على حبل غسيل" كان جندي احتياط، ولم يتحدث بصفة رسمية، وقد نفى الجيش الإسرائيلي مزاعمه.



حين سُئل المتحدث العسكري الإسرائيلي عما قاله العقيد فاخ الذي زعم أنه رأى رضعاً محروقين، قال المتحدث إنه أخطأ وقال "رضعاً"، لكنه كان يقصد "أطفالاً".



لم تقتصر الادعاءات الكاذبة على المسؤولين والجنود، إذ أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بادعاء كاذب آخر، إذ أخبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الفلسطينيين "قيَّدوا عشرات الأطفال" معاً، وأحرقوهم، وأعدموهم.



إلا أن صحيفة "هآرتس" تؤكد أنه لا يوجد أي دليل متاح يشير إلى العثور على مجموعات من الأطفال القتلى في موقع واحد، ولا أن أطفالاً قتلوا على النحو المزعوم في شهادة نتنياهو.



كما زعمت شهادة أخرى صدرت عن إيلي بير، رئيس منظمة "إيحود هاتسالا" التطوعية لخدمات الطوارئ الطبية، أن جيش الاحتلال عثر على رضيع إسرائيلي محترقاً في فُرن، وقالت "هآرتس" إن هذه القصة أيضاً كاذبة.



نقلت الصحيفة عن مصدر من المنظمة، أن هذا الادعاء جاء من متطوع ظنَّ أنه رأى رضيعاً محترقاً، ونقل القصة إلى رئيس المنظمة في رواية تفتقر إلى الدقة.



علاوة على ذلك، يبدو أن الروايات الأخرى التي قدمتها منظمة "زاكا" التطوعية لا تتوافق مع المعلومات المتاحة عن أعمار القتلى ومواقع العثور عليهم، إذ قال أحد أفراد المنظمة إنه رأى 20 جثة محترقة لفتيان في مستوطنة كفار عزة، و20 جثة أخرى في مستوطنة بئيري.



إلا أن هذه البيانات لا تتوافق مع ما ورد من تفاصيل عن عدد الأطفال والفتيان الذين قتلوا في تلك المستوطنات، فبحسب "هآرتس"، فإن السلطات الإسرائيلية توصلت حتى الآن إلى هوية قاصرين عمرهما 14 و16 عاماً بين القتلى في كفار عزة، أما في بئيري فقد كُشف عن مقتل 9 قاصرين، عُثر على معظمهم ميتين في منازلهم مع عائلاتهم.



كان متطوع "زاكا" الذي ادعى أنه رأى 40 جثة محترقة في كفار عزة وبئيري، قد ادعى كذلك أنه رأى جثة امرأة حبلى قُتلت بالرصاص في بئيري، وبُقرت بطنها، وطُعن جنينها. وزعم أنه عثر على طفلين، عمرهما 6 و7 أعوام، مقتولين بجوارها.



مع ذلك، قالت "هآرتس" إن البيانات الواردة تشير إلى مقتل 87 شخصاً في بئيري، وأن القتلى لم يكن أي منهم في عمر 6 ولا 7 أعوام. 



أما الرواية المزعومة عن المرأة الحبلى، فقد شكك سكان بئيري في وقوع هذه الحادثة من الأصل في مستوطنتهم، وقالت الشرطة كذلك إنها لم يرد إليها بلاغ عن هذه الواقعة، ونفى مصدر في مركز تجميع الضحايا الإسرائيلي (معسكر شورى) أي معرفة له بهذا الأمر.



وحين سُئلت منظمة "زاكا" عن الشهادة التي ادعاها أحد متطوعيها، قالت المنظمة إن المتطوعين "ربما أخطأوا فهم ما رأوه"، "فهؤلاء المتطوعون ليسوا متخصصين في الطب الشرعي، وليس لديهم أدوات مهنية للتعرف على القتيل وعمره، ولا أدوات للحكم على طريقة القتل".



يُذكر أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 15 ألفاً و523 شهيداً فلسطينياً، و41 ألفاً و316 جريحاً، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023