سأل بلهفة سريعة خاطفة، قبل أن يردّ التحيّة على المحامي الذي زاره باكرا في سجنه الذي جمع بين المنفى حيث عمق الصحراء البعيدة وبين قسوة السجن والسجّان، لا علينا المهم وصل المحامي الذي يقطن حيفا الشمال الفلسطيني الجميل، ووصل هو غرفة زيارة المحامي التي تبعد عن غرفة السجن مسافة تفوق المسافة التي قطعها المحامي، الاسرى يقيسون المسافات بمقياس الاهانة والكرامة، ولان الكرامة مهدورة بعد السابع من اكتوبر والاهانة تصب على رؤوسهم صبّا مريعا فقد كانت المسافة بين الزنزانة وغرفة الزيارة أطول بكثير من المسافة التي قطعها المحامي.
ماذا كان السؤال العجيب السريع الغريب؟
- نور أم ثابت؟
تلبّك المحامي قليلا، ابتسم لمفاجأته بالسؤال، هذا الاسير المؤبد الذي لا بدّ وأن وصله خبر قصف بيتهم وتدميره، وهو المقصوف عمره خلف القضبان، يريد أن يعرف وبسرعة من الشهيد من بين أخويه، أجبته مسرعا على طريقته دون مقدّمات فمثل هؤلاء الرجال لا يحتاجون إلى من يربط على قلوبهم، جاهزون لاستقبال المهالك بوجه ضاحك فكيف بهم مع استقبال خبر الشهادة وهم لا يعتبروه من المهالك وإنما من المعالي والمآثر ،
- نور .
- الحمد لله، هنيئا له.
#فلسطين_تنتصر بإذن الله
بقلم: وليد الهودلي