لم يطرأ على الموقف القتالي في الـ 24 ساعة الماضية ما يؤثر تأثيراً جذريا على الموقف الكلي للعمليات في عموم مسرح عمليات غزة أو باقي ساحات العمل الخارجية ، مع وجود تغيرات طفيفة يمكن ملاحظتها في ثنايا التقرير
أولاً : الموقف :
في اليوم اليوم 62 لبدء الحرب على قطاع غزة ما زال العدو يشن هجومه البري والجوي والبحري على مختلف مناطق العمليات في مسرح القتال . كما بقيت المقاومة الفلسطينية تتعرض للعدو على كافة محاور القتال ، خاصة في منطقة عمليات مدينة غزة ، كما وتتصدى لمحاولات تقدمه في مناطق جنوب الوادي ، خاصة منطقة خان يونس التي تحولت إلى منطقة جهد رئيسي للعدو . أما في تفصيل موقف اليوم :
ففي صفحة العدو القتالية ؛ عاد العدو للعمل في معظم مناطق مدينة غزة ، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً ، باستخدام التشكيلات القتالية الآتية :
منطقة عمليات الشمال الشرقي لمدينة غزة / محور بيت حانون : تشكيلات الفرقة 252 والتي تضم الألوية 10 و 12 و 14 و 16 .
كما أدام العدو عملياته القتالية لليوم الـ 61 عبر الإجراءات التالية :
وعلى صلة ؛ فقد أفادت المعلومات بمقتل نجل رئيس هيئة أركان الجيش الصهيوني السابق وعضو مجلس الحرب المصغر الجنرال " غادي أيزنكوت " في معارك داخل غزة . كما أفيد عن مقتل ما لا يقل عن 8 جنود للعدو في الـ 24 ساعة الماضية ؛ من بينهم ضباط من رتب متوسطة .
أما فيما يخص صفحة المقاومة القتالية ؛ فما زالت المقاومة مشتبكة مع العدو على مختلف محاور القتال في مسرح عمليات قطاع غزة ، إلّا أن أعنف المعارك بالأمس شهدها محور الشجاعية وجباليا وبيت لاهيا شمالاً ، وخان يونس جنوباً ، وفي التفصيل :
وفي سياق متصل ؛ فقد أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها اعطبت في الـ 72 الماضية ما لا يقل عن 135 آلية للعدو ، في كامل مسرح عمليات قطاع غزة . كما أعلنت سريا القدس عن ارتقاء مقاومين من منتسبيها أثناء أدائهم لمهمة جهادية في جنوب لبنان .
هذا وقد استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " مواقع العدو الإسرائيلي في 11 عملية اشتباك ناري ، حيث قصفت المقاومة مواقع العدو في : المرج ، معيان باروخ ، أفيتار ، بياض بليدا ، جل العلام ، خلة وردة ، مرج شتولا ، زرعيت ، الجرداح ، الراهب ، المالكية ، كما أفيد عن إطلاق صلية صواريخ باتجاه مغتصبة " كريات شمونا " في الجليل الأعلى .
وعلى صلة ؛ فقد قصفت المقاومة العراقة قواعد العدو الأمريكي في حقل كنكو النفطي في الأراضي السورية ، بصلية من الصواريخ .
وفي الضفة الغربية ؛ فقد شهدت الضفة الغربية عدة اقتحامات من العدو الإسرائيلي لعدد من المدن والقرى ، حيث اقتحم العدو مخيم نور شمس / طولكرم ، ومخيم عيادة / بيت لحم ، وبيت لقيا / رام الله ، ورجيب / نابلس ، كما أفيد عن ارتقاء 6 شهداء في مخيم الفارعة / طوباس .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل :
وفي الجهود السياسية ؛ وبعد استئناف العمليات القتالية المعادية ؛ عادت هذه الجهود لتنصب على محاولة التوصل لهدنة ثانية ، وفتح معابر لإدخال المعونات لشعبنا المحاصر في قطاع غزة ، الأمر الذي لم يفض حتى كتابة هذه الموقف عن شيء ذو قيمة . كما بدا لافتاً التصريح المنسوب لأحد مسؤولي الإدارية الأمريكية ، والذي يطلب فيه من العدو الإسرائيلي ترك التصدي " لأنصار الله " في اليمن للقوات الأمريكية العاملة في المنطقة ، خوفاً من توسع رقعة الصراع ، ونطاق الحرب ، كما أفيد ونقلاً عن وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاغون " أنهم ليسوا معنيين بدخول صراع مسلح مع اليمن . وفي سياق متصل ؛ فقد أفادت صحيفة " التايمز البريطانية " أن فريقاً من وزارة الدفاع موجودٌ في رام الله من أجل المساعدة في إعداد السلطة الفلسطينية ، لتحمل مسؤولية الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب ، الأمر ـ تولي السلطة ـ نقل عن أحد مستشاري رئيس سلطة الحكم الذاتي في رام الله ، أنهم مستعدون لتحمل المسؤوليات الأمنية في غزة وضبطها كما ضبطت في الضفة الغربية .
ثانياً: التحليل والتقدير :
ما زال العدو يظهر إصراراً على إنهاء المظاهر الرئيسية للمقاومة ـ اطلاق الصواريخ على غلاف غزة ، الاشتباك اليومي ، وبمختلف تكتيكات القتال مع قواته العاملة في بقع العمليات ـ في شمال قطاع غزة ، من أجل التفرغ للعمل على محور مدينة خان يونس ، التي دفع العدو بتشكيلات الفرقة 98 للقتال على محاورها المختلفة ، حيث يتقرب لها عبر محور القتال الشمال / القرارة شارع المطاحن ، مستخدماً الطرق الرئيسية / شارع المطاحن ، والفرعية الموصلة إلى شمال المدينة .
كما بدء بالضغط على ضواحي المدينة الشرقية / خزاعة ، عبسان الكبرة ، عبسان الجديدة ، بني سهيلة . كما بقي العدو يتعرض لتشكيلات المقاومة في مدينة غزة ؛ مركزاً جهده القتالي على مناطق الشجاعية ، ومخيم جباليا ، ومشروع بيت لاهيا ، وعلى الحافة الشرقة للمدينة ، حيث الهيئات الحاكمة / جبل الريس ، جبل الكاشف .
هذا وقد أبدت المقاومة شراسة ظاهرة في التصدي للعدو على كافة المحاور ، وفي كامل مناطق المسؤولية في مسرح عمليات قطاع غزة ؛ حيث برز بشكل لافت الجهد الهندسي لقوات المقاومة خاصة على محور شرق خان يونس ؛ حيث أعاق هذا الجهد تقدم العدو في بعض المحاور ، وأبطأه في محاور أخرى ، الأمر الذي جعل قادة العدو يُصرحون أنهم يخوضون اشتباكات عنيفة مع المقاومة في الشجاعية وجباليا ، ومناطق شرق خان يونس ، كما أن بقاء المقاومة قادرة على تشغيل قدرات نارية ، مستهدفة غلاف غزة وعمق فلسطين المحتلة ، الأمر ـ شراسة المقاومة ، وتشغيل قدرات ـ يشي بأن تشكيلات المقاومة ما زالت تمتلك من قدرات القتال ، ووسائط السيطرة ، ما يشكل تهديداً ذا مصداقية على قوات مناورة العدو في مختلف بقع القتال في مسرح العمليات .
وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
08/ 12/ 2023