3-10-2020
أبو مازن يائس ويمكن أن يقع تحت رعاية أردوغان في أيدي حماس
ترجمة حضارات
تميل القيادة الفلسطينية إلى التحالف مع إيران وتركيا وحماس عندما تتعرض للخيانة والإذلال.
في مثل هذه الحالة، ستكون هي أول من يتضرر، ولكن إسرائيل ستخسر أيضًا. يجب أن نتصرف طالما أن أبو مازن متردد.
لا شك أن " اتفاقيات إبراهيم" الموقعة مؤخراً في حدائق البيت الأبيض بين إسرائيل الإمارات ومملكة البحرين هي ليس أقل من اختراق كبير في المنطقة. وكما وصف سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، فإن هذه مسألة "كسر حاجز الشرعية، وكسب المزيد من الوقت للطرفين - الإسرائيلي والفلسطيني – بواسطة إبعاد خيار الضم من جدول الأعمال الحالي على الأقل ، ومن ثم، قال أنه يجب على أطراف النزاع الاستفادة الحكيمة من الوقت وحل النزاعات.
يجب عدم التخبط. لم تُدر الإمارات ظهرها للفلسطينيين، على الأقل ليس من وجهة نظرهم. إنهم ببساطة غير مستعدين للانتماء إلى شعوب المنطقة الذين ربطوا مصيرهم بالماضي، انهم يسعون للتقدم بسرعة إلى الأمام على رأس المعسكر المتطلع إلى الخمسين سنة القادمة. من وجهة نظرهم، القيادة الفلسطينية الحالية في الضفة الغربية تنتمي لمن ينظرون إلى الوراء. حتى لو لم يتم ذكر الأشياء بشكل صريح، فهي واضحة ،لكن الإمارات -التي اتخذت خطوة شجاعة ورائدة نحو التطبيع الكامل مع إسرائيل؛ يغرد روادها على تويتر ليلا ونهارا في مدح دولة إسرائيل واليهودية؛ السكان الذين تعلموا منذ سنوات قبول الآخر، التسامح والعيش في بيئة دولية متعددة الثقافات – لم تنسَ الشعب الفلسطيني.
بالرغم من أن مملكة البحرين الصغيرة، ذات أغلبية شيعية، وواقعهم أقل تنوعًا. إلا أن كلا الدولتين على اتصال مكثف مع الإدارة الأمريكية، وخاصة مع جاريد كوشنر، لدفع خطوة جيو-إستراتيجية طويلة المدى من شأنها أن تضع نهاية للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الخطوة ستنجح، لكن المؤكد هو أن القضية مطروحة على جدول الأعمال، ولكن بنمط منخفض.
وهذا جيد، لأنه في حالة النشوة التي أحاطت بالتطبيع الأول في الجوار مع إسرائيل، من السهل جدًا نسيان أننا ما زلنا في نفس الحي، وهذا صعب. أي عطسة خفيفة يمكن أن تتحول في أي لحظة إلى انفجار حقيقي.
ولا يدور الحديث فقط عن تفشي وباء كورونا. قتلت مصر مؤخراً بطريق الخطأ صيادين من غزة، وانعدام الاستقرار الذي اندلع في أعقاب الحادث يهدد بالانزلاق إلى حدود دولة إسرائيل.
ومع ذلك، فإن الوضع في غزة كان يتصاعد بشكل رهيب منذ سنوات، ومؤخراً يهدد وباء كورونا بتدهوره أكثر إلى حرب حقيقية. حرب يأس مختلطة مع التربية على الكراهية.
في الخلفية، التوترات بين مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ورعاياها أمام قطر وتركيا وإيران. الكراهية هناك كبيرة، لا تقل عن العداء الطويل الأمد الذي يتم زرعه ضد إسرائيل.
من خريطة المصالح هذه تنشأ معسكرات. نحن في المعسكر "الجيد". من ناحية أخرى، تصر القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية على الاستمرار في كسر الأدوات، وتتأرجح منذ فترة طويلة بين المعسكرات المختلفة. إنها أقرب من أي وقت مضى إلى ربط نفسها والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بمعسكر "الشر".
تشعر القيادة الفلسطينية بالخيانة والإذلال على الساحة الدولية، ومؤخراً على المستوى الإقليمي وفي أروقة الجامعة العربية، وهي تغازل العدو اللدود حماس في محاولة أخرى للمصالحة الوطنية. حتى الآن، لم تنجح سلسلة من محاولات المصالحة. لكن ذلك لن يدوم الى الأبد.
إذا أثمرت المحاولات الصارخة للتدخل من قبل الحاكم التركي، فإن عباس سيدفع الضفة الغربية مباشرة إلى أحضان حماس. سيكون أكبر الخاسرين من هذه الخطوة هم الفلسطينيون أنفسهم، الذين أصبحوا رهائن بيد القدر. لكن ليس فقط هم. ستخسر إسرائيل أيضا من مثل هذه الخطوة. المصلحة الإسرائيلية هي إنقاذ الشعب الفلسطيني المقيم في الضفة الغربية من أردوغان ونظام آيات الله في إيران ومن حماس ، وهي ليست أقل دراماتيكية مما يبدو، عرف هذا المحور كيف يستغل شعور الشارع العربي تجاه الشعب الفلسطيني، الذي نشأ منذ عقود، في أنظمة التعليم والصحافة والإعلام، من أجل كسب الشرعية لعناق الدب (حماس) للضفة الغربية، إذا تخلى عنها الغرب أخيرًا، إسرائيل منشغلة في أطول أزمة قيادة عرفتها على الإطلاق، إلى جانب أزمة صحية واقتصادية حادة.
القيادة الأمريكية منشغلة بالانتخابات المقبلة، ومن السهل الانغماس في هذه التحولات والنسيان للحظة خطوات اليأس الغير محسوبة للقيادة الفلسطينية الحالية، والحرس القديم، والسهولة التي يمكن أن تقع فيها في فخ عسل أردوغان.
تتجه عيون أبو مازن الآن إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قبل أن يختار إلى أي معسكر سينتمي. تتدهور الأمور حالياً على الأرض وبسرعة، و يجب ألا نسمح بهذا التدهور. وخاصة في الوقت الحالي، في الترتيب الإقليمي الجديد، الذي يمنح إسرائيل دعمًا استراتيجيًا في شكل دول قوية وموالية للغرب في المنطقة، فإن يدنا هي العليا، ولم يعد التطبيع المنشود مع دول المنطقة مشروطًا بضوء أخضر من الفلسطينيين. وهذا هو وقت القيادة الشجاعة التي ستعرف كيفية تعظيم الفوائد المتأصلة في النظام الإقليمي الجديد، لصالح إحراز تقدم كبير في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.