أولاً : الموقف :
في اليوم 73 لبدء الحرب على غزة ؛ لم يغادر الموقف القتالي في مسرح عمليات غزة روتينه اليومي ؛ حيث ما زال العدو مستمراً في هجومه البري والجوي والبحري على مختلف مناطق العمليات في مسرح القتال . كما بقيت المقاومة الفلسطينية تتعرض للعدو على كافة محاور؛ خاصة في منطقة عمليات مدينة غزة ، كما وتتصدى لمحاولات تقدمه في مناطق جنوب الوادي ، خاصة منطقة خان يونس التي تحولت إلى منطقة جهد رئيسي للعدو . أما في تفصيل موقف في الـ 24 ساعة الماضية :
ففي صفحة العدو القتالية ؛ أدام العدو عملياته القتالية عبر الإجراءات التالية :
- تحليق مكثف للطائرات المقاتلة والمسيرة في جميع أجواء مسرح العمليات ، يصحبه قصف مدفعي وجوي لمعظم مدن ومخيمات قطاع غزة ، من الشمال فالوسط حتى الجنوب .
- قصف عنيف بري وبحري على المنطقة الوسطى من قطاع غزة / دير البلح ، النصيرات ، البريج ، في جهد ثانوي لتثبيت تشكيلات المقاومة العاملة في منطقة المسؤولية .
- استهداف مقرات النزوح والمرافق الصحية ومنشآت الخدمات الاجتماعية لأهنا المحاصرين في مختلف مناطق قطاع.
- الضغط على قلب مدينة خان يونس / منطقة الجهد الرئيسي ، عبر محاور القتال من الشمال / القرارة ، والشرق / عبسان والغرب ، وقصف الأحياء والمخيمات المحيطة بها . هذا وقد تركز قصف العدو بالأمس على قلب المدينة وشرقها / عبسان وبني سهيلة ، ومنطقة " معن " وغيرها من ضواحي المدينة ومخيماتها . كما لم تسلم مناطقها الساحلية من القصف المعادي .
- قصف الأحياء والحارات الداخلية في مدينة غزة : الزيتون ، جباليا ومخيمها ، الشاطئ ، الصبرة ، الدرج ، الرضوان ، التفاح ، الشجاعية ، مشروع بيت لاهيا ، النصيرات ، و مخيمي البريج المغازي .
- زيادة زخم وتركيز ناره على مدينة رفح ومحيطها ، حيث استهدفت بالأمس برشقات مدفعية متفرقة .
- بقاء خروج مظاهرات لعوائل أسرى العدو لدى المقاومة ، للمطالبة بعقد صفقة تبادل مع المقاومة تضمن عودة أبنائهم قبل أن يلحقهم ضرر من جراء قصف العدو لمدن ومخيمات القطاع . وفي سياق متصل ؛ فقد أعلن أهالي الأسرى عن بدء اعتصام مفتوح أمام مقر الحكومة بدء من يوم الأثنين 18 12 2023 للمطالبة بإتمام صفقة لتبادل الأسرى .
- قصف العدو قواعدنار استهدفت قواته في شمال فلسطين المحتلة في : حولا ، يارون ، عيتا الشعب ، اللبونة ، محيط طير حرفا ، جبل الباط ، ميس الجبل . كما أفيد عن قصف العدو لمحيط العاصمة السورية دمشق .
وعلى صلة ؛ فقد اعترف العدو بإصابة 48 جندي ومقتل 5 من جنوده في الـ 24 ساعة الماضية ، كما أفادت بيانات مستشفى سوروكا بأنها استقبلت 28 إصابة قادمة من جبهات القتال في غزة .
وفي صفحة المقاومة القتالية ؛ فما زالت المقاومة مشتبكة مع العدو على مختلف محاور القتال في مسرح عمليات قطاع غزة ، وفي التفصيل :
- اشتباكات عنيفة مع العدو على محاور بيت لاهيا ، وحي الزيتون والرضوان ؛ جباليا ومخيمها ، الشجاعية ، تل الزعتر ، وشمال و شمال شرق خان يونس ، المغراقة وشمال النصيرات ، وغيرها من محاور القتال في مدينة غزة .
- قصف تجمعات العدو في منطقة جحر الديك بقذائف الهاون .
- اشتباكات عنيفة على كامل محاور عمل العدو في محافظة خان يونس .
- تدمير جيب همر بالقرب من أبراج الندى شمال القطاع ، استهداف شاحنة جنود وتدمير دبابة في بيت لاهيا ، تفجير عبوة "رعد " في قوة مشاة متحصنة في منزل ، قنص جنديين في الشجاعية ، تفجير عبوات أفراد في مجموعة جنود وتدمير دبابة في خان يونس .
- هذا وقد بثت كتائب الشهيد عز الدين القسام بالأمس شريطاً مصوراً لثلاثة من أسرى العدو يناشدون حكومتهم الإسراع في إطلاق سراحهم عبر صفقة تبادل أسرى ، بغض النظر عن الثمن المطلوب مقابلها .
هذا وقد استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " في الـ 24 ساعة الماضية مواقع العدو الإسرائيلي في : شلومي ، يفتاح ، منصات إطلاق للقبة الحديدية شمال مغتصبة " كابري " كريات شمونا . هذا وقد أفادت بيانات القوات المسلحة اليمنية أن دفاعاتها الساحلية استهدفت سفينتين / " يوان أتلانتك " و أم . أس . سي كلارا " ـ في البحر الأحمر بالأسلحة المناسبة لعدم امتثالهما لقرار عدم الإبحار نحو الكان الموقت عبر مضيف باب المندب . كما أفيد عن اطلاق رشقة صواريخ نحو الجولان المحتل انطلاقاً من الأرضي السورية .
وفي الضفة الغربية ؛ اقتحمت قوات العدو كل من : زعترة / بيت لحم ، بير زيت / رام الله ، قرية تل وعقربا / نابلس ، بني نعيم ، صوريف ، مخيم الفوار / الخليل ، حي المصايف / رام الله ، حي الكتف / أريحا .هذا وقد أفيد عن ارتقاء 4 شهداء جراء اقتحام العدو لمخيم الفارعة في طوباس .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة وأهلنا في غزة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل :
- مظاهرات ومسيرات .
- اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات .
- ندوات وخطب ولقاءات .
وفي الجهود السياسية ؛ لم تفض الجهود السياسية إلى أي نتيجة تنعكس إيجاباً على أهلنا المحاصرين في غزة ، حيث ما زال العدوين الأمريكي والصهيوني على موقفيهما الرافض لأي وقف إطلاق نار دائم أو مؤقت ، أو عقد هدنة إنسانية . كما أعلن وزير الدفاع الأمريكي " لويد أوستن " أن دعم إدارته للعدو الصهيوني " لا جدال فيه " ، معلناً أثناء لقائه رئيس وزراء الكيان المؤقت عن تشكيل قوة حماية ( دولية ) بحرية لحماية ممرات الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن ، مكونة من: بريطانيا ، فرنسا ، إيطاليا ، هولندا ، النروج ، سيشيل ، إسبانيا ، بالإضافة إلى بلده .
ثانياً: التحليل والتقدير :
ما زال العدو عالقاً في جبهة شمال قطاع غزة ، حيث لم يستطيع حتى كتابة هذه الموقف إنهاء أو وقف تعرض تشكيلات المقاومة على قواته ، أو استهدافها له ؛ فقد بقي إطلاق الصواريخ على غلاف غزة ، والاشتباكات اليومية ، وبمختلف تكتيكات القتال مع قواته العاملة في بقع العمليات ، بقيت مستمرة وبشكل مؤثر ويومي ، الأمر الذي منع العدو من تحرير بعضاً من قواته ، والدفع بها للعمل على محور مدينة خان يونس محور الجهد الرئيسي لقتال العدو ، والتي يناور على محاورها من الشمال والشرق والغرب ، كما بدأ بتركيز النار على قلب المدينة ووسطها .
هذا وقد أبدت، وتبدي المقاومة شراسة ظاهرة في التصدي للعدو على كافة المحاور ، وفي كامل مناطق المسؤولية في مسرح عمليات قطاع غزة . كما أنها بقيت قادرة على تشغيل قدرات نارية ، مستهدفة غلاف غزة وعمق فلسطين المحتلة ، موقعة خسائر فادحة بقوات العدو ومعداته ، الأمر الذي يشي بأن تشكيلاتها ما زالت تمتلك من قدرات القتال ، ووسائط السيطرة ، ما يشكل تهديداً ذا مصداقية على قوات مناورة العدو في مختلف بقع القتال في مسرح العمليات ، كما يمنعه من تقديم صورة نصر حقيقي ، تشكل له مخرجاً من مأزق غزة الذي وجد نفسه فيه .
وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
- زيادة تركيز نار العدو ومناورته على محافظة خان يونس ، في محاولة لاختراق أحيائها الداخلية بحيث يُضيّق هامش المناورة على تشكلات المقاومة ، وما يعتقد أنه مركز ثقلها السياسي والقيادي .
- بقاء العدو عاملاً في منطقة شمال غزة بهدف إخماد بؤر التهديد أو تقليص خطرها، وتحييد ما يمكن من أصول بشرية ومادية للمقاومة فيها .
- تخصيص قدرات نار ومناورة معادية للتعامل مع تشكيلات المقاومة العاملة في المنطقة الوسطى من قطاع غزة ، وفي مدينة رفح جنوباً .
- بقاء المقاومة على زخمها ، وحرية مناورتها في مختلف مناطق مسؤولية مسرح عمليات غزة ، بحيث تجبي من العدو أثماناً في الأرواح والمعدات ، وتهدد تجمعات جنوده في غلاف غزة ، وفي العمق الفلسطيني المحتل .
- قد يعمد العدو إلى القيام بعمليات إنزال جوي في المناطق الغربية أو الشرقية لمدينة خان يونس ، الأمر الذي يجب التنبه له ، وتخصيص جهود نارية وهندسية مسبقة ، لمنع العدو من تحقيق هدفه هذا ، حال قرر السير بمثل هذا الخيار .
- بقاء المقاومة الإسلامية في شمال فلسطين المحتلة ـ حزب الله ـ مشتبكة مع العدو بمختلف صنوف النار ، وفي كامل المنطقة الحدودية ، من رأس الناقورة غرباً ، وحتى العرقوب شمالاً .
- استئناف المقاومة العراقية في ساحة العراق وسوريا ، استهدافها لقواعد ومقرات العدو الأمريكي بصنوف النار المناسبة .
- استئناف " أنصار الله " في اليمن اشتباكهم مع العدو الصهيوني بنيران الصواريخ أو المسيرات المتوجهة نحو أهداف في العمق الفلسطيني ، والتعرض لقطعه البحرية في البحر الأحمر.
- لا نعتقد أن الجهود السياسية ستفضي إلى توقف الأعمال القتالية ، أو هدنة ، أو وقف دائم لإطلاق النار .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
19/ 12/ 2023