أولاً : الموقف :
في اليوم 75 لبدء الحرب على غزة ؛ لم يغادر الموقف القتالي في مسرح عمليات غزة روتينه اليومي ؛ حيث ما زال العدو مستمراً في هجومه البري والجوي والبحري على مختلف مناطق العمليات في مسرح القتال . كما بقيت المقاومة الفلسطينية تتعرض للعدو على كافة محاور؛ خاصة في منطقة عمليات مدينة غزة ، كما وتتصدى لمحاولات تقدمه في مناطق جنوب الوادي ، خاصة منطقة خان يونس التي تحولت إلى منطقة جهد رئيسي للعدو . أما في تفصيل موقف في الـ 24 ساعة الماضية :
ففي صفحة العدو القتالية ؛ أدام العدو عملياته القتالية عبر الإجراءات التالية :
- تحليق مكثف للطائرات المقاتلة والمسيرة في جميع أجواء مسرح العمليات ، يصحبه قصف مدفعي وجوي لمعظم مدن ومخيمات قطاع غزة ، من الشمال فالوسط حتى الجنوب .
- استهداف مقرات النزوح والمرافق الصحية ومنشآت الخدمات الاجتماعية لأهنا المحاصرين في مختلف مناطق قطاع.
- تدمير برج الشوى الذي مكاتب محطات إعلامية .
- الضغط على قلب مدينة خان يونس / منطقة الجهد الرئيسي ، عبر محاور القتال من الشمال / القرارة ، والشرق / عبسان والغرب ، وقصف الأحياء والمخيمات المحيطة بها .
- قصف الأحياء والحارات الداخلية في مدينة غزة : الزيتون ، جباليا ومخيمها ، الشاطئ ، الصبرة ، الدرج ، الرضوان ، التفاح ، الشجاعية ، مشروع بيت لاهيا ، النصيرات ، و مخيمي البريج المغازي .
- قصف مدينة رفح ومحيطها ، حيث استهدفت بالأمس برشقات مدفعية متفرقة .
- بقاء خروج مظاهرات لعوائل أسرى العدو لدى المقاومة ، للمطالبة بعقد صفقة تبادل مع المقاومة تضمن عودة أبنائهم قبل أن يلحقهم ضرر من جراء قصف العدو لمدن ومخيمات القطاع . وفي سياق متصل ؛ فقد أعلن أهالي الأسرى عن بدء اعتصام مفتوح أمام مقر الحكومة بدء من يوم الأثنين 18 12 2023 للمطالبة بإتمام صفقة لتبادل الأسرى .
- قصف العدو قواعدنار استهدفت قواته في شمال فلسطين المحتلة في : عيتا الشعب ، كفار كلا ، أطراف الناقورة ، يارون ، مرتفعات كفار شوبا ، مركبا ، كفر حمام ، الخيام ، حلتا ، راميا .
وعلى صلة ؛ فقد اعترف العدو بمقتل رائد وإصابة 24 جندي في الـ 24 ساعة الماضية ، كما أعلن ـ العدو ـ عن سحب الكتيبة 101 مظلي للاستراحة بعد دخولها للجهد القتالي في 07 10 2023 .
وفي صفحة المقاومة القتالية ؛ فما زالت المقاومة مشتبكة مع العدو على مختلف محاور القتال في مسرح عمليات قطاع غزة ، وفي التفصيل :
- اشتباكات عنيفة مع العدو على محاور بيت لاهيا ، وحي الزيتون والرضوان ؛ جباليا ومخيمها ، خاصة في منطقة السكلة ، الشجاعية ، تل الزعتر ، وشمال و شمال شرق خان يونس ، المغراقة وشمال النصيرات ، وغيرها من محاور القتال في مدينة غزة .
- قصف تجمعات العدو في منطقة جحر الديك بقذائف الهاون .
- اشتباكات عنيفة على كامل محاور عمل العدو في محافظة خان يونس .
- إعلان فصائل المقاومة الفلسطينية عن : تفجير عبوة برميلية في جرافة شرق الشجاعة ، كما أفيد عن تدمير دبابتين وناقلة جنود شرق خان يونس ، ودبابتين وناقلة جنود بقذائف التاندوم في شارع الجلاء ، وتدمير دبابة في تل الزعتر بقذائف الياسين 105 ، كما ذكرت بيانات المقاومة أنها دمرت منزلاً تحصن فيه 12 جنديا معادياً في حي الدرج وسط غزة ، وفي سياق متصل ذكر بيانٌ للقسام أنه قواتهم دمرت 8 آليات في منطقة الصبرا وتل الإسلام / الهوا ، كما استهدفت جرافتين في حي الزيتون ، كما تم قنص جنود للعدو في جباليا .
- وعلى صلة ؛ فقد ذكر الناطق باسم كتائب عز الدين القسام ، أن تشكيلات الكتائب قد دمترت أو أعطبت في الـ 72 ساعة الماضية ما لا يقل عن 41 آلية ، وقتلت ما يقرب من 25 جندي ، كما استهدفت مجاميع المقاومة غرف عمليات ميدانية للعدو ، وفخخت وفجرت مدخل نفقين ومنزلين كان العدو يعمل فيهما ، هذا وقد قصفت مدفعية المقاومة مناطق حشد العدو .
هذا وقد استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " في الـ 24 ساعة الماضية مواقع العدو الإسرائيلي في : العباد ، الراهب / صواريخ بركان ، التصدي لمروحتين قتاليتين في أجواء شتولا وشوميرا بصواريخ م .ط ، كما تم قصف مترفعات كفار شوبا ، وكريات شمونة ، مسكاف عام . هذا وقد أفادت المعلومات بخروج صلية صواريخ من سوريا باتجاه الجولان المحتل .
وفي الضفة الغربية ؛ اقتحمت قوات العدو كل من : قرية صيدا ، عتيل / طول كرم ، بيت وزن ، عراق بورين / نابلس ، عرابة / جنين ، مخيم عيادة ، تقوع / بيت لحم ، كما أفيد عن عملية دهس لجنود العدو في عينون / الخليل .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة وأهلنا في غزة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل :
- مظاهرات ومسيرات .
- اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات .
- ندوات وخطب ولقاءات .
وفي الجهود السياسية ؛ لم تفض الجهود السياسية حتى كتابة هذا الموقف إلى أي نتيجة تنعكس إيجاباً على أهلنا المحاصرين في غزة ، كما بدأ العدو بالحديث عن استعداده لعقد هدنة إنسانية طويلة المدى ـ شهرـ يصاحبها انسحاب جزئي من بعض مناطق غزة ، مع الإفراج عن أسرى للمقاومة ، في مقابل إفراجها ـ المقاومة ـ عن 40 أسير يقول العدو أنهم في حوزتها ، الأمر ـ الهدنة ـ الذي ذكرت وسائل إعلام العدو أن قيادة المقاومة ترفضه ؛ ما لم يتم وقف إطلاق دائم في غزة . وفي سياق متصل ؛ فقد وصل وفدٌ قيادي من حركة المقاومة الإسلامية " حماس " إلى مصر ، على أن يليه وفد من حركة الجهاد الإسلامي ، لبحث ما هو مطروح حول الهدنة المُتحدث عنها سابقاً ، هذا وقد ذكر بالأمس زعيم " أنصار الله " اليمنية ؛ السد عبد الملك الحوثي ، أن قواتهم تستهدف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الكيان المؤقت فقط ، محذراً من مغبة دخول القوات الأمريكية من الاعتداء على اليمن ، متوعداً برد على أي تهديد ، بغض النظر عن الجهة التي يصدر عنها .
ثانياً: التحليل والتقدير :
ما زال العدو عالقاً في جبهة شمال قطاع غزة ، حيث لم يستطيع حتى كتابة هذه الموقف إنهاء أو وقف تعرض تشكيلات المقاومة على قواته ، أو استهدافها له ؛ فقد بقي إطلاق الصواريخ على غلاف غزة ، والاشتباكات اليومية ، وبمختلف تكتيكات القتال مع قواته العاملة في بقع العمليات ، بقيت مستمرة وبشكل مؤثر ويومي ، الأمر الذي منع العدو من تحرير بعضاً من قواته ، والدفع بها للعمل على محور مدينة خان يونس محور الجهد الرئيسي لقتال العدو ، والتي يناور على محاورها من الشمال والشرق والغرب ، كما بدأ بتركيز النار على قلب المدينة ووسطها .
هذا وقد أبدت، وتبدي المقاومة شراسة ظاهرة في التصدي للعدو على كافة المحاور ، وفي كامل مناطق المسؤولية في مسرح عمليات قطاع غزة . كما أنها بقيت قادرة على تشغيل قدرات نارية ، مستهدفة غلاف غزة وعمق فلسطين المحتلة ، موقعة خسائر فادحة بقوات العدو ومعداته ، الأمر الذي يشي بأن تشكيلاتها ما زالت تمتلك من قدرات القتال ، ووسائط السيطرة ، ما يشكل تهديداً ذا مصداقية على قوات مناورة العدو في مختلف بقع القتال في مسرح العمليات ، كما يمنعه من تقديم صورة نصر حقيقي ، تشكل له مخرجاً من مأزق غزة الذي وجد نفسه فيه .
أما في جهود وقف العدوان ؛ فقد ارتفعت وتيرة الحديث عن هدنة طويلة الأمد ـ شهر ـ ، الأمر المطلوب للمقاومة وبيئتها ، والعدو وقيادته وبيئته ، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن العدو يحاول تثبيت أمر واقع مرتبط ببقاء قواته داخل غزة ؛ عندما يتحدث عن وقف إطلاق نار ، مع انسحاب جزئي من القطاع ، يضمن من خلاله عدم تعرض قوات المقاومة لهذه القوات ، من خلال تكبيلها ـ المقاومة ـ بنصوص اتفاق الهدنة ، حال عقدها ، الإمر الذي يتطلب من المقاومة :
- الإصرار على عدم بقاء قوات للعدو داخل القطاع إجمالاً .
- في حال عدم قبول ما سبق ؛ الضغط على العدو من أجل الانسحاب إلى المساحات الخالية خارج المدن والمخيمات ، وبعيداً عن التجمعات السكنية ، ومناطق النزوح .
- فتح جميع الطرق أمام المواطنين للتنقل بحرية وأمان حيث شاءوا .
- وقف حركة الطيران المقاتل والمسير في كامل أجواء القطاع أثناء الهدنة .
- عدم التهاون مع أي خرق للهدنة من قبل العدو ، والرد بما يناسب كل حالة من حالات الخرق في حال حصوله .
- إدخال ما يحتاجه أبناء شعبنا من غذاء ودواء ومشتقات طاقة ، إلى كامل مناطق قطاع غزة .
وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
- بقاء تركيز نار العدو ومناورته على محافظة خان يونس ، في محاولة لاختراق أحيائها الداخلية بحيث يُضيّق هامش المناورة على تشكلات المقاومة ، وما يعتقد أنه مركز ثقلها السياسي والقيادي .
- بقاء العدو عاملاً في منطقة شمال غزة بهدف إخماد بؤر التهديد أو تقليص خطرها، وتحييد ما يمكن من أصول بشرية ومادية للمقاومة فيها .
- تخصيص قدرات نار ومناورة معادية للتعامل مع تشكيلات المقاومة العاملة في المنطقة الوسطى من قطاع غزة ، وفي مدينة رفح جنوباً .
- بقاء المقاومة على زخمها ، وحرية مناورتها في مختلف مناطق مسؤولية مسرح عمليات غزة ، بحيث تجبي من العدو أثماناً في الأرواح والمعدات ، وتهدد تجمعات جنوده في غلاف غزة ، وفي العمق الفلسطيني المحتل .
- قد يعمد العدو إلى القيام بعمليات إنزال جوي في المناطق الغربية أو الشرقية لمدينة خان يونس ، الأمر الذي يجب التنبه له ، وتخصيص جهود نارية وهندسية مسبقة ، لمنع العدو من تحقيق هدفه هذا ، حال قرر السير بمثل هذا الخيار .
- بقاء المقاومة الإسلامية في شمال فلسطين المحتلة ـ حزب الله ـ مشتبكة مع العدو بمختلف صنوف النار ، وفي كامل المنطقة الحدودية ، من رأس الناقورة غرباً ، وحتى العرقوب شمالاً .
- استئناف المقاومة العراقية في ساحة العراق وسوريا ، استهدافها لقواعد ومقرات العدو الأمريكي بصنوف النار المناسبة .
- استئناف " أنصار الله " في اليمن اشتباكهم مع العدو الصهيوني بنيران الصواريخ أو المسيرات المتوجهة نحو أهداف في العمق الفلسطيني ، والتعرض لقطعه البحرية في البحر الأحمر.
- لا نعتقد أن الجهود السياسية ستفضي إلى توقف الأعمال القتالية ، أو هدنة ، أو وقف دائم لإطلاق النار .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
21 /12/ 2023