إلى جانب تزايد الهجمات الإسرائيلية في#لبنان والإغتيال الدرامي للمسؤول الكبير في حماس "صالح العاروري"، في قلب بيروت، يبدو أن إسرائيل تكثف أيضًا عملها في سوريا وتشن هجمات متكررة وواسعة النطاق بطريقة أكثر فتكاً ضد عمليات نقل الأسلحة والأهداف الإستراتيجية.
وقع أقوى هجوم منسوب لإسرائيل حتى الآن في 25 ديسمبر/كانون الأول، والذي قتل فيه "سيد رضي موسوي"، القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني في دمشق، والذي كُلف بنقل الأسلحة من إيران إلى سوريا ولبنان.
بعيداً عن أن هذه شخصية مركزية قادت جهود التعاظم الإيراني في الساحة السورية، فإن موسوي كان ضابطاً إيرانياً كبيراً والإضرار به يعني الإضرار بإيران.
منذ ذلك الحين، أفيد عن ما لا يقل عن 5 هجمات أخرى، لا تشمل تلك التي تم تنفيذها رداً على إطلاق صواريخ فلسطينية بإتجاه هضبة الجولان.
امتدت هذه الهجمات إلى كامل الأراضي السورية بدءاً من دمشق جنوباً وحتى حلب شمالاً وصولاً للحدود العراقية مع البوكمال شرقاً.
في إطار الهجمات، أفيد عن وقوع قتلى آخرين في صفوف عناصر المحور الشيعي، بما في ذلك عناصر من حزب الله، وهي خطوة أخرى غير عادية في العمل الإسرائيلي الروتيني.
كما أحبط الجيش الإسرائيلي أهدافاّ فلسطينية تعمل من الأراضي السورية، وتبنى بغرابة مسؤولية اغتيال حسن عكاشة (في 8 كانون الثاني/يناير)،الذي كان مسؤولاً عن إطلاق صواريخ حماس من سوريا.
حتى الآن، بإستثناء عدد قليل من عمليات إطلاق الطائرات بدون طيار المنسوبة إلى الميليشيات الموالية لإيران في سوريا أو العراق، لم تقابل الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل في سوريا بردود كبيرة من المحور.
إن اعتبارات الأسد واضحة، فهو ليس مهتماً بتحول سوريا إلى حرب واسعة النطاق، الأمر الذي قد يعرض مكانته للخطر أيضاً. وحاليا، تقبل القيادة الإيرانية وحزب الله ذلك وتمتنعان عن الرد من أراضيه.
كما أنهم غير معنيين بالرد من إيران أو بطريقة مكثفة من لبنان، حتى لا يجروا بلادهم إلى حرب واسعة مع إسرائيل. وهكذا، نشأ وضع يلعب فيه منطق العمل المتعدد هذه المرة لصالح إسرائيل، ويسمح لها بتصعيد عملياتها في سوريا، مع الخروج عن قواعد اللعبة التي سبقت 7 تشرين الأول/أكتوبر، على نحو يجعل من الصعب على المحور أن يرد بشكل مناسب، دون تعريض أصوله للخطر أكثر مما فعل حتى الآن.