في ظل اشتداد الامور على بعض الناس نجد في القرآن ما يشفي الصدور ... فالقرآن يعرض علينا صفقة شاملة لا تقبل التجزئة، يبعدنا عن الشكلية والسطحية والانتقائية ويأخذ بأيدينا إلى جوهر الدين ، فالفيصل بين من يدّعي البرّ والاحسان ومن يقيمه على حقيقته هي في هذه الصفقة الشاملة: ايمان بالله واليوم الاخر واقامة الصلاة وايتاء الزكاة ودفع المال وصبر في الباساء والضراء وكان ثابتا عند القتال والتحام الصفوف دون جزع أو هلع أو فرار .. وكأن الامر يبدأ بالايمان ثم اقامة الشعائر ثم الاستعداد للتضحية والفداء والصبر على ذلك ...إنّ اعتياد الشعوب العربية والاسلامية على أن الدين فقط في شقّه الاول دون أن ينتج الثاني لا يقيم عزّة ولا كرامة ولا سيادة ولا استقلالا حقيقيا للمسلمين .. لا يكتمل الدين الا بهذه الصفقة الشاملة وإذا لم يصل الدين بنا إلى مواجهة الظلم والباطل والفساد ورضينا بالعيش الذليل وبعنا حريتنا وكرامتنا بثمن بخس فحتما لن نصل إلى البرّ ، إنها صفقة شاملة كاملة لا يغني بعضها عن بعض أبدا.
ولمّا تقوم ثلة طيبة مباركة بهذه الصفقة وترفع لواءها عاليا مضحية بكلّ شيء فإنها بذلك تصدر للناس بطريقة عملية النموذج القرآني الفريد، على الامّة وأقلّ الواجب أن تدعمها وتلتف حولها وتعمل على مواجهة كل ما يقف عائقا في طريقها للالتحاق بها .. من يقف متفرجا عاجزا أو منتقدا متفلسفا أمام غطرسة الباطل ودعايته الطاغية نقول له يا أخي إرجع للقرآن لتجد ما يشفي صدرك ويريح ضميرك.
#فلسطين_تنتصر بإذن الله