منذ خمسة شهور وهم يبحثون بأيّ شكل أو صورة عن صورة نصر:
لعلّهم وجدوها أخيرا وجموع الجوعى الغوغاء! (كما وصفهم ابن سخيم) يتهافتون ليتلقوا الفتات من موائد اللئام التي تمكّنت أخيرا من الوصول إلى شمال غزّة، هناك على شاطئ البحر وعند ملتقى الجموع بأكياس الطحين المنشودة كانت تنتظرهم صورة نصر عظيم، ما عليكم إلا أن تصطادوا الجياع وقت حضور موائد اللئام، هناك تظهرون فروسيتكم المجيدة وتخرجون بصورة نصر فريدة عزيزة.
وهذا ليس غريبا عليكم، تماما كما حقّقتم صورة النصر المنشودة في غرفة عمليات مستشفى الشفاء ورايتم ظلّ السنوار واكتشتم أين كان يخصّب اليورانيوم المشعّ حيث قسم الاشعّة والمختبرات.
وكذلك حقّقتم صورة نصر فريدة عندما أخرجتم الناس من مدارس الايواء بعد قصفها بالطيران، وكانت الصورة العظيمة عندما صوّرتم الناس عراة ، الرجال والنساء وحتى الاطفال، وكان لكم التعذيب وفرز الناس بين قتيل وأسير ومهان..
صور كثيرة للنصر أبدعت أياديكم البيضاء! في صنعها وإخراجها للناس يا شعب الله المختار.. يا فرسان العصر وطهر الارض وعظمة الخلق ورفعة الاخلاق.. اذبحوا واقتلوا ودمّروا فالصورة التي تنتجونها هي صورتكم المفضّلة...
ولكن اعلموا أن الناس ينظرون بعيون غير عيونكم.