أولاً : الموقف :
- تزايُد عمليات المقاومة في الضفة الغربية ، وانشتار ظاهرة الــ ( كتائب ) العسكرية في المدن والقرى .
- بدء دخول مجاميع المقاومين على خط الأعمال ( النوعية ) الهندسية .
- ( انكشاف ) دور الدعم الخارجي ـ مالياً وفنياً ـ في تطوير وإمداد وإدامة عمل المقاومة في الداخل.
- زيادة في مستويات الخطر على جنود العدو العاملين في منطقة مسؤولية القيادة الوسطى في الجيش الإسرائيلي.
- ارتفاع منسوب الخطر على ( مغتصبات ) العدو وقطعان مستوطنيه المنتشرين في طول الضفة الغربية وعرضها .
- التغيير القيادي الذي حصل بتقاعد " يهودا فوكس " واستلام " افي بلوط " مسؤوليات المنطقة العسكرية .
كلها أمور دفعت المستوى السياسي ممثلاً بوزير الدفاع ، والمستوى المهني ممثلاً بقيادة المنطقة الوسطى لعمل مراجعة وتقييم لسلوكهم ومواجهتهم للمقاومة في مسرح العمليات ، الأمر الذي تَظهّر بتصريح وزير الدفاع " جالنت " هذا اليوم عقب انتهاء جلسة التقييم مع قيادة المنطقة الوسطى ، حيث صرح قائلاً : " أصدرنا الأوامر للقيادة المركزية في الجيش الإسرائيلي للقضاء على الكتائب المسلحة في الضفة الغربية ، كما قمت بإزالة القيود على استخدام المسيرات العسكرية في الضفة الغربية لتقليل تعريض حياة الجنود للخطر " .
ثانياً : الهدف السياسي :
يتضح مما سبق أنه يقف خلف هذا التصريح هدفٌ سياسي مطلوب من المستوى المهني القيام على تحقيقه ؛ وحيث أن فهم هذا الهدف ، وتصور مضمونه ؛ يساعد في عملية التحليل والتقدير ؛ فإننا نعتقد أن مضمون هذا الهدف يمكن أن يكون : " العمل على رفع مستوى الأمن والأمان لسكان مغتصبات الضفة الغربية ، وتأمين حرية ترددهم بين مختلف تجمعاتهم السكنية ، ومنع بناء ومراكمة قدرات عسكرية معادية ، قادرة مع الأيام على تشكيل تهديد ذي مصداقية على عمق العدو وتجمعاته السُكانية المحاذية لحدود الضفة الغربية مع فلسطين المحتلة عام الثمانية والأربعين " ، مع رعاية أصل التأمين الشامل للقوات العاملة على تحقيق هذا الهدف .
ثالثاً : المهمة العسكرية :
من هذا الهدف السياسي ، وبعد جلسة " تقدير الموقف " التي حضرها وزير دفاع العدو ، وما أدلى به من تصريح جئنا على ذكره سابقاً ؛ فإن المهمة العسكرية التي استنبطها المستوى المهني من التوجيه السياسي أعلاه ، يمكن اختصارها بـ " القضاء على ( الكتائب ) المسلحة في الضفة الغربية ، ومنعها من تشكيل تهديد ذي مصداقية على العدو في منطقة العمليات ، ومناطق العمق المحتل " .
رابعاً : التدابير القيادية :
وحيث أن العدو يعاني من مشكلة في عملية استقطاب المجندين، ومشاكل في عمليات تجنيد الاحتياط ، فإن القيادة السياسية أصدرت تدبيراً قيادياً للقوات المهنية ، الهدف منه حفظ أمن المقاتلين ، وتقليل مستوى الخسائر البشرية والمادية المتوقع وقوعها أثناء تنفيذ المهمة ، وحيث أن سلوك العدو أثناء العملية سوف يكون محكوماً بهذا التدبير ، فإننا نورده ، كإطار عام لفهم سلوك العدو ، أما عن التدبير فهو : " خفض مستوى التهديد على قوات الواجب الرئيسي ، إلى أدنى مستوى ممكن " الأمر الذي سينشأ عنه :
- استخدام الوسائط الجوية أثناء العملية العسكرية .
- زيادة العمليات الهندسية المصاحبة للجهد القتالي .
- زيادة الجهود الالكترونية للسيطرة على منطقة العمليات ، وتحييد خطر العبوات .
- استخدام وسائط النقل والتنقل الأكثر تدريعاً مما هو مستخدم حاليا .
- إمكانية اللجوء للعمل الجوي ـ إنزالات جوية بالمروحيات ـ للتقرب من أهداف ذات قيمة ورمزية عالية للمقاومة والمقاومين .
- تحييد الأهداف البشرية والمادية من مسافات بعيدة، وتجنب الاحتاك معها عن قرب .
خامساً : الإجراءات التكتيكية :
وتحقيقاً للهدف التعبوي المشار له سابقاً ؛ فإننا نعتقد أن العدو سوف يلجأ إلى مجموعة من الإجراءات التكتيكية والميدانية للوصول إلى غايته بأقل الأثمان وأسرع الأوقات ، ومن أهم هذه الإجراءات :
- إدامة التماس المعلوماتي والميداني الحالي مع المقاومين وبيئتهم ؛ في كامل الضفة الغربية ، خاصة مدن الشمال ومحافظاته .
- زيادة إحكام عمليات فصل المناطق والمدن والمحافظات، ومنعها من تعزيز ودعم بعضها البعض .
- تشتيت جهود المقاومين ، ومنعهم من تركيزها ، عبر تكثير ـ زماناً ومكاناً ـ جهود الاقتحام المعادي ، وفتح مناطق اشتباك في أكثر من منطقة ، وأكثر من مربع في المنطقة الواحدة .
- تكثيف العمل الاستخباري والمعلوماتي بكافة وسائط الجمع البشرية والمادية ، لتكوين صورة أكثر وضوحاً عن الموقف في منطقة العمليات .
- استفزاز ( اقرأ الاستطلاع بالقوة ) المجاهدين والمقاومين لكشف أماكنهم ، واستعدادهم و انتشارهم وطرق عملهم ، ليبني العدو على الشيء مقتضاه .
- العمل على ضرب ( سلاسل ) التوريد المادية والبشرية الخاصة ببناء قدرات المقاومة ؛ تسليحاً وتصنيعاً وطرق إمداد .
- ممارسة العدو مزيداً من عمليات الضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة لتحقيق أحد الأهداف الآتية : دفعها للتعاون معه ، وقوفها على الحياد ، فضها عن المقاومة .
- الاستعانة بجهود أمنية وعسكرية ، يُطلب من قوات أمن سلطة الحكم الذاتي القيام بها .
سادساً : التوصيات :
- مراقبة وتسجيل وتحليل سلوك العدو الميداني في كافة مناطق الضفة الغربية ، خاصة في محافظات الشمال التي تشكل في نظر العدو مركز ثقل المقاومة الحالية .
- الاقتصاد بالقوة المادية والبشرية ، وعدم الانجرار إلى ( معارك ) جانبية الهدف منها تقيم قدرة وإجراء وكفاءة وانتشار المقاومة في منطقة العمليات .
- تجنب الاشتباك الحاسم مع قوات العدو ؛ حتى ولو بدت ظاهرياً قليلة التجهيز والاستعداد ؛ تجنباً للوقوع في أفخاخ وكمائن العدو المعدة مسبقاً .
- الابتعاد عن الإجراءات الاستعراضية ، ولزوم تقليل البصمات الالكترونية للمقاومين ؛ شكلاً ومضموناً .
- لا بد من مراجعة الاستراتيجية العسكرية الحاكمة لعمل المقاومة في الضفة الغربية ، لما هذا الأمر من فائدة في الخروج من حالة الاستنزاف الحالية .
- تجنيب الحاضنة الشعبية المخاطر ، وعدم تحميلها أكثر مما تطيق .
- تحضير البيئة التنظيمية والشعبية ـ مادياً ونفسياً ـلمعركة طويلة مع هذا العدو ، سيشتد وطيسها مع انتهاء الحرب في غزة .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .