يغطي هذا الموقف الأحداث ذات الدلالة التي مرت على منطقة الضفة الغربية في الشهر الماضي ، حيث يمكن اختصارالموقف الميداني على النحو الآتي :
أولاً : خلاصة الموقف :
يتمثل هدف العدو من عملياته في الضفة الغربية بالآتي :
أولاً : منع المقاومة من التسلح ومراكمة القدرات المادية والبشرية .
ثانياً : ( خلق ) حالة ردع قوي وقاتل ، تمنع المقاومة من التطور بشرياً ومادياً ، وتقلص من حالة الاحتضان الشعبي لها في مسرح عمليات الضفة الغربية .
مستخدماً العدو قدراته الذاتية ؛ وقدرات حلفائه الأمنية والخدمية ، لتحقيق هذين الهدفين ، حيث تتجلى هذه القدرات على شكل الإجراءات الآتية :
- إدامة العدو لعمليات الاقتحامات والمداهمات ،المصاحبة لتصفية المقاومين واعتقال المدنيين .
- ارتفاع وتيرة استخدام العدو للوسائط الجوية في عمليات تحييد المقاومين والإطباق عليهم .
- زيادة عمليات هدم المنازل ، وتجريف البنى التحتية في مختلف مدن الضفة الغربية ؛ خاصة في المخيمات التي تشهد عمليات اقتحام يومي من قبل قوات العدو .
- زيادة وتيرة عمليات تعرض أجهزة أمن سلطة الحكم الذاتي للمقاومين ، بالاعتقال ، وإعطاب ما يتم زرعه من عبوات في محاور تقدم العدو المفترضة .
- بقاء عمليات تعرض المقاومة للعدو عبر الاشتبكات الفردية ، والجهود الهندسية على وتيرتها السابقة ، مع بدء شعور العدو أن هذه العمليات في حالة تطور مستمر .
- بقاء المقاومة في مربع الاستنزاف البشري والمادي ، حيث ارتقى ما لا يقل عن 15 شهيد ؛ يمكن التخمين من صورهم المنشورة ، وبيانات نعيهم ؛ أنهم من الكوادر والركائز الرئيسية لقوى المقاومة في مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية .
- محاولة العدو السيطرة على مصادر تمويل وتشغيل مجاميع المقاومة ؛ عبر مداهمة محال الصرافة ، وتحويل الأموال بحجة أنها تستخدم في عمليات نقل وإيصال الأموال داخلياً ، ومن الخارج باتجها الداخل .
ثانياً : الموقف :
- استمرار العدو في عمليات المداهمة والاقتحام اليومي لمدن وقرى الضفة الغربية ، خاصة مدن الشمال ـ جنين ، نابلس ، طول كرم ـ ، مع زيادة التركيز على مدينتي طوباس وطمون جنوب شرق جنين .
- زيادة وتيرة عمليات تعرض أجهزة أمن سلطة الحكم الذاتي للمقاومين ـ محاولة اعتقال أبو شجاع ـ ، ومحاولة تحييد إجراءاتهم ، وإعطاب جهودهم الهندسية المعدة لمواجهة اقتحامات العدو .
- كدرس مستفاد من عمليات السابع من أكتوبر 2023 ؛ يدرس العدو نقل المجندات المراقبات على حدود الضفة الغربية إلى غرف مراقبة خلفية بعيدة عن خط التماس الأول .
- توقيع قائد المنطقة الوسطى على قرارات الهدم ومنع البناء في المناطق المصنفة ( ب ) ، حيث زادت عمليات تدمير المنزل والمحال التجارية بشكل كبير ، منذ استلام اللواء " أفي بلوط " قيادة المنطقة الوسطى .
- انتهاء خدمة قائد كتيبة الاستخبارات 636 في المنطقة الوسطى ، المقدم " أ " ، واستلام المقدم " ب " مهام عمله بدلاً عنه ، حيث تمت عملية الاستلام والتسليم بحضور قائد فرقة الضفة الغربية العميد "يكي دولف " .
- زيادة تفعيل العمليات المشتركة في التصدي للمقاومين ، حيث لوحظ مثلاً في عملية طول كرم 23 07 2023 والتي ارتقى فيها خمسة شهداء ، لوحظ اشتراك وحدات من الجيش والشاباك وحرس الحدود ووحدة حاروف ودوفدفان وقوات من الكتيبة 636 استخبارات واليمام ، فضلاً عن استخدام المسيرات المفخخة .
- إعلان المقاومة عن إدخال تقنيات جديدة في تصنيع وتشغيل العبوات عن بعد ، الأمر ـ الإعلان ـ الذي جاء بعد عدم نجاح عملية عناب ، والتي تم فيها تفجير عبوة ناسفة مزروعة في طريق أحد حافلات العدو .
- إدامة العدو لعمليات مداهمة محال الصرافة وتحويل الأموال ، ومحال بيع السماد الزراعي في مدن ومحافظات الضفة الغربية .
- اعتقال خلية مقاومة في عقبة جبر ، زعم العدو أنها كانت في طور الاعداد لعملية خطف . كما اعتقل العدو خلية مكونة من خمسة مقاومين من طلاب جامعة بير زيت ، حيث صادر أموالاً ، وقطعة سلاح ، زعم العدو أنها كانت بحوزة هذه الخلية .
- مصادقة العدو بالقراءة الأولى على اعتبار وكالة " الأنوروا " أنها منظمة إرهابية .
- تراجع العدو عن قرار منع جنود الاحتياط من اصطحاب أسلحتهم أثناء إجازاتهم الرسمية ، بحيث تبقى معهم أثناء خروجهم من وحداتهم والتوجه إلى منازلهم .
- عزم العدو على إقامة فرقة عسكرية جديدة تُنشر على طول الحدود بين فلسطين المحتلة والأردن .
- بدء العدو تجريب نظام "يرى ويطلق " ، حيث نصب العدو أحد هذه البنادق في منطقة قلقيلية على مدخل بلدة عزون ، وهي بندقية متحكم بها عن بعد ، مزودة بنظام رؤية حراري ، ليلي نهاري .
- حديث مسؤولين كبار في أجهزة أمن العدو عن نظام تواصل بين المقاومين ، يعتمد على الاستفادة من خدمة الاتصال عبر تطبيق " التلغرام " .
- اجتماع مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية " إيمي توهيل ستول " على انفراد برؤساء بلديات طول كرم وجنين ونابلس ، على مدار شهر تموز لمناقشة وضع البرامج في الجزء الشمالي من الضفة الغربية .
ثالثاً : التحليل والدلالات :
- يسابق العدو الزمن من أجل منع تطور ومراكمة المقاومة في الضفة الغربية لقدرات ذات مصداقية ، يمكن أن تؤثر على حرية حركته وسيطرته على الجغرافيا ، وتهدد أمن مناورته العسكرية ، وحركة سكان مغتصاب الضفة الغربية .
- يستشعر العدو مدى الخطر الكامن في الجبهة الشرقية لفلسطين المحتلة ، لما تختزنه هذه المنطقة من قدرات بشرية ومادية يمكن استثمارها في الجهد الرئيسي أو الإسنادي للمقاومة ، الأمر الذي يفسر حديثه عن انشاء فرقة عسكري جديدة تنتشر على طول هذه الحدود ، كما يمكن أن يفسر تركيز العدو على منطقتي طوباس وطمون ، كأقرب مدينتين على هذه الحدود ، في سياق منعهما من أن تتحولا إلى رأس جسر يصل بين فلسطين المحتلة ، وغرب الأردن .
- إن نجاح العدو في تحييد مجموعات مقاومة قبل بدئها في العمل ـ خلية عقبة جبر ، خلية بير زيت ـ يمكن أن يشى بأنه يسيطر على ( منظومة ) الاتصال والتواصل بين أفراد هذه المجموعات ، وبين مشغليهم ، الأمر ـ سيطرة العدو على منظومة الاتصالات ـ يُستشف من حديثه عن نظام الاتصالات عبر خدمة تطبيق " التلغرام " .
- لا يزال العدو يسيطر ويشرف على كثيرمن الموقف الالكتروني لمجاميع المقاومة في الضفة الغربية ، الأمر الذي يفسر قصر عُمر هذه المجموعات ، وسرعة تحييد العدو لها ، عبر عمليات الاستهداف الجويي ، أو الإطباق النقطي على أمكان تواجد بعض أفراد هذه المجموعات .
- يستفيد العدو ، وبشكل منهجي متصاعد ، من جهود أجهزة أمن سلطة الحكم الذاتي ، في السيطرة على الموقف الميداني ، عبر التضييق على المقاومين ، وكشف ظهرهم ، وإعطاب استعداداتهم الميدانية الرامية إلى الإضرار بالعدو ، أو تضييق هامش مناورته أثناء العمل .
- لا يزال العدو يراهن على ( فض ) الحاضنة الشعبية عن المقاومة ، مستخدماً في ذلك كثيرا ً من الجهود والنشاطات والإجراءات ، حيث تأتي عمليات التجريف ، والإضرار بالبنى التحتية والخدمية ، والأملاك الفردية لأهلنا وشعبنا، في سياق تأليب الحاضنة عليهم ـ على المقاومين ـ ، كما يمكن أن يعد تمرير قرار اعتبار منظمة الأنوروا الدولية منظمة إرهابية ، من جهود التضيق على الحاضنة الشعبية ، لدفعها لرفع الغطاء عن المقاومة والمقاومين .
- لا يألو العدو جهداً في استخدام قدراته وقدرات حلفائة ؛ الناعمة منها والخشنة ، في زيادة ضغطه على المقاومين وحاضنتهم ، الأمر الذي يفسر اللقاءات المتكررة لمديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية مع رؤساء بلديات شمال الضفة ، بحيث يمكن استخدام ما تقدمه هذه الوكالة من دعم وخدمات وتسهيلات في سياق تأليب الحاضنة الشعبية على المقاومة ، أو في عمليات تجنيد عملاء ومصادر معلومات ، يمكن أن يستفاد منهم في جهد العدو العسكري والأمني في الضفة الغربية .
- إن بدء استخدام العدو لمنظومة " يرى ويطلق " يأتي في سياق الجهد الدفاعي المبادر ؛ قليل المخاطر ، بحيث تحييد التهديدات والمخاطر بأقل الجهود والأكلاف ، كما تقلل من فرص نجاح تقرب المقاومين من المناطق الحدودية لتنفيذ أعمال قتالية أو هندسية .
رابعاً : توصيات :
- مراجعة أمن أنظمة ومنظومات الاتصال والتواصل ، الداخلية والخارجية ، لمجموعات المقاومة .
- إخفاء النوايا عن العدو ، وعدم الإفصاح عن أي مؤشرات ، أو قرائن ، يمكن من خلالها تكوين صورة مستقبلية عن سير العمل وتطوره .
- تقليل البصمة الالكترونية ، والحد من عمليات التواصل عبر أجهزة الاتصال الذكية والتي يمكن أن يسيطر عليها العدو بشكل فني .
- عدم التقليل من خطورة عمل بعض منظمات المجتمع المدني ؛ المحلية أو الدولية ، ورصد نشاطاتها ومجالات عملها ، ليبنى على الشيء مقتضاه .
- البحث عن سبل وإجراءات تساعد في تقوية وصمود الجبهة الداخلية للمقاومة ، وتخصيص جزء من القدرات البشرية والمادية لخدمة الحاضنة الشعبية وإدامة التواصل معها ، ورفع احتياجاتها .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .