قراءة هادئة في أيام صاخبة
استهلال :
أما وقد ردت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " على إغتيال القائد " فؤاد شكر / السيد محسن " بعملية واسعة قالت أنه ردها الأولي ، وأنها ستراقب نتائجه لتبني على الشي مقتاضه ، وحيث أن مواقع التواصل الاجتماعي ، ومنصات الإعلام المرئي والمسموع والمقروء قد ( انطبلت طلب ) في تحليل هذا الرد ، بين مستحسن ومستاء ، وراض ورافض ، وشامت وسعيد ؛ طبعاً كل يقيم من زاوية رؤيته ، ومربع تموضعه . وحيث أننا في أيام صاخبة يكثر فيها ( الزعيق ) و ( النقيق ) ، ويغيب عنها في كثير من الأحيان الهدوء و(برودة) الرأس ، كان لا بد لنا ـ كغيرنا ـ أن ندلي بدلونا في هذه المسألة ، قراءة وتفسيراً وتحليل ، وليس (تسحيجاً ) أو تبريراً ، فنحن في موقع المراقب عن بعد ، ولسنا في مربع صاحب القرار المثقل بالمعطيات والحسابات والضوابط والسياسات ، فإن كان حديثنا كما يقال ليس عليه جمرك ؛ فإن كل سكنة وحركة من صانع القرار وصاحبه ـ طبعأً إن كان يعرف معنى المسؤولية وما يترتب عليها ـ يقاس بميزان الذهب ، فإن زل أو ضل ؛ سفكت الدماء ، وحبست الحريات ، وانتهكت الأعراض ، ودمرت الممتلكات ، لذلك فرؤوس هؤلاء القوم ـ القادة ـ يفترض أن تكون باردة برودة " ألاسكا " ، وقلوبهم ثابتة ثبوت " أحد " ، وأن يمارسوا القيادة بحق ؛ لا أن يغنوا لكل على مواله ، أو ( يحچو ) له على جربه .
ولأن فهم كاتب هذه السطور لهذا الموقف ينطلق مما تقدم ؛ فسوف نحاول مناقشة مؤقف " حزب الله " وسلوكة من معركة " طوفان الأقصى " إنطلاقاً من هذا الفهم وبناء عليه . وحتى نساعد في فهم منطلقات هذه المسألة ؛ فإننا سوف نتعرض لها عبر عنوانين رئيسيين :
العنوان الأول : الفرق بين التخطيط لعملية عسكرية وإدارة الحرب :
يخلط كثيرٌ من المتابعين والمحللين حامي الرؤوس ، والذين قد يكون بعضهم غير صاحب اختصاص أو خبرة أو معرفة حقيقية أو كار ؛ يخلطون بين التخطيط لعملية عسكرية ، والتخطيط لحرب وإدارتها ، وهذين الموقفين ؛ وإن اجتمعا في نقاط ؛ فإنهما يختلفان في نقاط أخرى ، وفيما يلي بعض النقاط التي تساعد في فهم نفسية وعقلية وتدابير واعتبارات من يريد أن يدير حرباً ومن يخطط لعملية عسكرية .
أولاً : أهم الاعتبارات والتدابير في إدارية الحرب :
أول الاعتبارات التي تحكم الجهة التي تخطط للحرب أو تنوي الإشراف على مراقبة تقدم صفحاتها هو ملاحظة الظروف أو الموقف السياسي ؛ محلياً وإقليماً ودوليا ، فلا يصلح أن تشن حرباً وبيئتك الداخلية غير مهيئة نفسياً ومادياً لمواكبتك فيها ، كما لا يجوز أن تطلق صافرة انطلاق هذه الحرب والبيئة الإقليمية مشغولة بمشاغل وهموم وأزمات أهم بكثير مما أنت مقدمٌ عليه ، أو غير متفهمة أو مساعدة أو مؤيدة لما تنوي القيام به ، ومن العبث أن تشن حرباً والبيئة الدولية قادرة على حشد العالم كله في وجهك ، وأن تحيل حقك إلى باطل . أما الجنون كل الجنون ؛ في أن تخوض حرباً أو تخطط لها والبيئات الثلاثة غائبة عن تصورك وتخطيطك ، أو أن فهمك لها قاصر خاطئ . طبعاً هذا لا يعني أن تستسلم أو أن ترفع الراية البيضاء ؛ وإنما فرض الوقت في مثل هذه الظروف هو العمل على تحسين هذه البيئات ، والعمل على جلبها إلى جانبك ؛ كأفضل خيار ، أو جعلها محايدة كأضعف الإيمان ، أما أن تكون معاكسة ومضادة ومعادية فـ ( ستلبس في الحيط ) أو سيصدق فيك ـ البعيد ـ المثل القائل ( واوي بلع منجل ... ) .
الاعتبار الثاني أو الضابط الثاني للتخطيط للحرب ، هو تحديد الغاية الكلية من هذه الحرب ، وهذه الغاية لا تحدد باحتلال تلة هنا أو مترفع هناك ، أو تحقيق مفاجأة هنا وضرب هدف هناك ، إنما تحدد بالموقف والهدف السياسي المطلوب الوصول له عند صمت المدافع ، وانجلاء غبار المعارك ، فالحرب تقييم بنهاياتها السياسية وما حققته على هذا الصعيد ، ولا تقييم بناء على ما قُدم فيها من تضحيات ، ولنا ولكم في حرب أكتوبر 73 و حصار بيروت 82 أفضل مثال ، قاتلنا بشجاعة ، وحققنا مفاجآت ، وأدمينا العدو في كثير من الجولات ، ولكن النهاية على المستوى السياسي ؛ للأسف إخفاقات وخيبات !!
المسألة الثالثة التي تدخل في حسابات من يريد أن يخوض حرباً أو يخطط لها ؛ ملاحظة قدراته الذاتية ، فلا يخطط مخطط الحرب ( ركن العمليات ) بناء على قدرات أصدقائه أو حلفائه ، مهما علا شأنهم ، وقربت صلاتهم ، فهم يعتد بهم ، ويشد الظهر بمواقفهم ؛ ولكن لا تبنى أصل الخطط بناء على ما هو متصور منهم أو لديهم ، وإنما تبنى الخطط وتوضع التقديرات بناء على ما لدينا ؛ عياناً بياناً ، ثم يقال : هذا ما يمكن أن يضيفه هؤلاء الأصدقاء والحلفاء لنا من قدرات إضافية ، وهنا لا تنفع الظنون ، ولا أفهام قد تصدق وقد تخيب ، إنما يحسب حساب قوتهم الإضافية بناء على تفاهم معهم غير حمّال لأوجوه ؛ يعرف نصيبك فيه ، وما لهم هم في من سهم . وفي غير هذه المواقف ـ تفاهم واضح ـ فلا تلومن إلا نفسك ، فقد تصل إلى موقف يصدق معه فيك المثل (كل شاة معلقة من عرقوبها ) .
كما قلنا في النقاط السابقة ؛ يجب أن تخطط لحربك انطلاقاً من قدراتك ، وليس بناء على رغباتك ، فتُحسن البيئة الداخلية والإقلمية والدولية ـ قد المستطاع والمقبول ـ وتعبئ قدراتك ، ثم ( تميل ) على حلفائك وأصدقائك ؛ فتصدقهم القول ، وتشاركهم التقدير ، وتقف عن ملاحظاتهم ، ثم تعرض حاجتك ، وما ينقصك من قدرات بشرية ومادية وإدارية على هؤلاء الشركاء ؛ فإن تعهدوا والتزموا ـ ولن يلتزموا أو يتعهدوا بشيء خارج استطاعهم ـ فبها ونعمت ؛ وإن تعذروا وتعللوا ؛ فأعد حساباتك ، وانظر في إجراءاتك ، ولا تقحم نفسك في مهلكة ، وأهلك وبلدك في محرقة ، وما في هذا ـ الاحجام عند عدم الاستطاعة ـ من عيب ولا منقصة ، فدفع المفاسد أولى من جلب المصالح ، فسياسة العباد ، وقيادة الأجناد ؛ دينٌ ولست تين .
قد تفي قدرات الحلفاء بما ينهضون به من دور موكولٌ لهم ، وقد تفيض هذه الإمكانات خيراً عليك ، ولكن كما أن لاستخدام قدراتك وتشغيلها محددات ومقيدات ؛ فقد يكون لأصدقائك وحلفائك من المحددات والمُقيدات ما يحول بينهم وبين التشغيل الأفضل والاستثمار الأمثل لهذه القدرات ، لذلك وجب عليك وجوب الوضوء للصلاة أن تقف على اعتباراتهم وملاحظاتهم، حتى لا تضع نفسك وهم في موقف لا تحسدون عليه . يجب أن يكون هناك على الأقل بينك وبين شركائك وحلفائك ، حد أدنى من التافهم على الموقف الكلي الذي يصلح أن تبدأ به الحرب ، والمشهد النهائي الذي ستغلق فيها ملافاتها .
المسألة الأخيرة المطلوب حسمها قبل بدء الحرب ؛ ليس فقط معرفة كيف وأين ومتى وفي أي ساعة وظرف ستبدأ ، فهذا سهل مقدور عليه ، ولكن ما هو أصعب منه ، كيف ومتى وما هي الظروف التي سنقف عندها ، وسنخرج من الحرب فيها ، وإلّا كنا كمن دخل في نفق مظلم يعرف أوله ولا يعرف آخره .
كانت هذه أهم الاعتبارات والتدابير المتصورة عند الحديث عن التخطيط للحرب أو إدارتها ، أما عن اعتبارات التخطيط لعملية عسكرية ، فهو ما سنعرض له تالياً .
ثانياً : أهم الاعتبارات والتدابير في التخطيط لعملية :
وهنا لا يهتم قائد العملية لا في الظروف الدولية ولا الإقلمية ولا حتى المحلية ـ أحياناً ـ ، فهو يخوض معركته في بقعة جغرافية صغيرة ، مطوب منه فيها أن يحتل أو يسيطر أو يمؤمن موضعاً جغرافياً معيناُ ، أو يعزز موقفاً قتالياً متضرراً ، والسلام .
وبناء على النقطة الأولى ، فإن ما يشغل القائد العسكري في هذا الموقف هو إمتلاكه قدرات قتالية بشرية ومادية ، قادر من خلالها وبواستطها أن ينفذ ما أوكل له من مهمة ؛ بأسرع وقت وبأقل الكلاف ، محققاً الهدف ، ومحسناً موقفه القتالي المستقبلي . كمان والسلام .
وحيث أن القائد التعبوي أو الميداني ، يخوض معركته ضمن موقف حربي عام ، الأمر الذي يعني ـ حكماً ـ وجود أوامر ومهام لاحقة ستحول له ، فإنه ينشغل في كيفية تحقيق هدف العملية الحالية بما يوفر له موقفاً تعبوياً أفضل موقف عدوه ، يساعده ـ القائد ـ في استئناف عمليته المستقبلية من موقف قوة لا ضعف .
إن الحروب والمعارك اليوم تخاض لكسب القلوب ، لذلك يتسابق كلا طرف الحرب على تقديم سرديته ، وقصته وصورته ، لذلك فمن يخطط للحرب بشمولها ، والعمليات العسكرية وإن صغر حجمها ، لا يسعه أن لا ينتبه ويراعي الظروف الجغرافية لمسرح العمليات في الحرب ، ولبقعة القتال أو منطقة المسؤولة في المعارك ، وفي نفس السياق ؛ فإن مراعاة البعد الديموغرافي في مناطق القتال ، من الأهمية بمكان بحيث يتوقف عليه النصر أو الهزيمة ، خاصة في معارك حروب العصابات والتحرير.
نختم بأهمية مراعاة قائد العملية العسكرية لملاحظة أثر تنفيذه لمهمته على مجمل منطقة العمليات ، فالمعارك والعمليات يجب أن تراعي عند تنفيذها الأثر الكلي للنصر أو الهزيمة على مجل الموقف التعبوي لميدان القتال ، فرب نصر جر هزمية ! ورب تراجع ولد فرصة ! وخلاصة فن الحرب تكمن في المرواحة بين الهجوم والدفاع ، واستثمار فرص واقتناص هدف .
هذا في مجل الفروق بين إدارة الحرب ، والتخطيط لعملية ، وغني عن الذكر أن هذا بحث تفصيلي تخصصي يطول الحديث فيه ، كما تكثر ملاحظاته وتدابيره ، ولكن نقصر الحديث على ما قيل ، حتى لا نطيل .
العنوان الثاني : سلوك حزب الله مع معركة " طوفان الأقصى " :
نأتي إلى العنوان الثاني من هذه الورقة ، وهو الموضوع الشائك ، ومحل الأخذ والراد ، واختلاف وجهات النظر ؛ وكلها مقدر ومحترم ، فما نراه لا يراه غيرنا ، وما يسلّم به البعض ؛ قد يخالفه بعضٌ آخر ، ولكل من الحق والصواب نصيب . وهنا لن نطيل الشرح ، وسنحاول أن نأتي على أهم ملاحظاتنا على سلوك " حزب الله " مع معركة " طوفان الأقصى " ، والتي من أهمها :
لقد بنى " حزب الله " موقفه من معركة طوفان الأقصى على موقف شرعي ، خلاصته أن أمر نصرة المظلوم ؛ واجب محتوم ، وإغاثة اللهفان حق على كل مستطيع من بني الإنسان ، فكيف إن كان كان المُنتصر له ، والملهوف هو فلسطين وأهلها ؟ فالفرض أوجب وأعين ، وليس وفق الاستطاعة فقط ، بل بما يحقق مصلحة ، ويدفع مفسده ، وهذا ما كان ، مع ما يمكن أن يُختلف فيه عند تعريف المصلحة أو المفسدة.
لدى المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " تقدير كلي غير محسوم بشكل نهائي، وهو محل نقاش عندهم ؛ كان ولا زال ، خلاصة هذه التقدير أن العدو في هذه الظروف الدولية والإقليمية والمحلية ، النصر عليه لن يكون بالضربة القاضية ، وإنما بالنقاط ، لذلك فعندما يصدرون عن رأي ؛ يصدرون عن هذا الموقف الكلي الذي يحكم السلوك ، ويضبط الإجراء . وفي هذا تفصيل يطول ، لذلك ( خرافية ) رمي العدو في البحر في هذا الوقت ما هي إلّا دغدغة للعواطف ، ولعب على المشاعر والاحاسيس ، يتجنبها كل مسؤولٍ مسؤول .
مع أن القوم لديهم من الاعتبارات ما لديهم ، ويصدرون عن قراءة هادئة للموقف ، وعندهم ما يثقل كواهلهم من المقيدات الداخلية والإقليمية ، ما لو تعذروا به ؛ لعُذروا ؛ لكنهم مع ذلك فتحوا نار مدافعهم من اليوم الثاني للمعركة ، وقدموا خيرة أبناءهم وقادتهم في معركة يرون أن لهم فيها نياق وجِمال ، ولم يتعذروا ، ولم يتعللوا ، بل شمروا وتقدموا .
كل من يعرف " حزب الله " يعرف أنه منظمة ومنظومة عاقلة ، هادئة ، باردة الرأس ، تُقدر الأمور بموازين دقيقة ، ويعرف عنها أنها لا تحرق المراحل ، ولا تستعجل القطاف قبل أوانه ، لذلك دخلت المعركة برؤية واضحة ، وقرار حكيم ، فتدرجت بها صعوداً ، إلى أن وصلت إلى ضواحي " تل الربيع " ، ونعلم كما يعلم العدو قبل الصديق أنها قادرة ، وقرارها حاضر لتصل إلى ما بعد بعد " تل الربيع " وعلى رأي السيد حسن: ( بتوسع بنوسع ) ( بتعلي بنعلي ) .
قلنا أن " حزب لله " منظمة منضبطة ، وتعمل وفق تسلسل موضوعي وزمني ، هي من تحدده ، وقد بنت على مر السنوات التي قضتها في مواجهة هذا العدو ، قواعد للاشتباك ، تحضر عند كل قرار ؛ فتحكمه ، وتقيده ، وتصوبه ؛ فلا النار عشوائة ، ولا المسيرات غبية ، وإنما هي ساحة معركة مضبوطة بضوابط المصلحة والمفسدة ، والجدوى والأكلاف .
إن هؤلاء القوم من الهدوء ، وبرودة الرأس ، ما يحسدهم عليه الجميع ، فهم ـ كمنظمة منظومة ـ تعمل وفق جدول أعملاها ، وبناء على رؤيتها وأولوياتها ، وتضبت وقتها وفقاً لساعتها ، ولا تتصرف بانفعال ، ولا بناء على توقيت الآخرين ـ مطلق آخرين ـ ، فإن حانت ساعة الفعل ؛ خرج لحيز العمل ، وإن لم يحن الوقت ( فذان من طين وذان من عجين ) ، وهو ما قد يحزن المعجبين ، ويسر الغاضبين !!
إن قيادة هذا الحركة المنظمة ، تتصرف انطلاقاً من موقف القائد الذي يشخص المصلحة ، ولا تتصرف بناء على مبدأ ما يطلبه المستمعون والمشاهدون ، كما تعتبر نفسها أمينة على الدماء والأعراض والأملاك ، لذلك فعندما تقدر ؛ تقدر بناء على مصلحة هي رأتها ، وقد تغيب ـ المصلحة ـ عن رؤية العوام والمشاهدين وغير المشاركين ، فإن قدرت ـ القيادة ـالمصلحة ؛ مضت بها حتى لو لم تَسر حاضنتها وبيئتها ، ولكنها في الوقت عينه تستنفر كامل طاقتها لشرح الموقف وملئ الفراغ ، ولا تترك الساحة للمتصيدين العابثين ( المسولشين / من سوشلميديا ) ، رأينا ذلك عندما ذهبوا إلى سوريا ، وشاهدناه في معركة " طوفان الأقصى " ، وفي هذا تفصيل ، ولكن لم يسمح النشر !!
وما في هذا من عيب ولا منقصة ، فالدماء التي ستسفك هي دمائهم ، والبيوت التي ستدمر هي بيوتهم ، فما ضرهم إن بحثوا عن مصلحة ـ معنوية أو تعبوية ـ لهم في هذا المعركة ، فهذا ميدان فتح ؛ فاليشهد كل منافعه ، لذلك هم في هذه المعركة سعوا ويسعون لبناء معادلات ، وتقليل تهديدات ، ومراكمة خبرات ، وكشف مواضع خلل واعورارات .
نختم بملاحظة نرى أنها تغيب عن كثير من مقدري الشأن العسكري والسياسي ، وهي أن هؤلاء الكرام المقديرين عندما يرون حاملات الطائرات والبوارج تمخر عباب البحار والمحيطات لترسوا على شواطئنا في المتوسط أو الأحمر أو الخليخ العربي ، فإنهم ( يدبون ) الصوت ، وتعلوا طبول حربهم ، ويبدأون في العد العكسي لبدء الحرب ، وهنا ليسمح لي هؤلاء الكرام ، أن أخالفهم الرأي لأقول ، أن من قرائن وشواهد اقتراب الحرب ؛ هو ابتعاد هذه الوسائط القتالية عن مانطقنا البرية والبحرية ، كون قادتها من العقل بمكان بحيث يقدروا أن بدء الحرب يتطلب ابتعادهم عن شعاع ومديات نار المقاومة ومحورها ، وليس الاقتراب منه ! والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس يعلمون .