سمعنا عن مركز عمل الفرقة 8200 وذهب النقاش إلى: هل أصابتها ضربات حزب الله أم لم تصبها؟ ولم نتوقّف عند خبر مفاده أن عناصرها يتقنون اللغة العربية والفارسية ، لماذا يا ترى ؟ هل هم من هواة تعلّم اللغات فاختاروا هاتين اللغتين لأمر ما؟
أم من باب من "تعلّم لغة قوم أمن شرّهم" واضح أن التركيز كبير على أصحاب اللغتين العربية والفارسية كي يتمكّنوا من حربنا عن علم ومعرفة بكل تفاصيلنا ولا يمكن معرفة هذه التفاصيل دون إتقان اللغة .
بعد اتقان اللغة سيعرفون من أين تؤكل الكتف،
سيعرفون كيف يخترقوننا حتى النخاع.
سيعرفون كيف يشعلون الفرقة والخلاف والفتنة وأن يأكل بعضنا قوّة بعض. سيضربون اهل العربية بأهل الفارسية ليخرج من بينهم أهل العبرية سالمين غانمين منتصرين.
لن نكون صيدا سهلا لهم ولن نقع في شراكهم ولن يتمكّنوا منا إلا بتعلّم لغتنا. على صعيد الامن وعلى صعيد الوعي. أمنيا للاختراق الامني وفي ميادين الوعي قد يكون الامر أشدّ خطرا.
سيستخدمون عملاءهم ومن يعزف معزوفتهم عن علم أنه يخدمهم أو دون علم، سيستخدمون المتعصبين مذهبيا وقد يكونون من أصحاب الانتماء الصادق والحريصين كل الحرص على نصرة مذاهبهم ولكن تعصّبهم يعميهم ولا يرون أنفسهم وهم يخدمون عدوّهم ( وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)، وسيكون من الاسهل عليهم أن يستخدوا الحاقدين من كل طرف ومن جمعوا بشكل ذاتي رواية الحقد، هذا سيشغّل سريعا وقويا ولا يحتاج إلا إلى مجهود بسيط في توجيه البوصلة.
وسيستخدمون المنصات الاعلامية التقليدية من فضائيات جاهزة صنعت أصلا لأهداف مشبوهة، وكذلك منصات التواصل الاجتماعي ستكون أدواتهم المتقدمة فما عليهم غلا أن يصنعوا المحتوى المطلوب ثم إطلاقه كما يطلقون الطائرة المسيّرة لتجوب البلاد والعباد وتطلق كلّ صواريخها المسمومة.
لقد بتنا في عصر الدعاية والتسويق والقدرة على السيطرة على قلوب وعقول الناس فقط بالاعلان الممول وخبراء الترويج فهم جاهزون للخدمة ، فهذه الوحدة التي لا يعلم أحد كم عناصرها وكانت سريّة حتى كشف أمرها حديثا، يعني ذلك أننا نعاني من فعلها من عشرات السنين دون أن نعرف عنها شيئا .. اليوم وقد انكشف أمرها ومع ادراكنا أن هناك كثيرا لا يقل خطرا عنها ،أما آن لنا أن نسأل أنفسنا أمام كل دعاية مشبوهة، ماذا تريد منا؟ ومن يقف خلفها؟ هل تزيدنا إيمانا أم تزيدنا تثبيطا وخبالا؟؟؟ المسالة ليست صعبة ولكنها تحتاج لمن يعرف لغتهم جيدا (طرائق عملهم وكيف يفكرون).. ومن يعرف عنهم أكثر يكون أكثر أمنا من أن يقع في شركهم.
فلسطين تنتصر
معركة الوعي في غاية الاهمية.