"المقاطعة" سلاح فعال لدعم غزة.. هكذا تأثرت شركات عالمية بالحرب الإسرائيلية على القطاع خلال عام

حضارات

مؤسسة حضارات

"سلاح المقاطعة" يؤتي أُكُله

 حسب  فاينانشيال تايمز فإن مقاطعة منتجات شركات عالمية قد يكون له "أهمية رمزية"، لكنه "من غير المرجح أن يؤثر بشكل مباشر على اقتصاد ‎سرائيل"، الذي " تكمن قوته في قطاعات مثل التكنولوجيا، والصيدلة، والدفاع"، وفق ما ذكرته الصحيفة.

لكن بالنسبة للعديد من الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى، فإن إجراءات المقاطعة "تؤثر الآن على الإيرادات"، تقول الصحيفة البريطانية، وهو ما تأكد فعلاً باعتراف من تلك الشركات نفسها بتكبدها خسائر مهمة منذ بدء حملات المقاطعة بسبب حرب غزة.

وبينما تمكنت العديد من الشركات متعددة الجنسيات التي تواجه المقاطعة من "استيعاب تأثير تراجع المبيعات بفضل انتشارها الجغرافي وتنوع منتجاتها"، فإن مشغلي الامتياز في الدول "التي تنتشر فيها المقاطعات" يعانون بشكل أكبر.

 وصف، أمري باهل ساندهو، الرئيس التنفيذي لشركة "أمريكانا للمطاعم"، التي تدير علامات تجارية مثل KFC، بيتزا هت و" كريسبي كريم" في الشرق الأوسط و ‎#كازاخستان، مدة وشدة مقاطعة منتجات شركات عالمية بأنها "غير مسبوقة" على حد تعبيره.

وقالت الشركة  إن أرباح الربع الثاني انخفضت بنسبة 40% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، "رغم افتتاح 81 مطعمًا في النصف الأول من هذا العام"، متأثرة بحملات المقاطعة التي استهدفت الشركة في البلدان الإسلامية.

كما ذكرت شركة "مونديليز" لصناعة الوجبات الخفيفة أن المقاطعات أثرت على نمو مبيعاتها بنسبة 2% في الربع الثاني، في حين قالت "لوريال" إن المقاطعات ساهمت في انخفاض نمو مبيعاتها بنسبة 2% في النصف الأول من هذا العام.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ماكدونالدز"، كريس كيمبنسكي، في وقت سابق من هذا العام إن مبيعات الشركة كانت أضعف في الدول ذات الأغلبية المسلمة، مثل  ‎#ماليزيا و ‎إندونيسيا، وكذلك في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

 وأثارت  "ماكدونالدز"  غضب الناشطين المؤيدين لفلسطين عندما أعلنت شركتها في ‎#إسرائيل أنها ستقدم وجبات مجانية  للجنود الإسرائيليين  في فروعها في البلاد. وفي باكستان، خفضت الشركة أسعارها واضطرت إلى إصدار بيان تنأى فيه بنفسها عن ماكدونالدز في إسرائيل.

 وفي ماليزيا وحدها أغلقت سلسلة مطاعم "كنتاكي" الأمريكية، أكثر من 100 فرع لها على خلفية حملات المقاطعة ، وقال مسؤول إن الشركة ترى أن المقاطعة "فرصة لوقف بعض عمليات متاجر كنتاكي التي أثرت على ميزانيتها العمومية".

 التوجه نحو المنتجات المحلية

 أمام تزايد حملات مقاطعة منتجات شركات عالمية في البلدان الإسلامية، عملت شركات الإعلان في تلك الدول على الترويج للعلامات التجارية المحلية في حين ترفض العمل مع العلامات التجارية الدولية المتهمة بدعم ‎إسرائيل، وفق ما جاء في تقرير لموقع "The media Line".

على سبيل المثال، بدأت في ‎#مصر دعوات مقاطعة إسرائيل تنتشر على مستوى البلاد بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وخاصة بعد دعوة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب إلى ذلك، كما انطلقت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة إسرائيل.

بينما كثف المصريون والأردنيون، وغيرهم في المنطقة، مقاطعة منتجات شركات عالمية بعد أن أعلنت شركة "ماكدونالدز" في إسرائيل أنها ستقدم وجبات مجانية لجنود الاحتلال الإسرائيلي الذين يتم استدعاؤهم للمشاركة في العدوان على قطاع غزة.

وردًا على ذلك، قاطع مواطنون في الدول العربية سلسلة الوجبات السريعة في بلدانها، ثم وسعوا منذ ذلك الحين مقاطعتهم لتشمل فروعًا محلية لشركات شهيرة مثل كوكا كولا وستاربكس وكارفور وبيبسي وبرجر كينج وأمازون.

وأتاح هذا الوضع فرصة بالغة الأهمية للعلامات التجارية المحلية الناشئة. ففي مصر على سبيل المثال، أصبحت شركة "سبيرو سباتيس" المصرية للمشروبات الغازية بديلاً مفضلاً لكوكاكولا وبيبسي في مختلف أنحاء البلاد.

وقال الرئيس التنفيذي لوكالة تسويق مقرها مصر، لصحيفة "ميديا لاين": "لقد اتخذ اتجاه الإعلان عن رمضان هذا العام (2024) في مصر مسارًا مختلفًا. فنحن لا نرى إعلانات لعلامات تجارية عالمية مثل كوكاكولا، بل المزيد من المنتجات المحلية، من أجل مقاطعة إسرائيل والمساهمة في الاقتصاد المحلي".

وتجنبت شركات الإعلانات العمل مع الشركات الغربية، خاصة بعد الردود الشعبية الغاضبة، إذ واجهت شركة بيبسي كولا ردود فعل عنيفة في مايو/أيار عندما أطلقت حملة إعلانية بلوحات إعلانية عملاقة وشعار "ابقوا عطشى"، وهو ما بدا وكأنه يسخر من المقاطعين.

وتعرضت إعلانات بيبسي التلفزيونية التي ظهر فيها نجوم كبار مثل المغني عمرو دياب ومحمد صلاح لاعب ليفربول المصري لانتقادات شديدة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

في القاهرة، قال حازم التميمي، الذي يدير محلا تجارياً، إن مبيعاته من منتجات كوكاكولا وبيبسي وأرييل ونستله انخفضت إلى النصف. وأضاف لـ"فاينانشال تايمز" أن حتى سكان المنطقة الأثرياء "قد يتصلون لطلب المياه المعدنية، لكنهم يحددون أنهم يريدون علامة مصرية".


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023