نائب الأمين العام للجبهة الشعبية ينعى القائد الوطني الكبير الشهيد يحيى السنوار “أبو إبراهيم” ويصفه بأنه استشهد متقدماً الصفوف في اشتباكٍ بطولي برفح
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

نيابةً عن الأمين العام للجبهة الشعبية القائد الوطني الأسير أحمد سعدات “أبو غسان” والمكتب السياسي واللجنة المركزية، وباسم جماهير شعبنا وأمتنا العربية ومحور المقاومة، ننعي القائد الوطني الكبير، الشهيد يحيى السنوار “أبو إبراهيم”، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي ارتقى شهيداً في اشتباكٍ بطولي بحي تل السلطان في رفح.

فقدنا قائداً استثنائياً لا يتكرر، ومناضلاً لم يعرف التراجع أو الانسحاب يوماً، وكان دائماً في طليعة الصفوف، متقدماً بروحه وجسده نحو خطوط النار الأمامية، متحدياً بصلابةٍ وإصرار آلة الحرب الصهيونية، مستكملاً مسيرة نضال طويلة من المقاومة والتضحيات الجسام على خطا عشرات القادة الشهداء الذين استشهدوا على ذات الدرب والطريق، وعلى رأسهم القادة الشهداء أحمد ياسين، أبو عمار، أبو علي مصطفى، فتحي الشقاقي، وإسماعيل هنية، وصالح العاروري، وقائمة طويلة من القادة الشهداء الذين ارتقوا خلال مسيرة نضال طويلة لشعبنا منذ الاحتلال البريطاني حتى يومنا هذا.  

لقد اختار الشهيد أبو إبراهيم طريق النضال مسلحاً بثباتٍ وإصرار، ومؤمناً أن الاستشهاد هو الشرف الأعظم الذي يناله القائد الحقيقي في مسيرة تحرير شعبه، حيث قَدم مساهمات مهمة في تعزيز مشروع التحرير إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية الشريكة بالدم والتضحيات في ميدان المعركة.

عرفنا الشهيد عن قرب بعد تحرره، وكان له دور محوري في بناء الاستراتيجية الوطنية الكفاحية لتحرير فلسطين مع فصائل المقاومة، وقد أظهرت ملحمة “طوفان الأقصى”، التي كان مهندسها الأول عبقريته العسكرية، والتي خاضت فيها المقاومة بمختلف أذرعها العسكرية ملحمةً بطولية، ومعركة استنزاف حقيقية مع العدو الصهيوني المهزوم، حيث أكدت هذه المعركة أن تحرير فلسطين كان دوماً في صدارة أولويات هذا الشهيد وكل من استشهدوا في هذه المعركة الخالدة. 

باستشهاده، تبدأ مرحلة جديدة من النضال يستكمل مسيرتها قادة ومقاومين أبطال وأوفياء متسلحين بنفس العزيمة والإصرار، وعلى ذات نهج الشهيد أبو إبراهيم الذي كان يؤمن دوماً أن الحرية لا تتحقق إلا بالمقاومة المستمرة والتضحية.

رغم أن خسارتنا اليوم كبيرة، فإن إرث الشهيد القائد يحيى السنوار سيظل نبراساً للأجيال القادمة، التي ستقف مطولاً بفخر أمام إرث هذا القائد الذي هندس وخطط لملحمة “طوفان الأقصى” وخاض غمارها مع كل مقاومي شعبنا بشجاعةٍ لا تُنسى، مُكرساً حياته للوحدة الوطنية وتوحيد الصف الفلسطيني، مؤمناً أن القوة الفلسطينية تكمن في تماسكنا الداخلي. 

نحن على يقين بأن المقاومة التي سطرها الشهيد وكل القادة الشهداء بروحهم ودمهم  لن تتوقف، وأن النضال سيستمر حتى تحقيق الأهداف التي عاشوا واستشهدوا من أجلها وهي تحرير كل فلسطين من نهرها إلى بحرها، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس، وتحرير جميع الأسرى.

المجد والخلود للشهداء والمقاومة مستمرة والنصر لشعبنا

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023