المناضلة خالدة جرار تتعرض لحملة قمع وتنكيل ممنهجة تهدد حياتها في زنازين العزل الانفرادي
مركز حنظلة للأسرى والمحررين

منذ أكثر من 93 يوماً، تتعرض المناضلة الفلسطينية والقيادية البارزة في الجبهة الشعبية خالدة جرار "أم يافا" لحملة قمع وتنكيل ممنهجة تهدد حياتها في زنازين الاحتلال الصهيوني، حيث تواجه ظروفاً قاسية في العزل الانفرادي، وهي رغم كل ذلك صامدة في مواجهة سياسة الموت البطيء. 

"أم يافا"، التي تعد واحدة من أبرز رموز المقاومة الفلسطينية تعيش في غرفة ضيقة معدومة التهوية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية من ماء وضوء، حتى أصبحت غرفة احتجازها أشبه بالقبر. 

ووفقاً لمحاميها، لا تجد المناضلة جرار سوى الاستلقاء بجانب الباب لتستطيع التنفس بأقل قدر من الأوكسجين، في مشهد مأساوي يعكس القسوة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون.

المناضلة خالدة جرار التي تبلغ من العمر 61 عاماً، ليست أسيرة عادية، فقد مرّت بتجربة اعتقال مريرة بدأت منذ عام 2015، حيث اعتُقلت أربع مرات قبل أن يصل اعتقالها الأخير في ديسمبر 2023 إلى الاعتقال الخامس، وطوال هذه السنوات، قضت المناضلة أكثر من ست سنوات في سجون الاحتلال، وهي تحمل في قلبها معاناة لا تنتهي فقدت خلالها والدتها في 2015، ووالدها في 2018، وابنتها في 2021، ولم يسمح لها الاحتلال حتى بتوديعهم، في جريمة حرب واضحة تمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقوانين الدولية.

اليوم، وبعد مرور 11 شهراً على اعتقالها الأخير، ما زالت "أم يافا" تتعرض لمحاولات فاشلة ومستمرة من قبل إدارة السجون الصهيونية لكسر إرادتها، لكنها تظل صامدة، متمسكة بمبادئها الوطنية ومقاومتها الباسلة. 

إن هذه المحاولات اليائسة من الاحتلال لاستهداف معنويات الأسرى لن تنجح في كسر عزيمتها، بل تؤكد تمسكها بقضية شعبها.

إن ما تتعرض له المناضلة خالدة جرار هو جزء من حملة تنكيل شاملة تستهدف الأسرى الفلسطينيين، لا سيما الأسيرات اللواتي يواجهن ظروفاً مماثلة في سجون الاحتلال، وإن هذه السياسات القمعية التي ينتهجها الاحتلال والتي يقودها مجرم الحرب بن غفير هي محاولات فاشلة لإخضاع الشعب الفلسطيني، لكن إرادة المقاومة الفلسطينية وقياداتها الحية ستظل أقوى من هذه الممارسات الوحشية.

إن مركز حنظلة للأسرى والمحررين يطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة المناضلة خالدة جرار وكل الأسرى في سجون الاحتلال، والعمل على وقف الانتهاكات المتكررة بحقهم. 

كما يدعو جماهير شعبنا إلى تصعيد النضال الإسنادي للأسرى على كافة المستويات، ومطالبة أحرار العالم إلى تنظيم حملات التضامن العالمي مع الأسرى الفلسطينيين خاصة مع المناضلة خالدة جرار، ومواصلة الضغط المتواصل على الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات المستمرة وحماية حقوق الأسرى.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023