الكاتب الإسرائيلي حاييم لفنسون
هآرتس
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سئم من مماطلة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في المفاوضات لعقد صفقة مع حماس. في البداية هو ومساعدوه استبعدوا حكومة إسرائيل من المفاوضات وتحدثوا مباشرة مع حماس. الآن هم يحاولون التخلص من الوسيط حتى في القناة الداخلية الإسرائيلية، والتحدث مباشرة الى الشعب. المبعوث الخاص لترامب لشؤون المخطوفين، آدم بهلر، طرح مساء أمس على الجمهور في إسرائيل الصورة التي يرفض نتنياهو عرضها – تم تحقيق تقدم في المفاوضات وهناك مخطوفون سيعودون الى البيت. “أنا أقول لمواطني إسرائيل، لا يجب أن تخافوا من أن ينساكم الرئيس الأمريكي”، قال بهلر في مقابلة مع “اخبار 12”. هكذا ببساطة هو قفز عن ماكنة الاعلام.
تصريح بهلر في “سي.ان.ان”، “نحن ولايات متحدة لامريكا ولسنا وكالة لإسرائيل”، يميز الأسلوب غير الدبلوماسي للإدارة الجديدة. تصريح مشابه لممثل في الإدارة السابقة كان سيهز الأرض في إسرائيل. ربما نحن تعودنا على إدارة ترامب، لكننا حتى الآن لم نستوعب. هذه هي بوصلة الولايات المتحدة للصفقات القريبة في الشرق الأوسط، ومن الجدير بنتنياهو أن ينقش هذه الجملة على ذراعه أو على الأقل تعليقها في مكتبه. الأمور سبق وكتبت هنا أكثر من مرة، ونحن سنكررها مرة أخرى – من ناحية ترامب هذا هو تسلسل الأمور: إعادة المخطوفين، انهاء الحرب، وبعد ذلك الصفقة الكبيرة مع السعودية.
حماس استوعبت الرسالة بمساعدة قطر (أو ربما قطر استوعبتها بمساعدة حماس). بهلر قال في مقابلات مع وسائل الاعلام الإسرائيلية بأنهم في حماس مستعدون لصفقة شاملة تشمل وقف اطلاق النار لخمس – عشر سنوات ونزع السلاح والتنازل عن الحكم في القطاع. هذه هي الصورة الكبيرة، حتى لو كان بتسلئيل سموتريتش أوضح اليوم في لوبي “ارض إسرائيل الكاملة” في الكنيست بأن وزارة الدفاع تعمل على إقامة إدارة لتشجيع الهجرة من غزة. مصدر مطلع على مضمون اللقاء بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض، قال للصحيفة إنه عندما طرح رئيس الحكومة في محادثاته مع ترامب معارضة الحكومة لمواصلة الصفقة، أجاب الرئيس بأنه يجب عليه معرفة كيفية إدارة الائتلاف. مع كل الاحترام، ترامب لن يسمح لسموتريتش بتأخير تنفيذ خطته.
كل الجهود تصب في محادثات يوم الثلاثاء في الدوحة. في إسرائيل يتحدثون عن صفقة في يوم الثلاثاء أو الأربعاء، وأن هناك مخطوفون سيعودون يوم السبت أو الاحد. حتى لو كانت هذه الأفكار هي متفائلة قليلا فان التوجه نفسه واضح. اتباع رئيس الحكومة يحبون وصفه كمن يلعب الشطرنج مع الجميع. عمليا، في هذه الحالة نتنياهو لعب البوكر مع الجميع. القطريون جاءوا وحفروا له نفق تحت السور. الآن هو بدون حماية.
قطر من ناحيتها تأخذ لنفسها المكان الرئيسي على طاولة المفاوضات، وتزيح من هناك المصريين الذين تكرههم. في الدوحة كل شيء محسوب. رئيس حكومة قطر، محمد آل ثاني، اجرى مقابلة مع الصحافي المحافظ جدا تاكر كارلسون، المقرب من ايلون ماسك. في خطوة مثيرة للاهتمام آل ثاني تحدث مباشرة الى اليمين الأمريكي العميق. البدلة الغربية التي كان يرتديها اثناء المقابلة مع “اخبار 12” استبدلها في هذه المرة بالعباءة والكوفية. آل ثاني استضاف مجري المقابلة في بيته الخاص، والمحادثة بينهما بدأت بأقوال متملقة قالها كارلسون عن القيم التي عمرها آلاف السنين في قطر. بعد ذلك جاء التباكي المشترك تجاه انتقاد الغرب للامارة.
فيما يتعلق بايران نقل آل ثاني رسائل للانفصاليين من نوع كارلسون. السلام افضل من الحرب. وقد اكثر من مدح ويتكوف في المقابلة، وأشار الى أنهما صديقين الى درجة أن آل ثاني شارك في حفل زفاف نجل ويتكوف قبل عشرة اشهر على الانتخابات الامريكية. “من ينتقده باعتباره أداة قطرية هم اشخاص لا يريدون صفقة”، شرح رئيس الحكومة القطرية. الرسالة واضحة: ويتكوف وآل ثاني يريان الصفقة بنفس المنظار. أيضا رون ديرمر الكبير، مبعوث نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية، لم ينجح في التفريق بينهما.