وردنا عبر "بوت الحارس" التحليل العسكري الآتي:
ما حدث من عمل بطولي شرق بيت حانون شمالي القطاع في توقيت حرج كهذا وفي مكان ذا أهمية عملياتية وتعبوية ولوجستية، يأخذنا مجبرين لفهم ما جرى بشكل فني ومهني من توفيق رباني وحنكة عسكرية وشجاعة كبيرة، وهذا أبرز الملاحظات الفنية عليه:
المكان: شارع العودة هو في منطقة التأمين الأمامية على أقصى حد من الحافة الأمامية لقوات المقاومة، يعني في أرض حرام على خط التماس المتقدم مع العدو، وهذا يعني عملي تعرضي بامتياز بلا منازع.
تم تطبيق مبادىء الحرب ال 11 تقريبًا في هذا العمل التعرضي، حيث يظهر الهدف والتأمين والتعرض والاقتصاد والحشد والروح المعنوية والتعاون ووحدة القيادة والبساطة والمناورة، هجوم متناسق تبع عملية تقدم للتماس جرى فيها استطلاع ميداني متكامل.
جمع معلوماتي عبر استطلاع قتالي صامت بالتسلل، تم مراكمته على مراحل، تم فيه معرفة نظام العدو وعمل بطاقات هوية للوحدات المعادية على خط امداد متقدم (شارع العودة)، وتم التأكد من توقيتات وهوية الوحدة التي تسير هناك ضمن استطلاع البقعة، وهذا يعني الحرب لم تأثر على قدرة المقاومة على الجمع الاستخباري، حتى في مناطق خارج نطاق قدرتها القتالية.
يأتي هذا العمل ضمن سياق العمل ضمن ما يعرف بالهجوم الايذائي عبر المناورة بالقوات بتكتيك كمين منطقة، تم فيه استخدام كافة الوحدات العضوية والداعمة بتنسيق رائع وانضباط، مع توثيق عسكري للعمل، وعلى مقربة مباشرة من القوات المعادية.
التسلل والتقرب من العدو كان واضح أن نخبة المقاومة التي شاركت بالعمل نفذت الواجب وهي فاهمة لدورها تماماً، ويعرف بمبدأ البساطة، وهذا يحسب لضابط العمليات وقائد الكتيبة الذين اشرفوا على تخطيط العملية وتنفيذها مباشرة.
المشهد يذكرنا تماماً بعملية موقع 16 العسكري إبان معركة العصف المأكول عام 2014، حيث تشبهها لحد ما في الفعل والمكان والشكل، وهذا يبعث فينا إرث الشهداء رحمهم الله وهمم الرجال بالميدان.
رسالة المقاومة واضحة، قدرة وزخم ميداني في التفاح وبيت حانون ضمن القاطع الشمالي، يعني قدرة ميدانية وجهوزية عالية لأي توغل عميق أو اجتياح متوقع لمناطق العمق.
مشاهد مباركة وجهد عظيم يسطره الرجال في ميدان الشرف والبطولة والرباط، رغم مآسي لا تعد ولا تحصى وحالة انسداد الأفق.