منظومة السّجون الإسرائيلية تواصل إجرامها بحقّ معتقلي غزة
هيئة شؤون الأسرى والمحررين

رام الله - تواصل منظومة السّجون الإسرائيلية ممارسة المزيد من الإجرام والتوحش بحقّ معتقلي غزة، واستناداً لزيارات جرت لمجموعة من المعتقلين مؤخراً كشفوا عن استمرار الاعتداءات الجنسية بحقّهم، إلى جانب عمليات الضرّب المبرح، وتشديد مستوى الرقابة عليهم من خلال الكاميرات، وإذلالهم وقهرهم بكافة الوسائل والسبل.  

فلم تترك منظومة السّجون بحسب إفادات المعتقلين، أي أداة في سبيل سلبهم إنسانيتهم، ومحاولة كسرهم نفسياً، ومع مرور 19 شهراً على الإبادة، فإن الأوضاع وظروف الاعتقال ما تزال كما هي وبنفس المستوى، بل إنها تتفاقم، حيث يشكل عامل الزمن عاملا حاسماً على مصير المعتقلين، مع استمرار هذا التوحش بنفس المستوى.  

وكان من ضمن ما عكسته الإفادات، استمرار عمليات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، حيث تتعمد إدارة معسكر (عوفر) تثبيت أطراف المعتقل ويقوم السّجان بإدخال عصاة مراراً وتكراراً في فتحة الشرج لدرجة شعور المعتقل بالاختناق بحسب وصف أحد المعتقلين، وكلما زاد ألم المعتقل وصراخه تعمد السّجان بتحريك العصاة أكثر، ويتعمدون اغتصاب المعتقل أمام معتقلين آخرين، بهدف كسره أمام رفاقه، وبث المزيد من الإرهاب بحقّهم، كما وتتعمد من خلال الكاميرات المثبتة في الأقسام وعلى الغرف، تحويل الكاميرا التي تشكل أبرز أدوات الرقابة والسيطرة داخل المعسكرات، إلى أداة للتنكيل بهم، فأي معتقل يظهر في الكاميرا أنه تظاهر بابتسامة أو أي سلوك آخر يعتبره السجان تحد، ثم تقوم وحدات القمع إما بالاعتداء على المعتقل بالضرّب المبرّح حتّى يصل إلى درجة الإغماء، أو فرض عقوبات جماعية على المعتقلين من خلال التفتيش الهمجي، والإذلال إلى أقصى درجاته، هذا عدا عن عمليات الاعتداء بالضرّب المبرّح التي تتم في السّاحات، وخلال ما يسمى بإجراء الفحص الأمني (العدد)، حيث يجبروا على النوم على بطونهم، والاعتداء عليهم بالضرب. 

وفي سجن النقب وتحديدا في قسم الخيام، فإن الأوضاع لا تقل مأساوية وصعوبة، حيث تتعمد إدارة السّجن على ابتزاز المعتقلين وإذلالهم من خلال حاجتهم لاستخدام الحمّام، ويتم إجبارهم على استخدام دلو لقضاء الحاجة، هذا عدا عن أن الأواني التي يُزود بها المعتقلون، تبقى معهم لمدد طويلة ولا يتم استبدالها، فتصبح رائحتها كريهة للغاية، ومع ذلك يستخدمونها. إلى جانب كل هذا فإن مرض (الجرب – السكايبوس)، منتشر بشكل واسع بين صفوف المعتقلين لقلة عوامل النظافة، ولضعف مناعة المعتقلين، ومع ذلك فإن البطانيات والفرشات أصبحت أدوات أساسية لنقل المرض، لكون أن بعض المعتقلين لا يملكون فرشات للنوم، قد اضطروا لقطع أجزاء من فرشات معتقلين آخرين للنوم عليها، ومنذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 حتى اليوم فإن إدارة السّجن لم تسمح للمعتقلين باستبدال ملابسهم، كل ذلك ساهم في استمرار انتشار مرض (الجرب – السكايبوس) ، ومقابل كل ذلك فإن إدارة السّجن ترفض تزويدهم بأي نوع من العلاج.  

كما لا تتوقف إدارة السجن عن عمليات الضرب والتنكيل فالعديد من المعتقلين لديهم إصابات جرّاء ذلك، حتى خلال إخراجهم إلى الزيارة فقد أكّدوا أنهم تعرضوا للضرب، والتنكيل من خلال شد القيود على أيديهم، واستنادا لإفادة المحامين الذين قاموا بزيارة المعتقلين، فإن جميعهم يعانون من نقص حاد وواضح في الوزن نتيجة لجريمة التجويع المستمرة بحقّهم.  

في هذا السياق تؤكّد هيئة الأسرى ونادي الأسير، أن الاحتلال ماض في إبادته وجرائمه على مرأى ومسمع من العالم، دون أي تغيير حقيقي يساهم في وقف الإبادة، والعدوان الشامل على شعبنا، وأحد أشكاله الجرائم المستمرة بحقّ الأسرى، بل إن مرور المزيد من الوقت على استمرار الإبادة، يعني أنّ حالة العجز التي تعاني منها المنظمات الحقوقية قد تجاوز هذا التعبير، وأصبح التساؤل عن جدوى وجود منظومة حقوقية واجب علينا، مع اتساع مفهوم حالة الاستثناء التي يتمتع بها الاحتلال الإسرائيلي على الصعيد الدوليّ.  

يذكر أنّ عدد معتقلي غزة الذين اعترفت بهم منظومة السجون حتى بداية نيسان/ أبريل 2025،  (1747) معتقلاً، وهذا المعطى لا يتضمن المعتقلين المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023