أولاً: مضمون الوثيقة:
كلف رئيس وزراء الكيان المؤقت "نتن ياهو" في مثل هذا الشهر من العام الفائت الجنرال المتقاعد "يعقوب ناجل"، المسؤول عن لجنة فحص ميزانية الأمن وبناء القوة المشكلة عام 2023، والتي ترفع توصياتها إلى وزارة دفاع الكيان فيما يخص جبهات قتال محتملة، كُلف هذا الجنرال بمهمة دراسة الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، ووضع جيش الكيان المؤقت، على أن يقدم اقتراحات وتوصيات تتعلق بالأمن القومي ، مع عدم إغفال التطرق للميزانة الدفاعية، حيث خلصت اللجنة المشكلة إلى خلاصات، وقدمت اقتراحات جائت على النحو التالي:
إن هذه المقالة ستحاول أن تحلل هذه الوثيقة غير الرسمية، وقد نعتناها باللارسمية لقناعتنا أن ما نُشر؛ هو ما سمحت الرقابة بنشره، وأن هناك نسخة أخرى بقية طي الكتمان، ما خفي فيها أعظم.
ثانياً: القراءة التعبوية:
سنحلل في هذا الجزء من المقالة ما ذكرته هذه الوثيقة غير الرسمية من توصيات واقتراحات، دون إطناب مملل، ولا إيجاز مخل.
يتطلب امتلاك استراتيجية مرنة، وقابلة للانعطاف والتكيف مع تهديدات متعددة المصادر، أن تتوفر الظروف الذاتية والموضوعية الآتية:
يُعرّف الردع في أبسط صوره على أنه حالة من السكون، تفرضها نتيجية قراءة وتحليل وتقدير الموقف، المبني على معادة الجدوى والأكلاف، بحيث يتحقق الردع عندما تكون أكلاف الفعل، أكبر بكثير من جدواه. مما يعني أن الخصوم والأعداء يميلون إلى مراكمة القدرات، وإظهار بأسها في التمارين والمناوارت، وعرض أجزءاً منها في المناسبات والاحتفالات، بحيث توصل عمليات التظاهر هذه رسائل مؤداها، أن العدوان سيجر مغارم أكبر بكثير مما سيحصّل مغانم. لذلك فإن مراجعة تعريف الردع تعني أموراً كثيرة، من أهمها ما يأتي:
يقتضي التحول من استراتيجية الاحتواء والدفاع، إلى الوقاية والهجوم، مقتضيات عدة، من أكثرها أولوية ما يأتي:
في الخلاصة:
لقد فرضت معركة "طوفان الأقصى" على العدو الإسرائيلي مراجعة مجموعة من المفاهيم والأصول العسكرية والأمنية، الأمر الذي مكّنه من التعامل مع عدة جبهات قتال، شملت ثلاث مناطق عمليات في الداخل: غزة والضفة الغربية ومناطق الثمانية وأربعين، وخمس مناطق عمليات في الخارج ضمت: لبنان، سوريا، العراق، اليمن، إيران. الأمر الذي يفرض على قوى المقاومة؛ الشعبية منها والرسمية، التي تناصب هذا الكيان المؤقت العداء، كما يستهدفها هو بعدوانه، يفرض عليها أن تجلس معاً، لتفكر بعقل جمعي، وتعيد مراجعة وتعريف سلسلة من المفاهيم والأصول والتدابير، التي حكمت حتى هذه الساعة طرق معرفتها وفهمها وسلوكها مع هذا العدو الغاصب الذي يفسد الدين والدينا، وعلى رأس هذه المفاهيم، وفي المُقدّم منها مفهومي: الحلف و المحور، وما ينبني على هذين المفهومين من مقتضيات وإجراءات سياسية وعسكرية وإدارية. إلّا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعملون.