قوة لبنان في ضعفه وإن لم تنفع فالمزيد من الضعف؟!

وليد الهودلي

كاتب وأديب فلسطيني

في الردّ على المقولة الاسرائيلية: أنّ الحل مع العرب في القوة وإن لم تنفع فالمزيد من القوّة.

في أزمة التخلف والهوان نخترع مقولات تتكئ عليها قلوبنا وتجد في ظلها راحة نفسية مزيّفة تعفيها من عناء البحث في أسباب القوة والعزة وتحقيق الكرامة، طالما أنّ هناك خيارا سهلا فلم نتعب أنفسنا ونكلفها فوق ما يطيق عجزها وكسلها؟ لتبقى متمطيّة ولتسجّل براعة اختراع في نحت مقولة جميلة يعمي سحرها قلوبنا ويعفيه من رؤية أحوالنا المزرية. (وكفى الله المؤمنين القتال)

وما أن اخترع لبنان هذه المقولة  العظيمة وأطلقها إلا وتسابقت دول العالم في الاخذ بها وتطبيقها إذ أنّها تعفيها من الكلفة المالية الهائلة للقوّة الذي خُدعت به البشرية فترة طويلة من الزمن، فبدلا من شراء او صناعة طائرة مقاتلة متطورة مثلا ممكن افتتاح متنزّه للترفيه وقضاء الاوقات الممتعة والمريحة للناس وهكذا نستبدل كل أسباب القوّة المكلفة بأسباب الراحة الممتعة. وبدل وزارة الدفاع مثلا ممكن تكون وزارة التفاهة والبحث عن الراحة.

ماذا قلت في بداية الفقرة (دول العالم) اسمحوا لي أن أضيف للعالم كلمة العربي إذ أنه  الوحيد الذي سار على الخطى اللبنانية في سباق الاضعف واستثنى من ذلك ضرورات القوة التي تحفظ للامة أنظمة الحكم الغبيّة والقادرة على المحافظة على ما سجلناه من براعات اختراع والتي أهمّها قوّة الامة في ضعفها وأنّ هذه ليست للبنان وحده بل لكلّ محمياتنا الطبيعية.  

وعنزة ولو طارت رغم أن ما أثبتته تجربة لبنان أن قوته في مقاومته لا في ضعفه.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025