منظومة دفاع جوي في قطاع غزة ؟
بقلم ناصر ناصر
27-10-2020
كشفت وسائل إعلام عربية وفلسطينية ونقلا عن مصادر مصرية أن معلومات استخباراتية وصلت للاحتلال حول مساعي تقوم بها المقاومة الفلسطينية وتحديداً كتائب الق سام بتطوير منظومة دفاع جوي قد تؤدي لكسر التوازن وتعطيل أو إعاقة طلعات الطيران الحربي الاسرائيلي فوق القطاع ، وذلك بعد ان نجحت الم قا ومة في تطوير كافة أسلحتها البرية والبحرية ، الأمر الذي استدعى طلب اسرائيلي من مصر بالتدخل مع حماس بهذا الشأن ، فماذا يعني ذلك ؟
على الرغم من استمرار نهج المقاومة السليم في عدم تأكيد أو نفي مثل هذه المعلومات المتعلقة بالأمن القومي الفلسطيني ومقاومته الباسلة إلا أن من الممكن القول بأن هذه المعلومات تتوافق مع نهج الم قاو مة الثابت والمستمر والواضح لكل مراقب ومتابع وهو استمرار العمل وبكل قوة وعلى كافة الأصعدة من أجل تطوير كافة منظومات الدفاع الفلسطيني في وجه العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة والمتوقع أن يصل الى تصعيد عسكري في المستقبل المنظور ، فسكوت المقاومة النسبي أو الهدوء النسبي الذي يشوب العلاقة بين الاحتلال والمقاومة في غزة يخفي خلفه عملاً جاداً ودؤوباً قد لا تراه العين المجردة حتى للفلسطيني العادي في قطاع غزة ، فهي رسالة تعني أن المقاومة لا تنام ولا تستكين وهي مستمرة في جهودها للدفاع عن شعبها .
أما المعنى الثاني الذي تحمله هذه المعلومات المتوافقة من منطق المقاومة الفلسطيني فهي رسالة سياسية تقضي بأن مشروع الم قاو مة الذي تتصدره غزة في هذه المرحلة يسير ويمضي بصورة معقولة ضمن الظروف المعقدة المحيطة غير عابىء بالحصار ومؤامرات القريب والبعيد ، فالإعداد والاستعداد هو الطريق الوحيد لحماية الشعب الفلسطيني ، بل إنه الطريق الوحيد لإجبار الاحتلال على الموافقة والخضوع لمطالب الفلسطينيين العادلة وعلى رأسها التحرر وتقرير المصير ، وذلك في حين يترنح (في أحسن الأحوال ) مشروع التسوية السلمي بعد ما تلقاه من ضربات قاتلة من كلٍ من ترامب والتطبيع الإماراتي .
ومن جهة أخرى فإن من غير المستبعد ان يكون هذا الموضوع هو الدافع الرئيس للاحتلال للتحرك والطلب من الجانب المصري التدخل تحت شعار تثبيت التهدئة ، فأكثر ما يخشاه الاحتلال هو ليس استمرار حالة الجمود في موضوع تبادل الاسرى ولا الخطوات الأولية ( المباركة ) في مسار المصالحة ، إنما احتماليات نجاح المقاومة في امتلاك وسائل قتالية قد تغير المعادلات وتحديداً في المجال الجوي بعد أن احتفل بإنجازات جداره تحت الأرضي الذي يلتف حول غزة كالوحش الفاتك ، وكذا تبجحه بامتلاك أقوى سلاح طيران في الشرق الأوسط ، فكيف إن استطاعت المقاومة وبوسائل بسيطة ورغم الحصار تحييد أو إعاقة هذا السلاح ، لا شك أن لذلك تداعيات استراتيجية وسياسية في غاية الأهمية .