" يستغرب أحدنا أحيانا من إصابة أروع الناس بابتلاءات صعبة وقاسية"
لننظر في هذا الحديث الشريف:
(إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ)
يعرفنا #رسول_الله على قاعدة هامة ومرتكزا من مرتكزات التربية الاسلامية وهو أن طبيعة هذه الدنيا أنها دار ابتلاء، وفرق شاسع بين من يداهمه الابتلاء فيصاب بالذهول والمفاجأة وبين من يعلم مسبقا أن الابتلاء هو طبيعي واختيار رباني له ليرفعه به وبالتالي يرى أنه فرصة للتقرب للمولى وللثبات في مقام الصبر والرضى وللعمل الجادّ بروح ايمانية عالية حتى يخرج من حالة الابتلاء الى حالة العافية ، ذاك بنفسية مهزومة متهاوية ضعيفة وهذا بنفسية قويّة تجمع بين الايمان بان الابتلاء رحمة مع العمل للخلاص بهذه الروح العالية.
زيادة على ذلك أن الابتلاء ليس عقوبة وعلامة على أن الله يبغضنا بل العكس تماما هي علامة على محبة الله ، وأن هذه المحبة تزداد كلما كان البلاء أعظم، فيزداد الجزاء وتتعاظم محبة الله طرديا مع تعاظم الابتلاء.
وزد على ذلك أيضا في النتائج وهي أن تصل بصبرك على البلاء تحقيق مرضاة مولاك..
فهذه الدنيا لا تعدل عند الله جناج بعوضة ولو عدلت جناح بعوضة لما سقى منها كافر شربة ماء ، ولو كانت لغير الابتلاء لما منع منها عباده وأولياءه شيئا ، ولكنها دار ابتلاء وتتحديات وفرص والجزاء هناك في دار الجزاء.
إنها #فرص_ذهبية_للمؤمن لدخول تحدياته بروح معنوية عالية ترفع مقامه وتسدّد خطاه.