تعميم وزارة الأوقاف في قطاع غزة الصادر يوم الخامس عشر من ديسمبر الجاري حول احتفالات رأس السنة الميلادية أو الكريسمس يثير ليس فقط الاستهجان بل والغضب لأنه يكشف النهج الإنفصالي عند حركة حماس ومحاولات دولنة غزة كما يثير الفتنة والكراهية بين المسلمين والمسيحيين.
أولاً: التعميم مروس بإسم دولة وتحتها وزارة الأوقاف، ولا ندري أية دولة فلسطين يقصدون، هل هي الدولة الفلسطينية المتوافق عليها بقيادة منظمة التحرير والرئيس أبو مازن؟ وإن كان الأمر كذلك يفترض أن تكون السلطة ومنظمة التحرير موافقة على هذا التعميم وأن يمتد مفعوله للضفة الغربية أو الأقاليم الشمالية من الدولة وخصوصاً مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح ولها خصوصية في احتفالات الميلاد.
ولأن هذا لم يحدث فإن المقصود بدولة فلسطين هي دولة غزة، وهنا تكمن الخطورة، مصادرة الدولة الفلسطينية دولة غزة والضفة والقدس ، وإحلال دولة غزة محلها، وهناك سوابق على قرارات وتعميمات صادرة في غزة في التعليم والإقتصاد والمواصلات والجباية والقضاء الخ مروسة بإسم دولة فلسطين ولكنها تقتصر في التطبيق على قطاع غزة.
ثانياً: أما بالنسبة لمضمون التعميم والذي يدعو لمحاصرة ظاهرة احتفالات الكريسمس فإنه غريب ومثير للفتنة لأنه يوحي لأخوتنا المسيحيين شركائنا في الوطن والدم بأنه من غير المرغوب أن يشاركهم المسلمون أفراحهم! ولا ندري ما الذي يضايق حركة حماس وكل جماعات الإسلام السياسي في أن يشارك المسلمون في احتفالات المسيحيين، وكثيرون منهم يشاركوننا في أفراحنا ويقاتلون إلى جانب المسلمين دفاعاً عن مقدساتنا الإسلامية والمسيحية؟ وهل من ضرر أن نشارك مثلا الأب مانويل مسلم والمطران عطا الله حنا وحنان عشراوي وأسر آلاف الشهداء والاسرى والمناضلين المسيحيين أعيادهم؟ وسط البؤس والفقر والحصار الذي يخيم على قطاع غزة فما المانع من اقتناص أية مناسبة للفرح؟ وأفراح غزة في الكريسمس لا تتجاوز حفلة غنائية في مقهى أو منتزه عام يتناولون فيها الحلوى والشاي والقهوة وعصائر الفاكهة المحللة؟ وبهذه المناسبة نقول لإخوتنا المسيحيين بكل طوائفهم كل عام وأنتم بخير وعيد ميلاد مجيد. Ibrahemibrach1@gmail.com