مركز القدس للشؤون العامة والدولة
انتخابات السلطة الفلسطينية: معضلة حمــ ــاس
11 فبراير 2021
بنحاس عنبري
صخب الانتخابات الإسرائيلية أكثر شيوعاً قليلاً من انتخابات السلطة الفلسطينية، يبدو أن حماس قبلت شروط منظمة التحرير الفلسطينية بإجراء انتخابات تدريجية وليس دفعة واحدة، كل هذا رغم أن أبو مازن أصدر مرسوماً رئاسياً بإجراء الانتخابات ولم يحدث شيء عملياً.
وبحسب مصادرنا في رام الله، فإن حركة الجهاد الإسلامي، رغم مرونة حماس، لم تكن مرنة، وتحتفظ بمواقفها الأصلية في انتخابات "الضربة الواحدة" التي ستبدأ بالانتخابات الرئاسية، يقال في رام الله أن حماس خدعت منظمة التحرير الفلسطينية وأبدت موافقتها على الشروط، لكنها في الواقع نسقت المواقف مع الجهاد.
حتى الآن لم يشارك الجهاد في الانتخابات، ولكن في رام الله يقال إن هذه المرة تضغط عليها مصر - وحماس غزة - للمشاركة.
لماذا؟ مصر تريد إنجازا مبهرا، وحماس لا تريد كسر تحالفها مع الجهاد؛ بسبب انتخابات قد تجري أو لا تجري.
وبحسب المصادر، فإن حماس تطالب كشرط لموافقتها أن تفرج "إسرائيل" عن جميع معتقلي حماس في سجونها.
وهنا، ومن المفارقات، قد يكون هناك تضارب في المصالح بين حماس في الضفة الغربية وحماس في غزة؛ لأن هؤلاء حماس الذين ينتمون إلى غزة وليس لقيادة حماس في الضفة الغربية.
الآن، مع اقتراب موعد انتخابات مجلس الشورى في حماس، يجب أن نتذكر أنه في الماضي، لم تسمح حماس في غزة لحماس في الضفة الغربية بالمشاركة في انتخابات الشورى؛ لأنها لم ترغب في إعادة تأهيل مركز سياسي قيادي أو الإطاحة بها في غزة.
من يذكر عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الذي كان من المفترض أن يخلف أبو مازن؟ اختفى وتحت ضغط حماس غزة، من يتذكر شخصيات ذلك الوقت ناصر الشاعر وأبو طير وحسن يوسف؟ كانت ولا أكثر، أغلقت حماس أبواب الشورى واختفت.
أثار الحديث عن الانتخابات ضجة في الصفوف السياسية لحركة حماس في الضفة الغربية، بتشجيع من القياديين في المنفى، خالد مشعل وصالح العاروري، وكلاهما من سكان الضفة الغربية، ويريدان تغيير غزة والانخراط علانية في النشاط السياسي إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية، إن إطلاق سراح معتقلي حماس بالجملة سيؤدي إلى خسارة لهم.