هل اسرائيل مضطرة للتخفيف عن غزة ؟
بقلم / ناصر ناصر
تصدر موضوع تخفيف المعاناة الانسانية على غزة بسبب الحصار الاسرائيلي المستمر عليها ، أو ما أصبح يسمى بمنع انفجار غزة بوجه اسرائيل الاجندة السياسية الاسرائيلية و الاقليمية والدولية ، وذلك بعد التوتر و التصعيد المستمر على حدود قطاع غزة ، و الناتج عن إبداعات الشعب الفلسطيني و مقاومته . فهل اسرائيل مضطرة ان تفعل ما ماطلت به منذ سنوات ، و اتخاذ خطوات جدية للتخفيف عن غزة ؟ أليست شروطها المسبقة و المستحيلة بإطلاق سراح جنودها الاسرى دليلا على عدم جديتها ؟
لو ترك الامر لحكومة اسرائيل اليمينية لأبقت الوضع على ما هو عليه الآن ، انسجاما مع سياسة نتنياهو المستحيلة و التي تتضمن تحقيق هدفين متناقضين تماما ، و هما التخفيف عن السكان دون ان تستفيد حماس ، و كأن حماس من كوكب آخر و ليس جزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني . لذلك فإن حكومة اسرئيل لن تختار بل ستضطر لإتخاذ خطوات باتجاه التخفيف اذا توفر أحد أو أكثر الشروط الثلاثة التالية :
أولا - ضغط جماهيري اسرائيلي ضد الحكومة على فشلها في وقف حالة الاستنزاف المتمثلة باستمرار أو تزايد إطلاق الطائرات الورقية و البلالين الحارقة و الحرائق التي تتسبب بها ، و كذلك استمرار مسيرة العودة و فعالياتها على الحدود ، و قد ظهرت بدايات مثل هذا التحرك في وسائل التواصل الاجتماعي و غيرها .
ثانيا - تدخل أمريكي لدى حكومة اسرائيل اليمينية بضرورة قيامها بخطوات للتخفيف أو عدم معارضتها ، وتسهيل جهود دولية بهذا الاتجاه . ذلك بسبب رغبة أمريكا بتهدئة المنطقة الجنوبية عشية عرض خطة ترامب للسلام ، و لتركيز كل الجهود على التهديد الايراني في الشمال ، و في المنطقة بأسرها .
ثالثا - تأكد و اقتناع حكومة اليمين بالتقديرات الجديدة و المحدثة للمؤسسة الأمنية ،بأن المقاومة في غزة جاهزة و مستعدة لمواجهة عسكرية واسعة ، إذا لم تحل معاناة غزة أو حاول الجيش ان يمس بقواعد الاشتباك ،أو بوتيرة أو شكل الاستنزاف على الحدود و بنظرية المقاومة و هي القصف بالقصف .
ان التقدير المرجح هو توفر شرط واحد على الاقل مما سبق لذا فسوف تضطر الحكومة آسفة للتخفيف عن قطاع غزة . و الفضل لصبر و ثبات الشعب الفلسطيني في القطاع .