التبادل مفاوضات ...
بقلم / ناصر ناصر
قضية الاسرى بشكل عام و قضية تبادل الاسرى بشكل خاص هي قضية حساسة و هامة لكل ابناء الشعب الفلسطيني ، و تحديدا الاسرى في السجون الاسرائيلية و عائلاتهم ، فالكل ينتظر أخبار التبادل الموعود و المرتقب على قاعدة الثقة بالمقاومة و وعودها بتحرير الاسرى ، و ذلك من خلال عقد صفقة تبادل مشرفة في المدى المنظور .
تظهر التطورات و المواقف و التصريحات و خاصة تلك القادمة من الطرف الاسرائيلي بأن هناك تطورات و تحركات جدية تحدث في هذه الأيام في ملف تبادل الأسرى ، و قد يكون أحد أهم أسباب ذلك هو ورطة حكومة اسرائيل الناتجة عن ربطها بين معالجة انفجار غزة المحتمل في وجهها من خلال تخفيف الحصار ، و بين ملف الجنود الأسرى ، بمعنى أن حكومة اسرائيل و على الأرجح بغبائها قد ربطت ما بين حاجتها السياسية و الاستراتيجية في تهدئة غزة ، وبين حاجة تكتيكية أقل أهمية و تحتمل الانتظار ( في رأيها ) .
المقاومة أكدت و ما زالت تؤكد أن مسار التبادل منفصل عن المسار السياسي و الإقتصادي حول غزة ، ليس على قاعدة تقديس تكتيكات التفاوض ، بل على قاعدة عدم التنازل أو التفريط في قضية الأسرى الوطنية ، وهذا هو الجوهر و الاساس ، أما إن كان الربط بهدف تبريرات اسرائيلية داخلية لتبرير خطوات تخفيف الحصار ، وفي المقابل تعزيز و تحسين احتماليات و شروط إطلاق سراح الاسرى فهذا مفهوم و مشروع .العبرة بالجوهر لا بتكتيكات التفاوض المتغيرة .
لا بد من التأكيد على التجربة السابقة والمعروفة بأن صفقات التبادل هي عملية تفاوض طويلة وشاقة و مليئة بالتوترات و المد و الجزر ، و أزمات تكتيكية متنوعة و مختلفة ، وحرب نفسية قائمة على الإشاعات و الأخبار الصحيحة و الملفقة ، حتى يحقق كل طرف أقصى فائدة ممكنة . وهذا يتطلب من الجميع و خاصة عائلات الاسرى الصبر و الأناة و الثقة بالمفاوض الوطني المقاوم و عدم الاندفاع وراء كل خبر صحيحا كان أم غير ذلك . ثم الامل و الدعاء بتحقق الوعد المنشود بإطلاق كافة سراح الاسرى .