نتنياهو على مفترق غزة -
بقلم / ناصر ناصر
لقد وضعت سياسة الاحتلال الغاشمة والمستمرة على قطاع غزة ، و تحديدا في السنوات الأخيرة حكومة الحصار في اسرائيل على مفترق طرق حاسم . فقد انتهى أو يكاد عهد المماطلة و التسويف الذي أبدعت به هذه الحكومة ، فقد حان وقت القرار الصعب على القيادة السياسية في اسرائيل ، و الذي لن يخرج و على الارجح عن الاحتمالات الاربعة التالية :
الاحتمال الاول – الاستمرار في سياسة الحصار و الوضع القائم حاليا مما يعني ووفق الكثير من المراقبين بل ووفق التقديرات الامنية الاسرائيلية نشوب مواجهة واسعة تخسر فيها اسرائيل ، و يصمد فيها الشعب الفلسطيني كعادته و من ثم تنتهي الحرب بتفاهمات و ترتيبات في صالح فك الحصار عن غزة .
أما الاحتمال الثاني – فهو هروب الحكومة من قرار التخفيف عن غزة و تركه للمجتمع الدولي ، وتحديدا الامريكان لاتخاذ خطوات للتخفيف عن غزة ، و تجنب ويلات و مخاطر الاحتمال الاول من جهة ، و توفير الضغوطات الداخلية المحتملة ضد أي قرار تخفيف عن غزة من قبل اليمين المتطرف ، ومنها عائلة الجندي هادار .
أما الاحتمال الثالث فهو اتخاذ نتنياهو لقرار التخفيف عن غزة دون حدوث تقدم في ملف الجنود و المفقودين الاسرائيليين في غزة ، و هذا يعني توفير أثمان الحرب الباهظة و دفع نتنياهو لثمن سياسي داخلي يتضمن احتمالية خسارته لبعض فئات الشعب الاسرائيلي ، و تحديدا بعد انتقادات وحملات عائلات الجنود الاعلامية المضادة و القاسية .
أما الاحتمال الرابع وهو الاكثر عقلانية لكنه الابعد عن طبيعة نتنياهو المماطلة و الزئبقية ، و يقضي بقيام نتنياهو لفعل ما يضمن عدم الانجرار للحرب ، و هو التخفيف عن غزة ، و فعل ما يضمن إعادة الجنود و الاسرائيليين من غزة ، وهو صفقة تبادل أسرى جديدة شبيهة بصفقة وفاء الاحرار 1 ( شاليط ) ، و هذا يوفر عليه على الارجح و ليس أكيدا انتقادات و حملات عائلات الجنود المؤثرة ، مما يعني دفع اسرائيل لثمن طبيعي و معقول لسياساتها الاحتلالية المستمرة ضد غزة .
ما هو الاحتمال الأرجح ؟ من الصعب التنبؤ بذلك . و لكن يمكن استبعاد الاحتمال الاول بصورة كبيرة ، و توقع حدوث احد السيناريوهات الثلاثة الاخيرة ، أي اتخاذ قرار ما يغير الوضع الحالي غير الممكن و لا المعقول من الناحية السياسية