مركب أم مركبات سرية في الصفقة الاسرائيلية السورية
بقلم ناصر ناصر
21-2-2021
تحاول اسرائيل بكل ما أوتيت من قوة كشف النقاب عن ما أصبح يسمى بالمركب السري في صفقة تبادل الشابة الاسرائيلية (المتنزهة كثيرا من منطقة موديعيت عليت) كما يطلق عليها إسرائيليا، مقابل اثنين من الرعاة اعتقلتهم اسرائيل على الحدود في الآونة الأخيرة.
ثلاث مركبات حقيقية سريّة كانت أم غير سريّة تظهر من صفقة التبادل:
■ المركب الأول والأهم هو مركب العلاقة الروسية الاسرائيلية في كل ما يتعلق بالساحة السورية، فإسرائيل تحرص كثيرا ومن خلال وسائل مختلفة منها اقتناص فرص التبادل على تعزيز هذه العلاقة الهامة والاستراتيجية بالنسبة لها.
■ أما المركب الثاني الذي تردده مصادر إسرائيلية وعربية وأجنبية مختلفة، وهو قيام اسرائيل بدفع مبلغ يقارب 1.200.000 دولار؛ لشراء اللقاحات لصالح السوريين فهو مركب دعائي وشكلي على أهميته المعنوية والسياسية في العلاقة بين النظام السوري ودولة الاحتـ ـلال.
■ المركب الثالث فهو حرص إسرائيل نفسها على التواصل مع النظام السوري، ومد جسور التعاون معه كأمر واقع قد يعتبره البعض أنه مفضل بالنسبة للإسرائيليين.
التبادل يخدم نتنياهو انتخابياً ولا علاقة للأمر بالقيم الإسرائيلية المزعومة، والتي بدأت تتراجع حتى من الناحية الاعلامية والدعائية بفضل الأثمان الباهظة التي اضطرت دولة الاحتـ ـلال دفعها مقابل المقـ ـاومة الفلسطينية، وتحديدا في وفاء الأحرار 2011.
بقيت الإشارة إلى أن من الممكن بل ومن الواجب أن تسعى المقـ ـاومة بما تمتلك من أوراق، وقدرات إبداعية لجعل إجراء صفقة تبادل أسرى جديدة مع المقـ ـاومة في غزة أمراً اضطرارياً لنتنياهو بعد تحويله لمطلب جماهيري إسرائيلي.