إغلاق معبر كرم أبو سالم تغير في السياسة أم مناورة بائسة -
بقلم / ناصر ناصر
أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ووزير دفاعه ليبرمان بعد ظهر الاثنين قرارهم إغلاق المعبر الرئيس لمرور البضائع الى غزة ، و برروا ذلك على أنه رد على استمرار انطلاق البلالين و الطائرات الحارقة من غزة الى مستوطنات الغلاف ، فهل يعتبر هذا القرار تغيرا جوهريا في السياسة الاسرائيلية تجاه التصعيد ضد غزة أم أنها مناورة اسرائيلية إضافية ، و قد تكون الاخيرة لفرض شروطها و مقترحاتها المتعلقة بإنهاء التوتر الحالي مع قطاع غزة ؟
من المستبعد ان تكون هذه الخطوة المفاجئة نسبيا و الخارجة عن سياق المواقف و التصريحات الاسرائيلية الاخيرة ، تغيرا جوهريا في السياسة الاسرائيلية تجاه غزة ، و قد تكون جزءا من التخبط الاسرائيلي المتكرر في التعامل مع قضية القطاع ، أو جزءا من المناكفات الاسرائيلية الداخلية و التي تحمل أحيانا مخاطر الإنزلاق ، و لكنها و على الارجح لن تشكل – هذه المرة على الاقل – عاملا مركزيا سيؤدي لتغيير توجه اسرائيل المبني على مصلحتها الواضحة بمنع التصعيد الشامل مع المقاومة في غزة .
من المرجح ان يكون هذا القرار مناورة اسرائيلية جديدة لدفع الامور الى حافة الهاوية ، و الظهور بمظهر ( الشرس الذي لا يخاف النزال ) ، و ذلك على امل تفعيل المزيد من الضغط على قادة المقاومة الفلسطينية للقبول بالشروط الاسرائيلية ، و بالتالي تتجنب اسرائيل دفع أبسط الأثمان ( السياسية و الاقتصادية ) لسياسة استمرار احتلالها و حصارها المستمر على غزة منذ سنوات ، كما أنها قد ترضي بهذه الخطوة شعبوية اليمين المتطرف ، و غيظ بعض الجماهير الغاضبة في محيط غزة من الذين يعشقون هتافات النزال و الشعارات الرنانة ، و يرفضون الخطوات العاقلة والموزونة ( بمصطلحات الاحتلال ) تجاه الفلسطينيين في غزة .
أمران يؤكدان الترجيح القائل بفشل هذه المناورة ، وهما : طبيعة المطالب الفلسطينية التي تشكل الحد الادنى الاقصى الممكن ، و بالتالي فلا مجال للتنازلات أو التراجع أمام مناورات اللحظة الأخيرة لنتنياهو . إضافة الى ما أظهرته التجربة من وعي و إدراك المقاومة لمثل هذه المحاولات من جهة و استعدادها الجدي و المستمر للدفاع عن حقوق شعبها حتى لو أدى الامر الى المواجهة العسكرية الواسعة مع الاحتلال .