الحرب على الرواية في مواجهات غزة -
بقلم / ناصر ناصر
برز حرص مميز من قبل مؤسسات دولة الاحتلال الصهيوني السياسية و العسكرية و الاعلامية الى إظهار مدى تفوق اسرائيل في مواجهتها العسكرية مع المقاومة ، و خاصة تلك التي جرت في 20-7 ، حيث زعمت أنها وجهت ضربة قوية جدا للمقاومة في غزة ، خاصة في "نقاط ضعفها الحساسة " و هي مقرات قيادة الكتائب في عدة مناطق في غزة . الأمر الذي جعلها تهرول مسرعة تستجدي وقف النار ، بعد أن تعهدت و نتيجة " للبهادل" و الضغوطات المصرية بوقف كل ما يمكن ايقافه : المسيرات و المظاهرات والطائرات و البالونات ..... و غيرها .
فلماذا هذا الحرص المميز هذه المرة ؟
يمكن القول بشكل عام أن مدى الحرص على التظاهر و التزوير يتلائم مع مدى الحرج و الحاجة للتبرير ، أما بنوع من التفصيل فيمكن الإشارة الى التالي -
1- ان الجمهور المستهدف من هذه الرواية هو الاسرائيلي الذي بات يشعر و منذ 30-3 بعجز قادته عن حل مشكة الاستنزاف المستمر في محيط غزة .
2- تعلم دولة الاحتلال أن من يحدد الرواية و بدرجة كبيرة هو من يمتلك الصوت و البوق الأعلى ، فالمهم عندها ما يقال و يحفر في الذاكرة ، لا ما يجري على أرض الواقع حقيقة ، فقد كان لها تاريخ واسع في تمرير صناعة التزوير و قلب الحقائق .
3- قد تكون مواجهة 20-7 هي الأخيرة أو قبل الأخيرة التي ستسبق عملية تخفيف ملحوظة عن قطاع غزة ، لذا فهي تريد أن يكون ختام عملياتها يبدو " مسكا " أو بالأحرى تزوير ، كالعادة .