هل تؤدي الانتخابات الفلسطينية لمواجهة بين إسرائيل وحماس؟
بقلم ناصر ناصر
27-2-2021
ذكرت صحيفة هآرتس في عددها الصادر يوم الجمعة 26-2-2021 بأن بعض رجال الاستخبارات الاسرائيلية يلاحظون في الانتخابات الفلسطينية (مغامرة لا تطاق) قد تؤدي لتدهور الأوضاع الأمنية ولمواجهة مع حماس، ويبدو لي بأن هذا التقدير قد جاء في إطار نظرة كثير من قادة الاستخبارات والدوائر الأمنية الإسرائيلية للانتخابات الفلسطينية على أنها تهديد يجب منعه، فالانتخابات كما سبق وأكدنا هي مقاومة فلسطينية من نوع آخر.
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة هآرتس أيضاً (أن قادة إسرائيليون اجتمعوا مع عباس وحذروه من انتصار حماس في الانتخابات، ووجهوا له توصيات لإيجاد طريقة لتجميد الانتخابات).
يبدو بأن النظر للانتخابات كخطر على دولة إسرائيل قد جاء لدى بعض قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية هو نتيجة لتقديرات وازنة في إسرائيل والتي أشارت إليها نفس الصحيفة بقولها:" في إسرائيل تتزايد المخاوف من فوز حماس، ففي غزة لن ينافسها أحد وفي الضفة الغربية سيتدفق الناخبون لصالحها في ظل الفساد الذي يتهم به بعض قادة السلطة".
وأضافت الصحيفة بأن بعض قادة حماس، ومنهم صالح العاروري وخالد مشعل يرون أن السيطرة السريعة على الضفة الغربية وقبل انتهاء عهد عباس هي خطوة ضرورية في تطور منظمة حماس.
إضافة إلى ذلك فقد أفادت هآرتس بأن خبراء وقادة أمنيون إسرائيليون يدعمون ما أسميه بالموقف المتشائم من الانتخابات الفلسطينية، ويحذرون من التعامل معه على أساس أنه يأتي في المرتبة الرابعة أو الخامسة من الأهمية بعد الانتخابات الاسرائيلية والكورونا وملف إيران النووي، وقد ذكّر هؤلاء بالتقديرات الخاطئة قبيل اندلاع الانتفاضة الأولى في العام 87 والتي أفادت بأن (اهتمام الفلسطينيين الاول هو بأعمالهم وارزاقهم) وكذلك بالمفاجأة التي حصلت للاستخبارات والسلطة الفلسطينية معاً وهي فوز حماس في الانتخابات عام 2006.
من المناسب أن يأخذ الفلسطينيون تقديرات عدوهم بعين الاعتبار، والتعامل معها بأقصى درجات الجدية، رغم أنها قد تكون غير دقيقة أحياناً، وتحمل رسائل موجهة ومقصودة في أحيان أخرى، وأن لا يمنع هذا المضي قدماً بالقرار الوطني الفلسطيني بإنجاح الانتخابات كمدخل للوحدة الوطنية، وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني.