هل تندلع حرب جديدة على غزة ؟
بقلم ناصر ناصر
21-6-2021
استعداد المقاومة الكامل في غزة للمواجهة العسكرية دفاعا عن كرامتها سيقيها الدخول في معركة جديدة، واسرائيل تبتز وتستخدم جهات دولية ومحلية من أجل ذلك وهي لا تريد التصعيد فعلا؛ لأن هذا لا يخدم مصالحها على الأرجح، وقد يجلب لها الكثير من الأضرار .
أربعة عوامل تدفع للقول ان اسرائيل المحتلة لن تغامر بحرب جديدة على غزة والمقصود هنا حرب تمتد أكثر من ثلاثة أو خمسة أيام، أما التصعيد المحدود بأيامه ووسائله وأهدافه فهو محتمل بمدى متوسط؛ لأنه جزء من عملية التفاوض مع غزة في بعض الأحيان، ألا وهي: تركيبة الحكومة الاسرائيلية والرأي العام العالمي، استراتيجية واضحة اتجاه غزة واتجاه القضية الفلسطينية والرابعة قدرات المقاومة.
أما عامل تركيبة الحكومة فمن جهة واحدة تعتمد هذه الحكومة على أصوات العرب الذين لا يؤيدون مطلقا وفي مثل هذه الأوضاع شن حرب على غزة، أما حركة ميرتس فقد تدعم تصعيد يوم أو يومين لا أكثر، وفي حزب العمل أصوات وازنة أيضا كميرتس، واحتماليات دعم الليكود والحريديم لمثل هذه الخطوة تشوبها الشكوك؛ بسبب نواياهم لإسقاط الحكومة في أول فرصة.
العامل الثاني والذي أثبت حضوره وتأثيره على الضغط الأمريكي لوقف العدوان نهاية رمضان الأخير فمن المتوقع أن يكون أكثر حدةً هذه المرة على الأقل؛ بسبب أن اندلاعها هذه المرة هو بسبب انساني أخلاقي بحت وهو فك الحصار الأساسي عن غزة (ادخال المواد الأساسية للحياة).
كما أن حكومة الاحتلال لم تبلور بعد استراتيجية واضحة اتجاه غزة واتجاه القضية الفلسطينية بشكل عام، الأمر الذي شكل أساساً لانتقادات بعض أهم مركباتها ( يائير لبيد ويساراً) وهي بحاجة الى المزيد من الهدوء لفعل ذلك، ولبلورة سياساتها في أمور أخرى أيضا.
أما عن قدرات المقاومة والتي ظهر بعضها في معركة سيف القدس فتشكل رادعاً أو -ميزاناً- للرعب يمنع أي حماقة أو مغامرة اسرائيلية ضد غزة، حيث أجمع المراقبون بأن أداء القسام كان متميزاً، خاصة في مجال القدرات الصاروخية .
لماذا اذن الابتزاز والتهديد؟
هي طبيعة اسرائيلية في الضغط حتى اللحظات الأخيرة لانتزاع التنازلات من المقاومة، خاصة في موضوع تبادل الأسرى، اضافة إلى أنها محاولة اسرائيلية لإضعاف وهج الانتصار اللامع في معركة سيف القدس، والملاحظ هنا أن قادة المقاومة يدركون تماما هذه المعادلات.