معهد ترومان
ترجمة حضارات
انتهت جولة القتال الاخيرة مع غزة منذ أكثر من شهر، وبسرعة كبيرة، عاد الوضع الأمني في غزة والضفة الغربية إلى المستوى الثابت "للصراع منخفض الحدة". الجولة التي انتهت دون قرار تركت المنطقة في حالة هشة.
هل هو وقف لإطلاق النار أم مجرد "مهلة"؟
يشير زميل المعهد الدكتور روني شاكيد إلى أن الجولة رافقها موجة أخرى من اندلاع أعمال العنف، وبعدها بدأ العد لتفشي العنف في المستقبل.
على الرغم من وعي الفلسطينيين بالنصر في الجولة الأخيرة، إلا أن وضعهم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والنفسي آخذ في التدهور.
الحكومة الجديدة في "إسرائيل" لا تبشر بالأمل بالنسبة لهم، ولا الرئيس الجديد في البيت الأبيض، قيادة أبو مازن ضعيفة وعاجزة وتفتقد للشرعية العامة، وحمـــ اس تفشل في تحسين حياة مليوني نسمة في غزة.
أدت معركة "سيف القدس" كما أطلقت عليها حمـــ اس، إلى اندلاع مواجهات في الضفة الغربية وبين الفلسطينيين من مواطني دولة "إسرائيل". حاول قادة حمـــ اس وبعض قيادات فتح جر الفلسطينيين إلى مواجهة واسعة وطويلة الأمد، لكنهم فشلوا، إلا أن المواجهات اندلعت بين الفلسطينيين من مواطني دولة "إسرائيل".
ومع ذلك، بعد جولة القتال تعود الحياة إلى مسارها "العادي" الذي استمر فيه الصراع لمدة قرن تقريبًا: موجة المواجهات الشديد، أعقبها فترة من سنوات قليلة يدور خلالها الصراع بقوة منخفضة. ومن ثم سيكون هناك مواجهات أخرى.
فيما يتعلق بأخلاقيات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يدعي شاكيد، أن جولة القتال الاخيرة تركت بصمة سلبية، وعززت المعتقدات والمشاعر الجماعية للفلسطينيين والإسرائيليين، وتستمر هذه الروح في تسريع الصراع وتعيق حله.
إن الوعي بالنصر وازدياد شعبية حمـــ اس والسياسة الإسرائيلية في الشيخ جراح وتسوية إيفيتار حافز لاستمرار المواجهات.
في غضون ذلك، نحن في وقت مستقطع، بين الجولة الأخيرة والدورة التالية من المواجهات.