بقلم: ناصر ناصر
14-8-2021
هل تشعل أي مواجهة مع غزة حرباً في الشمال ، هل لحماس تواجد عسكري بارز في جنوب لبنان؟
هل تعمل إسرائيل على تحييد حزب الله من خلال عدم اتهامه التلقائي بأي اطلاق نار من الجنوب؟
وهل سيكون الفلسطينيون في لبنان تحت المجهر الإسرائيلي بصورة أكبر في المرحلة القادمة؟
هذه الأسئلة قد تجد لها جواباً في التقرير التالي:
كشف المراسل العسكري لصحيفة هآرتس النقاب أمس الجمعة 13-8 عن بعض التقديرات الأمنية لكبار ضباط جهاز "أمان " العسكري؛ حيث أكدت هذه الاستخبارات الجديدة بأن المسؤول عن إطلاق القذائف والصواريخ من لبنان عدا الصواريخ التي تبناها حزب الله هي منظمات فلسطينية من منطقة المخيمات حول مدينة صور، وبأن المنفذين ليسوا مجرد فلسطينيين محليين، بل تنظيم له علاقة بمنظمة حماس.
المعلومات الجديدة التي عرضها هارئيل تؤكد التقديرات السابقة في مرحلة ما قبل 2014 والتي أفادت بأن حماس تعمل على إقامة بنية تحتية لها في لبنان من أجل أن تتمكن من فتح ما يشبه جبهة إضافية بواسطة اطلاق متقطع للقذائف والصواريخ في فترات التصعيد مع قطاع غزة.
وأضاف هارئيل بان حماس اتهمت إسرائيل بمحاولة اغتيال أحد قادتها في لبنان بواسطة تفجير سيارته.
الاستخبارات وفق هارئيل لم تحدد بعد ما اذا كان لهذا النشاط الحمساوي علاقة معينة مع قيادة المنظمة في أي مكان آخر مثل تركيا أو قطر أو غزة، وإلى أي مدى توجد لإيران علاقة بالأمر، دون ان يكون لحزب الله علاقة مباشرة فيها، وقد يعتبر هذا سهلًا على ايران؛ بسبب وجود قيادة للحرس الثوري ولجيش القدس في بيروت.
وهنا أقول: بأنّ الاستخبارات تفتح احتمالية جديدة لتغيير سياستها تجاه اطلاق الصواريخ والقذائف من لبنان بحيث تسمح بهامش مناورة لقيادة الجيش والمستوى السياسي بعدم الرد المباشر على حزب الله بعد كل اطلاق نار من الجنوب.
الاستخبارات الإسرائيلية تواجه تحديًا مزدوجًا في لبنان وفق ضابط كبير لهآرتس، أما التحدي الأول فهو عدم تركيز الاستخبارات على الشبكات الفلسطينية في لبنان مما يتطلب العمل الجادّ لجمع معلومات عنها، أما الثاني فهو زيادة تعقيد العلاقات والتشابكات بين عناصر القوة والمصالح في لبنان مما ينبني عليه احتمالية حدوث مواجهة بين إسرائيل وحزب الله في حالات معينة.
تعزز تقديرات الاستخبارات السابقة النقاط التالية:
الفلسطينيون وحماس تحت المجهر الإسرائيلي في لبنان وتحديدًا من حيث علاقاتهم بإيران وحزب الله.
ارتفعت احتماليات تصعيد معين وفي حالات نادرة تصعيد واسع في الشمال نتيجة لمواجهة عسكرية في غزة، مما يعطي وزنا أكبر لتوجهات التهدئة مع غزة في القرار الإسرائيلي.
يتزايد القلق الإسرائيلي من التواجد الحمساوي في لبنان، فقد أشارت تقارير سابقة إلى أن إسرائيل تتعاون مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية لمواجهة هذا الأمر، ولكن إمكانيات ذلك أضعف، فمخيمات صور لا تشبه مخيمات رام الله ونابلس، ونقل التنسيق الأمني إلى لبنان أمر يواجه الكثير من المقاومة.