الأجندة الصهيونية: ايران والتنسيق الأمني

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي


بقلم:
ناصر ناصر
 2-11-2021 
بتركيزها على موضوع التغير المناخي واعتبار نفسها وبغير أساس متين "دولة الابتكار المناخي" تحاول إسرائيل تجنب صورتها كدولة محتلة تقمع شعباً آخراً منذ عقود والابتعاد عن أجندتها الأمنية الحقيقية والتي تحتل فيها ايران المكانة الأولى سواءً من حيث مواقف المسؤولين أو من حيث الاهتمام الإعلامي في الأيام الأخيرة، فايران تنتج خمسة تهديدات ضد إسرائيل وذلك وفقاً للجنرال احتياط وقائد سلاح الاستخبارات السابق في جيش الاحتلال غيورا أيلند في يديعوت 27-10:
 التهديد الأول: حزب الله.
 الثاني: محاولة ايران تأسيس قوة عسكرية في سوريا كحزب الله في لبنان. 
ثالثًا: محاولات للهجوم السيبراني. 
رابعًا: قدرات ايران على تنفيذ هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة من سوريا والعراق واليمن. 
خامسًا: السلاح النووي والذي قد تنتجه ايران خلال مدة قصيرة. وكل هذا وفقًا لأيلند.
 وفي السياق الإيراني كشف المحلل العسكري لهآرتس (1-11-2021) عاموس هارئيل عن أنّ إحباطاً يسود في أوساط القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل بسبب عدم قدرتها على التأثير في موقف أمريكا اتجاه ايران. 
وماذا تريد إسرائيل من أمريكا في هذا السياق؟ وفقًا للجنرال آيلند أن تقنع أمريكا ايران بأن لديها خياراً عسكرياً جدياً وذو مصداقية، إن لم تستجب للمطالب الأمريكية أو بالأحرى الإسرائيلية. 
وفي السياق الإيراني كشف المحلل العسكري لهآرتس (1-11-2021) عاموس هارئيل عن أنّ إحباطاً يسود في أوساط القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل؛ بسبب عدم قدرتها على التأثير في موقف أمريكا اتجاه ايران.
 وماذا تريد إسرائيل من أمريكا في هذا السياق؟ وفقا للجنرال آيلند أن تقنع أمريكا إيران بأن لديها خياراً عسكرياً جدياً وذو مصداقية، إن لم تستجب للمطالب الأمريكية أو بالأحرى الإسرائيلية.
 أقول: هذا الموقف يُظهر بوضوح الى أي مدى تحتاج المستوطنة الكولونيالية حماية ورعاية الدولة العظمى، فالفضل -معظم الفضل - في استمرار قيامها وقوتها من جهة والامعان في تدمير المشروع الوطني الفلسطيني من جهة أخرى يعود للعم سام الأمريكي، وأيضا في السياق الإيراني تعزي إسرائيل نفسها بما تراه تطوراً لمصلحة روسية إسرائيل مشتركة في سوريا بإضعاف ايران من جهة وسياسة كلا الدولتين في ضرب تهديدات على أرض دولة ثالثة من جهة أخرى، فإسرائيل تضرب ايران وروسيا تضرب المعارضة السورية وهو ما عبر عنه المحلل العسكري ليديعوت أليكس فيشمان "1-11" "إن لم يكن هذا تنسيقاً وتعاوناً استراتيجيا بين روسيا وإسرائيل، فما الذي يكون ؟" مشيراً الى زيادة إسرائيل لهجماتها في سوريا حيث أطلقت في العام 2020 قرابة 400 صاروخ وقذيفة ذكية، أما في العام 2021 فزادت الضربات بنسبة 25%. وفي مقابل هذا استمر النشاط الإيراني في سوريا بنفس الوتيرة عدا عن زيادة في جودة ونوعية السلاح الإيراني، فعدد المستشارين الإيرانيين تراجع وكذلك تراجع عدد أفراد الميليشيات الإيرانية بنسبة 50 % تقريباً.
 وقد أضاف فيشمان، بأن روسيا قد أبلغت إسرائيل بأن الأسد بدأ يملّ ويتململ من التبعية لإيران وأعباء ذلك على إعادة إعمار سوريا. أما المكانة الثانية في الأجندة الصهيونية الخارجية فيحتلها تعزيز وتطوير التعاون والتنسيق الأمني مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، لما يعنيه هذا التنسيق من تدعيم لأركان دوائر الدفاع الأولى على الأمن القومي الإسرائيلي، حيث اعتبر رئيس الشاباك الجديد رون بار أنّ تطوير التنسيق الأمني مع السلطة هو التحدي الأول والمهمة الأولى في أجندة جهازه الأمني، ومن أجل ذلك تقدم دولة الاحتلال فتاتاً لإبقاء السلطة "حية تُرزق" رغم أزمتها المالية الناجمة جزئياً عن تأخر المساعدات الأوروبية؛ بسبب بقايا حرص أوروبي على قضية حقوق الانسان في فلسطين، ومن هذا الفتات السماح بتصاريح عمل وسفر واستصدار هويات.
وأخيراً قيام الوزير غانتس "مشكوراً!" بإلغاء مبادرته السابقة بالسماح للمستوطنين وبشكل شخصي بشراء أراضٍ بالضفة، والسماح للفلسطينيين بالبناء على أرضهم وبالمناسبة فقد تكون العلاقة الأمنية مع الاحتلال سبباً آخر إلى جانب رعاية أمريكا لإسرائيل في إعاقة وتعطيل المشروع الوطني الفلسطيني.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023