الاحتلال والعنصرية في البيت الأبيض . بقلم/ ناصر ناصر

الاحتلال والعنصرية في البيت الأبيض 

بقلم/ ناصر ناصر 

في واشنطن وقف مساء أمس الثنائي " السمج " دونالد وبيبي وبحضور السفراء الشهود من البحرين والإمارات وعمان وأمام جمهور متطرف يصفق بحماسة معظمهم من الداعمين بإسم الدين اليهودي لليمين الاستيطاني في كل فلسطين المحتلة من بحرها إلى نهرها ، حيث خرافة الأرض بلا شعب لشعب الله المختار ليرقصوا معا وعلى جراح الشعب الفلسطيني المستضعف والمخذول وقفة التظاهر الزائف بالنصر واللامبالاة بالملاحقات القضائية والبرلمانية للعزل والمحاكمة وقفا ليعلنا بوقاحة الطغاة المعهودة إلغاء مصطلح ( الاحتلال العسكري ) بعد أن ألغت القرارات الدولية من قبل مصطلح الاستعمار الاستيطاني الاحلالي من قاموس ما تبقى شرعية دولية هشة لا تساوي في ميزان ( ترامب الغاشم ) شيئا ،

 وليسطرا في سجل التاريخ مصطلحات عارِ جديدة : السارق هو المالك ، والمغتصب هو السيد ، والقاتل هو الرابح ، أما الضحية فهي المدان والخاسر . ولتبييض ذلك أو تسويقه كانت الخمسين مليار دولار عربي يدفعها نفط الخليج . فهل من جديد ؟ ترامب الغاشم أعلن ، وأثنى على إعلانه نتنياهو أن القدس هي عاصمة إسرائيل الموحدة وغير المقسمة ، وبأنه فعل الكثير لإسرائيل ومن أهم ذلك نقله للسفارة الأمريكية للقدس ثم اعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان العربي السوري المحتل والأهم من ذلك وفق ترامب ( الخروج من الصفقة الايرانية الفظيعة ) ، وهذا كله من أجل من وصفها ترامب ب ( مركز الديمقراطية والثقافة والابتكارات وأرض الميعاد للشعب اليهودي ) ، 

مشيرا إلى أن لجنة إسرائيلية أمريكية مشتركة ستحول خطته الخاصة ذات ال80 صفحة إلى برامج أكثر تفصيلا وبالطبع وفق المزاج الإسرائيلي . ولاستكمال سخريته وتناقضه أعلن ترامب أنه يؤيد دولة فلسطينية بلا حدود وبلا سلاح وبدون القدس العتيقة وعاصمة هذه الدولة القدس الشرقية ويقصد الأحياء البعيدة كشعفاط وكفر عقب وغيرها ، واعداً أنه سيقوم بافتتاح سفارة بلاده فيها ، وسيوفر مليون فرصة عمل وذلك بعد استجابة الفلسطينين لشروطه المستحيلة وهي الاعتراف بيهودية الدولة وبخطة ترامب وبالقدس موحدة عاصمة إسرائيل وبنزع سلاح المقاومة في غزة وباسقاط اللاجئين بالطبع . 

وقد أشارت مصادر مطلعة أن الخطة تتضمن امكانية تبادل اراضٍ تسمح بإخراج ام الفحم ذات الكثافة السكانية الفلسطينية العالية من حدود ما يسمى بدولة إسرائيل إلى حدود ما يسمى بفلسطين . هذه خطة ترامب المنتظرة وقد بانت وظهرت في العلن وفي الحقيقة أنها لم تكن مفاجئة في وقاحتها وغطرستها شكلا ومضمونا ، ولكن الاهم الآن هو رد الفعل الفلسطيني والعربي ،فهل ستسمح السلطة الفلسطينية فعلا بخروج المظاهرات المنددة بالصفقة كما اعلن الرئيس ابو مازن في خطابه المستنكر لترامب؟ وهل سيكون لهذا الاحتجاج سقفا محدودا و مستوعبا او حتى منسقا مع الاحتلال؟ وهل سيستمر السيد ابو مازن في سعيه لتوحيد الصف الفلسطيني والاجتماع مع السيد إسماعيل هنية وباقي قيادات الفصائل الفلسطينية ليعملوا معا على إسقاط ورود وعقود ترامب؟ هذا ما يتمناه وينتظره الشعب الفلسطيني وكل احرار العالم ، وعندها ستسقط خطة ترامب فعلا لا قولا.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023