التصدي للصفقة وإسقاطها أولاً . بقلم / أ.محمود مرداوي

التصدي للصفقة وإسقاطها أولاً

بقلم / محمود مرداوي

 بعد أن اتضحت الصورة وأيقن الجميع أن صفقة القرن إطاحة كاملة بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه والعودة إليها أصبح لا مكان للمجاملات والطبطبة والمداراة ، من يقود الاعتداء على قضيتنا هي أمريكا، حامية ومطلقة العنان للصهاينة باستكمال مشروع التصفية بإقرار من عدد من رؤساء العرب بالموافقة الضمنية أو السكوت على الجريمة، في ظل عجز من العالم عن فعل أي شيء يمنع مغامرة ترمب التي تستهتر بالحقوق الوطنية الفلسطينية على مدار عامين كاملين بإنذار مبكر لنوايا معلنة . 

ما عاد مكان للتحليل والانتظار ، الصورة جلية والمخاطر محدقة والإصرار على المضي في هذه المؤامرة قاطع . كل العالم المتضامن معنا والذي يقر بحقنا ينتظر موقفاً حاسماً وثابتاً منا كفلسطينيين. إن المواقف الرافضة للصفقة مهمة ، والنوايا للتحول من العمل الإيجابي إلى السلبي فعلياً على الأرض في المساحة الأفضل والأقدر عليها فلسطينياً خيار ومسار مهم يرجى أن يرى النور . وعليه يُنتظر من وفد الفصائل الذي سيزور قطاع غزة مواقف واضحة تدخل من الأبواب الصحيحة مباشرةً ضمن آليات واضحة وعناوين محددة تبدأ أولاً بالبحث في آلية مواجهة صفقة القرن والتصدي لها في البيئة الاستراتيجية على مستوى إقليمي ودولي مع الأصدقاء وكل الدول الداعمة لحق الشعب الفلسطيني في الوجود وتقرير المصير في وطنه. نخاطبها وننسق معها من خلال الاستفادة من علاقة الكل الفلسطيني؛ من ناحية ، 

نتمكن من تحقيق أفضل النتائج، ومن ناحية ثانية نخاطب العالم بلغة واحدة وموقف ورؤية موحدة. في هذه البيئة الاستراتيجية نبحث عن كل وسائل القوة والدعم والإسناد السياسي والمالي وأي مساعدة أخرى تقدم للشعب الفلسطيني تقيه من شر الضغوطات الخارجية عبر المال السياسي والدبلوماسي . نريد تحصين أنفسنا وتقوية جبهتنا في مواجهة الصفقة والتصدي لها . أما على صعيد البيئة الداخلية في البعد التكتيكي توحيد الموقف من صفقة القرن قولاً وعملاً بالرواية السياسية والمناشط الجماهيرية على الأرض، فلا يمكن لشعبنا أن يضحي ويستمر معنا ونحن نتراقص على الحبلين غير حاسمين، مواقفنا ملتبسة يعز عليه التضحية من اجل تحسينات هنا او هناك يجب أن يكون الموقف واضحاً والتعبير عنه صريح والترجمة على الارض تؤكد أن الموقف الفلسطيني موقف استراتيجي ثابت ممهور بالدماء والتضحيات . 

هذا المسار يقتضي توافقاً بين الفصائل وخطط عمل . لا ينبغي للفصائل التي ستزور غزة أن تقع بفخ الولوج إلى إعادة تداول مصطلحات التمكين أو إنهاء الانقسام مباشرةً، إنما نجتمع على موقف واضح ورؤية مفصلة في كل البيئات والمجالات والمستويات لمواجهة صفقة القرن التي ستكون أحد إفرازاتها لاحقاً إنهاء الانقسام وصهر الأجسام والمؤسسات الحكومية التي تتولى إدارة الشؤون المدنية والقضائية والأمنية والتعليمية والصحية في حكومة تبسط سيادتها على الضفة والقطاع تعكس إرادة المشروع المناهض للصفقة من الفصائل، وتتحرك بما يتلاءم مع رؤية وبرنامج الفصائل في التصدي والمواجهة لصفقة القرن وانسيابها وتنفيذ فصولها وملاحقها على الأرض. هذا هو المدخل الصحيح والطريق المستقيم والأقصر الموصل لتحقيق أهدافنا الذي يقوم على "ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك" في إطار تغيير دور السلطة الوظيفي بما يخدم الرؤية والمسار " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص" واعلموا يقيناً أنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله .

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023