عاموس هارئيل في هآرتس:
شكوك حول الضم: نتنياهو سيجد صعوبة في إلغاء تحذيرات الأجهزة الأمنية
هآرتس 12/6/2020
ترجمة حضارات
ليست المرة الأولى التي يتشكل فيها فرق أوفجوة بين التعهدات التي يطلقها نتنياهو، وبين العملية التي يقوم بها فعليًا على الأرض، نتنياهو يرعى ومنذ أشهر عملية ضم غور الأردن والمستوطنات في الضفة، ولكن كلما يقترب تاريخ 1/7 فإن خطته تواجه معارضة وعقبات.
الخطة لا تنسجم حتى مع جزء كبير من قيادات المستوطنين، وهم الفئة التي يسعى نتنياهو لنيل إعجابها منذ البداية. تبدو الأمور حتى اللحظة بأن خطة الضم ستحصل، إن حصلت أصلًا بتأخير معين، وبإحجام أقل مقارنة بالتصريحات الأصلية.
مقامرة نتنياهو اعتمدت على نافذة الفرص في شهور الصيف، والتي تأمّل فيها تجنيد ترامب تحت مبرر بأن الضم هو نتيجة طبيعية للرفض الفلسطيني الجارف لخطة سلام رئيس الولايات المتحدة. المسألة كانت ستفيد الطرفين سياسيًا، فسوف تؤدي لإشعال الحماسة لدى المسيحيين الأفنجيليين. مؤيدو ترامب على أبواب الانتخابات الرئيسية في نوفمبر، ولكن ترامب حاليًا يواجه أزمة مزدوجة وغير مسبوقة : أزمة اقتصادية وصحية؛ بسبب كورونا، واحتجاجات واسعة على مستوى الولايات المتحدة، ضد عنف الشرطة تجاه المواطنين السود، من المعقول القول إذن بأن خطة الضم لنتنياهو لا تحتل رأس سلم الأفضليات لترامب. وحاليًا أعرب المرشح الديمقراطي جو بايدن عن معارضته الصارمة للضم. موقف مشابه اتخذه الاتحاد الأوروبي أيضًا، والذي قد يفرض عقوبات ضد إسرائيل. حزب أزرق أبيض حيث بيني غانتس وأشكنازي يتواصلون باستمرار مع طاقم السلام في البيت الأبيض لهدف مزدوج: لتأجيل أجندة الضم قدر الأمكان ولتقليل حجمه، قد يكون لدرجة خطوة رمزية في الكتل الاستيطانية، وعلى رأسها غوش عتصيون ، وقد ذكرت تقارير بأن غانتس سيزور الأردن لتهدئة المنطقة.
هناك خلفية أيدلوجية لتوجه نتنياهو للضم، فهو يبحث عن خطوات تخلد ميراثه التاريخي، ولكن من الصعب فصل ذلك عن جهوده للتخلص من إدانته واعتقاله ،بهذا المعنى فإن الضم هو أيضًا مناورة للبقاء كباقي خطوات نتنياهو التي يخطط لها مثل: الإعلان عن انتخابات رابعة مستغلًا نقطة ضعف في الاتفاق الإئتلافي حول إقرار ميزانية الدولة، أوالترشح للرئاسة، أودعم ترشيح حاييم هيرتصوغ للرئاسة لعله يصدر له عفوًا مقابل الاستقالة، كل الوسائل متاحة عندما توضع حرية نتنياهو على المحك. المستوى الأمني غير مطلع، ونتنياهو يخفي عنه ما يريد، الشاباك حذر من تصعيد محدود، والاستخبارات من مواجهة واسعة في الساحة الفلسطينية، ونتنياهو لن يملك إلا الاستماع لآراء المستوى الأمني.