موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
يظهر في عرض البحر في الشارع الفلسطيني، تضامنه مع سكان أوكرانيا، في أعقاب الغزو العســ ـكري الروسي لبلادهم، بينما لا تزال القيادة الفلسطينية، تتخبط في مسألة الموقف، الذي يجب أن تتخذه، يعتقد المثقفون الفلسطينيون، أن الفلسطينيين، الذين يشتكون دائمًا من الاحتــ ـلال والقتل من جانب "إسرائيل", والرغبة في تقرير المصير والسيادة, يجب ألا يتخلوا عن هذه القيم وأن القيادة الفلسطينية، يجب أن تعبر عنها في موقفها، من الحــ ـرب في أوكرانيا.
ورأوا أن الموقف الفلسطيني، يجب أن يتوخى الحذر الشديد، ويلتزم بمبادئ القانون الدولي، ويدعو إلى تسوية الخلافات بالسلام والحوار، وليس بالقوة العســ ـكرية، وإعطاء حق الشعوب في تقرير مصيرها، كمبدأ لا هوادة فيه, ومع ذلك، يتذكر الفلسطينيون جيدًا، أن الرئيس الأوكراني زالانسكي يهودي، وبالنسبة لهم فهو أيضًا صهيــ ـوني، أيد القرار الأمريكي بأن القدس، هي العاصمة الموحدة لـ "إسرائيل", وموقف "إسرائيل", في جولة القتال الاخيرة.
وهناك فلسطينيون في الضفة الغربية، يرحبون بالغزو العسكــ ـري الروسي لأوكرانيا، على أمل أن يؤدي ذلك، إلى نظام عالمي جديد، تتضاءل فيه قوة الولايات المتحدة، وهيمنتها في العالم، كما يؤدي حتما إلى إضعاف "إسرائيل".
ومع ذلك، وكما أن "إسرائيل"، مترددة بشكل جدي, بشأن مواقفها السياسية، وتحرص على عدم التورط، في تصريحات ومواقف سياسية غير ضرورية، بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، وتحاول "السير بين القطرات"، فإن السلطة الفلسطينية حريصة للغاية، رئيس السلطة الفلسطينية، لا يريد الانخراط مع حكومة بايدن، خوفًا من أنه قد يخسر، إعادة فتح مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية، في واشنطن، ونقل القنصلية الأمريكية إلى القدس الشرقية، من ناحية أخرى، لديه علاقة طويلة الأمد مع موسكو، قبل بضع سنوات، كان يُزعم أنه عمل كعميل KGB، أثناء إجراء أطروحة الدكتوراه في موسكو.
بالإضافة إلى ذلك، هناك حوالي 2500 فلسطيني، يعيشون في أوكرانيا، معظمهم من الطلاب، صرح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، في 26 شباط / فبراير، أن الجميع بأمان وأن السلطة الفلسطينية، تعتني باحتياجاتهم من خلال السفارة الفلسطينية، في كييف.
في نفس الوقت، الذي لا تريد فيه الانخراط مع أوكرانيا، فهي بحاجة إلى أن تحاول روسيا، تحفيز الرباعية "الرباعية الدولية"، على عقد مؤتمر دولي، يحاول فرض مؤتمر سلام دولي، على "إسرائيل", على الرغم من معارضتها, ومعارضة إدارة بايدن.
تحاول السلطة الفلسطينية, تقزيم دور الولايات المتحدة، التي لعبت دور الوسيط التقليدي, منذ اتفاقيات أوسلو, بين "إسرائيل", والسلطة الفلسطينية ، ويعمل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, بمساعدة روسيا، على تآكل هذا الدور للولايات المتحدة، في بدعوى أنها ليست "وسيطًا عادلًا"، وإحضار اللجنة الرباعية بأكملها "الرباعية الدولية"، بدلاً من الولايات المتحدة وحدها، كهيئة للإشراف على المفاوضات، بين "إسرائيل", والفلسطينيين.
كما تتمتع حمــ ـاس, بعلاقات جيدة مع روسيا، على عكس السلطة الفلسطينية، فهي لا تتردد الآن, في التعبير عن موقف حذر من الأزمة, مع أوكرانيا, فقد غرد القيادي في حمــ ـاس، موسى أبو مرزوق، على حسابه على تويتر في 26 فبراير: "أحد أهم الدروس المستفادة من الحــ ـرب، الروسية الأوكرانية، هو أن العصر الأمريكي، الوسيط الوحيد للعالم، قد انتهى".
تحتفظ السلطة الفلسطينية، بعلاقات أوثق مع موسكو، منها مع واشنطن، وليس فقط رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي لديه اتصال مباشر مع الرئيس بوتين، ويتحدث معه عبر الهاتف كلما احتاج إلى المساعدة، وكذلك حسين الشيخ، قام عضو في اللجنة التنفيذية الجديدة، لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وخليفة محتمل لرئيس السلطة الفلسطينية، بتطوير علاقات وثيقة مع كبار الضباط الروس، وأصبح المفضل لدى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي أوصى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بتعيينه المسؤول عن المفاوضات، مع "إسرائيل", مكان صائب عريقات.
وتحدث الشيخ, الأسبوع الماضي, عبر الهاتف مع ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي, والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، حول مختلف القضايا, بما في ذلك الوضع في أوكرانيا, وقرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، في 8 فبراير، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل إلى وسائل الإعلام، حول مضمون المحادثة، بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا.
ليس هناك شك، في أن معاملة السلطة الفلسطينية، وحمــ ـاس لروسيا، أكثر تعاطفاً بكثير من معاملة الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لـ "إسرائيل"، كما لعبت روسيا, في السنوات الأخيرة دور الوسيط بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، بل واستضافت في موسكو, حوارًا بين جميع الفصائل الفلسطينية, في محاولة لتحقيق الوحدة الوطنية.
في كل عام، يسافر قادة الفصائل الفلسطينية، لحضور اجتماعات سياسية في وزارة الخارجية الروسية، حتى استضاف محمد دحلان، الخصم اللدود للسلطة الفلسطينية، في موسكو، قبل بضعة أشهر، وطلب مساعدة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، للتصالح مع رئيس السلطة الفلسطينية.
لن يستمر الصمت الفلسطيني طويلاً، فبمجرد أن يتضح الوضع في ساحة المعركة، يمكننا أن نفترض، تصريحات مسؤولي السلطة الفلسطينية وحمـ ـاس، الذين يأملون أيضًا في إيجاد حل سياسي للغزو العسـ ـكري قريبًا، يسمح لهم باتخاذ موقف علني أكثر راحة، لكي لا تستاء علاقاتهم مع روسيا أو الولايات المتحدة، فمن الممكن في النهاية، أن تتخذ السلطة الفلسطينية وحمـ ـاس، موقفًا محايدًا ومبدئيًا، لا يدعم أيًا من الجانبين.