الرقابة على الحقيقة
بقلم ناصر ناصر
في خطوة لم يسبق لها مثيل منذ فترة طويلة نشرت الرقابة العسكرية الاسرائيلية أوامرها و تعليماتها بعدم نشر و تداول بعض صور وتفاصيل عملية الوحدة الخاصة الاسرائيلية الفاشلة في شرق خانيونس ، و ذلك بدعوى إمكانية الكشف عن شخصية بعض رجال الأمن و المتعاونين مع اسرائيل ، فهل تدرك الرقابة العسكرية الاسرائيلية انها تعيش في القرن الواحد و العشرين ؟
ان اعلان الرقابة لمنع النشر و التداول سيزيد على الارجح من رغبة كل انسان سمع هذا الخبر ان يسارع في الاطلاع عليه و نشره لاصحابه و أصدقائه فهي دعوة غبية اذن على نمط ( لا تقرأ هذا الخبر ) .
ليست هذه هي المرة الاولى التي يظهر فيها التعامل الغريب للرقابة العسكرية، فقد منعت في العديد من المناسبات ، و من أشهرها عملية أسر المستوطنين الثلاثة في الخليل نشر تفاصيل تم نشرها في كل وسائل الاعلام المحلية و الدولية و اطلع عليها الكبير و الصغير في اسرائيل ، مما يشير الى عقلية احتلالية متخلفة ما زالت تعيش في القرون الغابرة ، و قد تلقت بسبب ذلك الكثير من الانتقادات حتى من بعض الاعلاميين في اسرائيل .
لقد أظهرت المقاومة الفلسطينية و من خلال نشرها هذه التفاصيل و الصور و المعلومات حول عملية خانيونس الفاشلة وعياً بأساليب الحرب على الذاكرة التي تشنها اسرائيل يوميا ضد ابناء الشعب الفلسطيني من جهة و تحكما و سيطرة على الاوضاع الامنية و مجريات الامور في قطاع غزة من جهة أخرى ، و ما تم هو حلقة واحدة من سلسلة حلقات