بقلم: ناصر ناصر
5-4-2022
الاحتلال الإسرائيلي الغاشم يهاجم الفلسطينيين ويقتلهم كما في جنين ويعتدي على حرياتهم الأساسية في القدس والأقصى وسائر فلسطين دون أي علاقة بمواعيد رمضان وغيره، ثم يقدم تسهيلات، يرجو من خلالها أن يضبط ويخفف من ردود فعل الفلسطينيين المقاوِمة ضد إجراءاته يقتل ضحيته ثم يعطيها تسهيلات كالتمساح، تسهيلات من أجل ضمان استمرار قتله وتعذيبه للفلسطينيين وأدهى من ذلك يقوم بإجراء اتصالات متعددة مع قوى إقليمية كمصر والأردن، وغيرها للتدخل لتهدئة الأوضاع وبشكل أدق لضمان ردود فعل محدودة جداً على استمرار احتلاله واستيطانه وقمعه للفلسطينيين.
لا ينبغي أن يركز الخطاب الفلسطيني على موضوع التسهيلات هل، وكيف؟ ولماذا ومتى؟ بل من المفترض أن يتم التركيز على جذرية الرفض للاحتلال وللاستيطان أياً كانت أشكاله وأنواعه وتأكيد حق الفلسطينيين في مقاومة هذا الاحتلال، وينبغي الانتباه للخطر الجذري والعميق الذي تواجهه القدس هذه الأيام، وما نشرته صحيفة هآرتس 4/4 حول تعاظم تهويد شرق القدس وليس فقط غربها بهدوء وصمت وما ذاك إلّا دليلاً واحداً على هذا الخطر الدائم، فمعظم قادة وزعماء الاحتلال، ومن بينهم شخصيات مجتمع مدني واعلام لا يحبون سماع كلمة احتلال إلاّ قليلاً؛ لذر الرماد في العيون، قد تهدف تسهيلات التماسيح هذه عدا عن كونها أداة لتسهيل استيعاب الفلسطينيين، بل وبعض الإسرائيليين للاحتلال الغاشم، إلى تمرير مخططات كتلك التي كشفها نير حسون ومايا ديني شانو في هآرتس "تهويد القدس" والأهم تراجع الاهتمام الإسرائيلي الداخلي، والأهم لأوساط الأمريكان، وقد أكدت هآرتس، بأن القدس تستمر بالتغيير في ظل البناء والاستيطان، في ما وراء الخط الأخضر كما في جبل أبو غنيم "وعطروت وتلة شلومو" وغيرها، إضافة لتزايد قوة الجمعيات الاستيطانية.
هكذا يبدو جلياً، بأن ما يزعمه الاحتلال من تسهيلات للفلسطينيين بمناسبة رمضان ما هو الى حقوق إنسانية أساسية وأولية وهي حقوق مشروطة خاضعة لمزاج الاحتلال وهي تخدم ليس فقط التمساح المحتل المجرم؛ حيث تساعده في هضم ضحاياه والسماح له بتبرير سياساته لدى بعض مواطنيه الذين يتمتعون بحد أدنى من الإنسانية، بل قد تسمح له هذه التسهيلات لتبييض وجهه الأسود في الرأي العام العالمي الذي يتعاطف هذه الأيام مع الضحايا في أوكرانيا، كما تخفف عبئاً من فضيحة ازدواجية المعاير للحكومات الغربية و"اسرائيل "، ما بين ضحيةٍ وضحية وفقاً للدين أو العرق أو اللون أو الجنس.
ماذا يمكن للفلسطينيين أن يفعلوا إزاء جراء ذلك؟ وكيف يمكن لهم ان يواجهوا تسهيلات التماسيح والمؤامرة على القدس وكافة أراضي الضفة وفلسطين، في ظل خضوع القيادة الرسمية لهذه المؤامرة وموقف عربي ضعيف للغاية بالتأكيد فإنّ الحل الوحيد هو المزيد من الرفض وعدم الخضوع والاستمرار بالمقاومة المشروعة والإنسانية بكافة أشكالها، ولا يعني ذلك رفض التسهيلات؛ بل استخدامها لتعزيز صمود وثبات مقاومة الفلسطينيين وليس إضعافها أو النيل من عزم وانطلاقة الشعب الفلسطيني المتجدد هذه الأيام كما يخطط الاحتلال ويسعى باستمرار.