بقلم الكاتب: ناصر ناصر
14-4-2022
أثارت دعوة "أيمن عودة" للمجندين الفلسطينيين -ممن يخدمون في قوات الأمن الإسرائيلية- للتخلي عن خدمتهم، وكذا الإجماع الإسرائيلي على رفضها وإدانتها، مسألة التجنيد العسكري في صفوف الفلسطينيين في الداخل بشكل عام.
فهل تسعى "إسرائيل" فعلاً لفرض التجنيد على الفلسطينيين؟!
وهل تتوقع منهم أن يوافقوا على أن يقتل أحدهم الآخر؟ وربما يتم القضاء على قضيتهم الوطنية؛ لصالح الأسرلة والدمج المنقوص في مجتمع اليهود؟
وماذا تهدف اسرائيل من إبقاء الفلسطينيين في مربع الخدمة بدلا من مربع المقاومة؟
يرفض الفلسطينيون عموماً الخدمة العسكرية في قوات أمن الاحتلال، سواء كان ذلك في الأراضي المحتلة عام 67، أو حتى داخل الخط الأخضر، ومع ذلك فإن هناك شريحة محدودة تقوم –وأحيانا- بنوع من السرّية وبخجل، أو -بوقاحة أحياناً أخرى- بالتجند بالجيش والشرطة، وغيرها؛ من أجل تحسين شروط حياتهم.
في المقابل: فإن 30% من أبناء (18عام) فأكثر من اليهود، لا يتجندون في وحدات "كحرس الحدود"، إضافة إلى 45)% من البنات)، أضف إلى ذلك أن "الحريديم" كفئة يُحرّمون الخدمة في الجيش.
فلماذا إذاً يغضبون من دعوة الشعب الواقع تحت الاحتلال للخدمة في جيش المحتل؟
من الناحية القانونية يحق لوزير دفاع الاحتلال أن يرسل بلاغاً خطياً لأي مواطن، أو شبه مواطن (كالفلسطيني داخل الخط الأخضر)؛ من أجل الخدمة في الجيش، وقد نجح الجيش باستدراج بعض القيادات الدرزية للخدمة في العام1956.
ويبدو أن "إسرائيل" تحاول عزل بعض الفئات من الفلسطينيين عن مجتمعهم الكبير؛ من خلال التجنيد في الجيش، كما فعلت مع "الدروز"، وحاولت مع المسيحيين والآراميين وذلك تحت شعار "فرّق تَسُد".
لقد أكد كثير من الإسرائيليين تاريخياً، أن هدف التجنيد هو تشتيت وحدة الفلسطينيين والعرب من خلال التجنيد، ومنهم المدعو "يعقوب شمعوني" الذي قال: "إن الهدف من التجنيد هو دق إسفين في قلب الوحدة العربية، واستخدام "الدروز" على -سبيل المثال- كسكين حاد في ظهر الوحدة العربية".
وقال آخر: "إن تجنيدهم في الجيش قد أحرق أوراقهم".
ولا يمنع هذا من أن أحد أهداف التجنيد أيضاً هو تخفيف العبء عن اليهود؛ حيث يوضع الفلسطينيون في رأس الحربة في مواجهات خطرة مع الفلسطينيين والعرب، وقد قتل اثنين منهم في الأحداث الأخيرة على سبيل المثال "أمير خوري".
تتفاوت حدة موقف التيارات الفلسطينية في الداخل من مسألة الخدمة في أجهزة أمن الاحتلال داخل وخارج الخط الأخضر، وقد انعكس الأمر على -سبيل المثال- في حادثة تعزية عائلة المجندين القتلى على يد شهداء أم الفحم في المسجد الأقصى 14/7/2017.
وقد أصر منصور عباس، ومحمد بركة، وعصام نخول، وآخرون؛ على تعزية عائلات جنود الاحتلال بحجة الحفاظ على العلاقات الاجتماعية في الوسط العربي.